ظاهرة التنمر في مجتمعاتنا… بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع
كم أصبحت مجتمعاتنا تافهة خالية من المعاني والقيم السامية، التفاهة تعم حياة الكثيرين وحياة المجتمعات ككل، حتى أنها أصبحت تعيش في التنمر على الآخرين فقط دون أن تنفع بشيء، بل على العكس هي تؤذي وتسيء للكثير من الأشخاص عبر هذه التصرفات المؤذية والسخيفة وكأن إيذاء الغير أصبح موهبة وتسلية، أصبحنا في مسابقات الإيذاء والسخرية من الآخرين، فقدنا كل معاني الإنسانية والقيم الجميلة ووضعنا الحواجز بدون أي أسباب فقط الأفكار الشيطانية، التي سيطرت علينا لتسلب منا آدميتنا وتحولنا إلى مخلوقات بدون مشاعر.
هل أنا أفضل منه كي أسخر منه؟ كم صرنا نعيش وسط كم هائل من السخافات والتفاهات وفي وسط الحمقى، الذين يسخرون من الآخرين، وكأنهم معصومين من الأخطاء وكأن الكمال لهم أو كأنهم قدوة في المثالية و الجمال و غيرها من الأشياء.
ظاهرة التنمر اليوم والسخرية من الآخرين أصبحت موضة العصر في كل مكان في المدرسة في الجامعة في الشارع في منازل الجيران و الأقارب، في العمل أو حتى في منازل العزاء والمناسبات.
دائما ما نجد التنمر، و اليوم أصبح موجود حتى في وسائل الإعلام، أن تشير لشخص وتتهمه أمام كل الناس وتزدريه أمام كل العالم أمر في قمة البشاعة لكن للأسف أصبح موجود، مجتمعاتنا اتخذت من التنمر أسلوب و تسلية لا يمكنها أن تمضي يوما بدونه أو أن تعيش من دون أن تنظر للآخرين لكن لماذا نسأل أنفسنا قبل أن ننظر للآخرين، هل أنا أفضل منه أو أنا أفضل من نفسي القديمة أو نفسي التى أطمح لأصل إليها كي أسخر منه.
لما لا نهتم بأنفسنا، لماذا دائما ما ننظر ونهتم بالآخرين ؟ هل لدينا الكثير من الوقت في الحياة كي نضيعه في النظر لتصرفات الآخرين.
ما شأننا نحن بالآخرين لما لا نهتم بأنفسنا ونطور قدراتنا و إمكانياتنا و عقولنا، لما لا نقرأ ونستثمر أوقاتنا فيما ينفع، ونترك الآخرين وشأنهم.