الظواهر تزداد كل يوم ،الظاهرة الغريبة تلو الأخرى لكن الأكثر خطورة هي ظاهرة أطفال الشوارع، فهذه الظاهرة لن تنتهي بل ازدادت كل يوم.
يؤلمني عندما اشاهد هؤلاء الأطفال في الشارع وليسوا في المدارس مع أن هذا من المفترض أن يكون مكانهم الطبيعي مثل كل من في سنهم
أطفال صغار قد حرموا من كل لذات الحياة بينما من في سنهم يلعبون و يدرسون، والأكثر استفزازاً عندما اسمع كلمة “هؤلاء عصابات” ولا يجب إعطائهم المال ولا اي شيء لأنهم عصابة، والسؤال الذي أطرحه على البعض من العصابة ؟، أطفال صغار جدا لا يدركون شيئا، ضعفاء وحكمت عليهم الظروف.
هؤلاء الأطفال ضحايا للمجتمع، لظروف الاجتماعية القاسية وأنا في الشارع قابلت طفلاً صغيراً جدا مسك يداي وكأنني امه ولم يطلب أي شيء سوى الاكل، لم أعد قادرة حتى على الكلام امام ذلك الموقف، تساءلت بيني وبين نفسي هل يعقل هذا مجرد حلمه ؟ القليل من الأكل ؟ هل لهذه الدرجة أصبح الوضع سيء في مجتمعاتنا كي تصبح أحلام البعض من أطفالنا الأكل في حين أن أحلام البعض الآخر التزلج والسفر والرقص والذهاب لتنزه والترفيه على النفس، وليس الوحيد الذي قابلته في الشارع بل عدة أطفال.
أشعر بالحزن على هؤلاء الاطفال وأتساءل ما هو ذنبهم ليكون مصيرهم الشارع عندما يطلب منك طفل صغير اشتراء مناديل لابأس لو فكرت فيه ولم تكسر خاطره واشتريتها حتى لو لم تكن بحاجتها، لابأس لو أعطيته أكثر من ثمنها بكثير
هذا لن ينقص منك شيء، لابأس لو اشتريت له الاكل و ساهمت في سد جوعه، عندما ترى ابتسامة هذا الطفل ودعواته لك، هذا لا يقدر بثمن، عندما تشعر انك منحت طفل صغير محتاج السعادة، حينها ستشعر أن وجودك له معنى.
لا تفكر من ورائه هذا الشيء لا يهمك، لأن هؤلاء الأطفال ضحايا، وليسوا جناة كي يتهمهم المجتمع بهذه البشاعة، ارحم كي ترحم.
هل يعقل أن البعض يجرحون هؤلاء الاطفال ويشتمونهم وهم الاقوياء، والقادرون، بينما هؤلاء الأطفال ضعفاء ومساكين، لماذا قد انعدمت الإنسانية من قلوب الكثيرين وقد تغافل البعض أن الأطفال هم احباب الله.
لذلك ارحموا كي ترحموا، فأن تكون إنساناً قبل ان تكون أي شيء آخر، ساهموا ولو قليلا في رد البسمة على وجه طفل، حتى طفل واحد لابأس، فهذا لن ينقص منك شيء بل سيجعلك تشعر بمعنى وجودك في هذه الحياة الزائلة أنه من المؤلم أن تشاهد البعض يعتنون بالكلاب والقطط ولا يهتمون لقضايا الأطفال المشردين مع أن هؤلاء الاطفال مسؤوليتنا جميعا لانهم افراد من المجتمع و لانهم ضعفاء.