عطاف: الدافع الرئيسي من تأسيس الحكومة المؤقتة هو توحيد قيادة الثورة للتحدث باسم الشعب الجزائري

أكّد المدير العام للاتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الخارجية، محمد مزيان، أن “الإعلان عن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، سنة 1958، يحمل في طياته أهدافاً متعددة سمحت للثورة الجزائرية بالانتقال إلى مرحلة جديدة، من خلال استكمال استحداث مؤسسات الدولة الجزائرية الفتية”.

وأضاف مزيان خلال كلمة ألقاها نيابة عن وزير الخارجية أحمد عطاف، بمناسبة الذكرى الـ 65 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية اليوم الاثنين، أنّ “هذا الاعلان يعد حدثاً بارزاً في مسيرة الثورة الجزائرية، ويأتي تجسيداً لقرار اتُّخِذ خلال مؤتمر الصومام، بعد دعوة المجلس الوطني للثورة في لوائحه خلال اجتماعه في شهر أوت 1958، إلى إنشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وهو ما جسّدته لجنة التنسيق والتنفيذ بعد مرور سنة من ذلك”.

ولفت ذات المسؤول إلى أن الدافع الرئيسي من تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، هو توحيد قيادة الثورة ضمن هذه الهيئة للتحدث باسم الشعب الجزائري في المفاوضات مع الطرف الفرنسي الذي كان يتحجج آنذاك بأنّه لا يوجد أي طرف للتفاوض معه، مبرزا أنّ منح هذا التأسيس غطاءً قانونيًا للكفاح المسلح على المستوى الدولي وسمح بشكل خاص بإبلاغ فرنسا الاستعمارية بضرورة التفاوض مع حكومة مؤقتة معترف بها قانونا.-يضيف المسؤول-.

كما أشار المدير العام للاتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الخارجية إلى أنّ “الحكومة المؤقتة قد فرضت نفسها كممثل شرعي للشعب الجزائري خلال مفاوضات ايفيان التي توجت بالتوقيع على وقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962، الذي أفضى إلى استقلال الجزائر”، مؤكّدا أن الجزائر وانطلاقاً من رصيدها الثوري القوي وسمعتها الدولية الساطعة، واصلت الدبلوماسية الجزائرية بعد الاستقلال بنفس الروح الثورية على تعزيز تواجد الجزائر في محيطها الجيوسياسي ووضع تجربتها الثرية في مقاومة الاستعمار تحت تصرف حركات التحرر في العالم، وفي القارة السمراء خصوصا، وقيادة المدّ التحرري من الهيمنة الاستعمارية.

وتابع المتحدث بقوله: “عملت الجزائر على إيصال صوت الدول النامية المطالب بعلاقات دولية أكثر عدلاً وإنصافاً، كما دعت إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها ودعم القضايا العادلة وأولوية الحلول السامية، عطفاً على رفضها التدخلات العسكرية الأجنبية.”، مضيفا أن “الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية جاءت تتويجاً لتطور كفاح الشعب الجزائري ووحدته وإصراره على الانعتاق من الاستعمار.كما جاءت أيضا تكريسا لأربع سنوات من الحرب.