أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، “إن ما يتعرض له لبنان اكتملت فيه كل أركان الجرائم التي استنسختها إسرائيل من غزة، مؤكدا أن إسرائيل تحاول تحويل لبنان إلى غزة أخرى”.
وأبرز عطاف، خلال كلمته في مجلس الأمن من خلال جلسة مفتوحة بشأن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ولبنان، أن “لبنان الشقيق يتعرض مجدداً لعدوان إسرائيلي سافر، غاشم همجي، لا يضاهيه بشاعةً وفظاعةً وجسامةً إلاَّ ما ابتُلِيَتْ به غزة شَرَّ البلية، مضيفا أن “هذا العدوان يُمثل جزءً لا يتجزأ من سياسة التصعيد التي جعل منها الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني نهجاً مُفضلاً واستراتيجيةً مُتَعَمَّدَة على أكثر من جبهة وعلى أكثر من وجهة في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وأوضح المتحدث أن “هذا الاحتلال لم يعد يكتفي بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبُها ضد الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية، بل صار يُشعل الأزمة تلو الأخرى، وصار يسعى، اليوم تلو الآخر، لبَسْطِ إجرامه وفرض جبروتِه على كافة دول الجوار: في اليمن، وفي سوريا، وفي إيران، وحاضراً في لبنان. ” مقدما “للشعب اللبناني أصدقُ عِبَرِ التضامن والمواساة والدعم في وجه هذا العدوان الإسرائيلي الشنيع، بل المشين، الذي يستدعي مِنَّا ومن مجلسنا هذا الإدانةَ الصريحة، والاستنكارَ الصارم، والرفضَ المطلق، والتحركَ المُستعجل لوقفِه ومحاسبَةِ المتسبِّبِينَ فيه والمُشْرفين على تنفيذِه”.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الجزائر تؤكد “العمل من أجل وقف التصعيد هو أقل ما يمكن انتظاره من مجلسنا هذا، اليوم قبل الغد. فمنطقة الشرق الأوسط أحوجُ ما تكون إلى تضافر جهود الجميع لتجنيبها ويلاتِ حرب شاملة تلوح في الأفق القريب، لا البعيد”.
وتابع رئيس الدبلوماسية الجزائرية بقوله: “تشدد بلادي أن جهود وقف التصعيد هذه يجب أن تُرَكَّزَ، بصفة أولية وأولوية، على وضع حدٍّ نهائي للجحيم المسلط على الشعب الفلسطيني في غزة. كما أن ذات الجهود ينبغي أن تتوجه صوب المعتدِي، لا المعتدَى عليه، أي صوب الاحتلال الإسرائيلي، لا صوب الفلسطينيين أو اللبنانيين أو غيرهم من دول المنطقة التي طالتها الجرائم الإسرائيلية بجميع أنواعها وأصنافها، والتي ضاقت ذِرْعاً من تجبر وتسلط وطغيان هذا الاحتلال. “