عكس ما كانت عليـــــــــه في المواسم السابقـــــة….”كورونا” تجبر الأنديـــــــة على إجراء تحضيراتها داخل الوطن

شرعت أندية الرابطة المحترفة الأولى، في تحضيراتها الرسمية استعدادا لانطلاق الموسم الكروي المقبل المقرر انطلاقه بتاريخ 22 و23 أكتوبر الجاري، حيث فضّلت معظم الفرق برمجة تربصات محلية داخل الوطن بسبب ضيق الوقت والإجراءات المشدّدة للتصدي لفيروس “كورونا” فيما صنع نادي وفاق سطيف الاستثناء ببرمجة تحضيراتها بتونس. ودأبت جل الأندية المحترفة على خوض تربصاتها الصيفية خارج الوطن وذلك بالنظر إلى عدّة عوامل من بينها ضعف البنى التحتية في الجزائر التي تكون عائقا في تطبيق البرنامج المسطر من قبل الأطقم الفنيّة وخاصة بالنسبة للفرق التي تستهدف المنافسة على اللقب أو إحدى المراتب المؤهلة لمشاركة قارية، حيث تسعى لتوفير جميع الإمكانيات ووضع اللاعبين في أحسن الظروف من أجل إنجاح المعسكر التحضيري والدخول بقوّة في البطولة الوطنية. توفير كافة الإمكانيات الضرورية من أجل نجاح التربص يبقى من العوامل المهمة، حيث غالبا ما يكون مكان الإقامة فندقا من أربع أو خمس نجوم يتوفر على كافة الهياكل التي يحتاجها اللاعبون خلال عملية التحضير كقاعات الرياضة مثلا، فقد يحتاج اللاعبون إلى إجراء تمارين في قاعة تقوية العضلات، وغياب قاعة من هذا النوع على مستوى الفندق قد يخلط الحسابات ويجعل الإدارة والجهاز الفني ينقل اللاعبين إلى مكان آخر تتوفر فيه هذه الإمكانيات. نجاح أي تربّص تحضيري سيكون له أثر إيجابي على الفريق خلال الموسم، خاصة عند الانطلاقة أين تظهر الفوارق بين الأندية التي نجحت في عملية التحضير والأخرى التي لم تنجح في تسطير برنامج تحضيري في المستوى، وهو ما يجعل التربص التحضيري في غاية الأهمية بالنسبة لكل الفرق.

“كورونا” تخلط أوراق أندية الرابطة الأولى

وعكس ما اعتادت عليه فرق الرابطة المحترفة الأولى، التي كانت تختار تونس وجهتها الأولى أو حتى المغرب، من أجل خوض تحضيراتها الصيفية، اضطرت هذه المرة للاستعداد لانطلاق الموسم الكروي المقبل بالجزائر، وذلك لأسباب صحّية بالدرجة الأولى، في ظل انتشار فيروس “كورونا” والإجراءات المشدّدة التي اتخذتها السلطات العليا للتصدي لهذا الوباء. التخوف من الموجة الرابعة

لفيروس “كورونا” يبقى أمرا مشروعا، واتخاذ كل التدابير الصحية يبقى من الضروريات التي لا تخفى على احد من اجل الوصول إلى مستوى أفضل من الناحية الصحية على غرار ما يحدث في مختلف البطولات الأوروبية التي اتخذت الإجراءات الصحية المعمول بها من أجل تفادي أي مفاجآت غير متوقّعة. إخضاع الأندية لاعبيها إلى التلقيح هو رسالة مباشرة إلى الأنصار من أجل تشجيعهم على القيام بنفس الأمر للوصول إلى المناعة الجماعية التي تقينا من أخطار الموجة الرابعة. انطلاق الموسم لن يكون قبل تلقيح كل اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية والإدارية، وحصولهم على الجرعة الثانية من عملية التلقيح، حيث ستكون انطلاقة الموسم أكثر أمانا و تسمح للاعبين باللعب دون توقف حتى في حال ظهور الموجة الرابعة بسبب الوصول إلى المناعة الجماعية التي تقلل انتشار خطر الإصابة.

ورغم أنّ الأندية المحترفة اختارت التربص داخل أرض الوطني مجبرة بسبب الإجراءات المشدّدة التي اتخذتها السلطات العليا للحدّ من انتشار فيروس “كورونا” الذي ألقى بضلاله على الرياضة الجزائرية للموسم الثاني تواليا إلا أنّ الفرصة ستكون مواتية أمام جلّ الفرق للإطلاع على الإمكانيات التي توفرّها المراكز الرياضية بأرض الوطن، سواء بأعالي تيكجدة أو سيرايدي وحتى بـ “لالا ستي” بتلمسان، وذلك لبرمجة تربصاتها المقبلة سواء خلال مؤجلة التوقّف الشتوي أو الصيفي، في ظل نقص السيولة المالية التي تعاني منها أغلب الفرق جراء تداعيات وباء “كورونا”.

//////////////////////////

فيما صنع وفاق سطيف الاستثناء بتنقله إلى تونس

تيكجدة، سيرايدي، العاصمة ومستغانم.. وجهة الأندية المحترفة

اختارت العديد من أندية الرابطة المحترفة الأولى، مركزي سيرايدي وتيكجدة من أجل برمجة تربصاتها التحضيرية تحسّبا لانطلاق الموسم الجديد،وهذا بالنظر إلى المرافق والهياكل الرياضية المتوفرة في هذه المراكز، والتي رجحت كفتها مقابل أماكن أخرى، فيما فضّلت بعض الأندية المحلية خوض تدريباتها الصيفية بالعاصمة أو مستغانم. وبرمج ناديا شبيبة القبائل وشباب قسنطينة، معسكريهما التحضيريين بأعالي تيكجدة بولاية البويرة، خاصة فيما يخص التحضير البدني وتجهيز اللاعبين من هذه الناحية بما أن التربص الأول يتم التركيز فيه بنسبة كبيرة على الجانب البدني، والتحضير في مرتفعات تيكجدة فرصة مهمة للاعبين من أجل شحن البطاريات تحسبا للموسم الجديد الذي تبدو فيه الطموحات كبيرة. شبيبة القبائل وبرئاسة يزيد يريشان أجرت

المرحلة الأولى من التحضيرات بمرتفعات تيكجدة، أين ركّز المدرب المغترب هنري سطمبولي على الجانب البدني بالدرجة الأولى، وحاول معاينة لاعبيه من خلال لقاء ودي أمام نادي شباب قسنطينة الذي اختار هو الآخر نفس الوجهة، قبل أن يتنقلا الفريقان إلى العاصمة لاستكمال التحضيرات في مرحلتها الثانية.

وعلى غرار “الكناري” و”السياسي” باشرت الأندية العاصمة تحضيراتها الصيفية بالعاصمة قبل أن تتنقل إلى مستغانم في صورة إتحاد العاصمة وشباب بلوزداد. وأجرى أشبال المدرب دينيس لافان، أجروا فترة التحضير الأولى في ملعب عمر حمادي ببولوغين قبل الانتقال إلى مدينة مستغانم على مدار 10 أيام كاملة، أختتمها اللاعبون بمواجهة ودّية أمام أولمبي الشلف، هي الثانية للإتحاد بعد لقاء وداد مستغانم.

من جهته، باشر شباب بلوزداد تربصه التحضيري في مدينة مستغانم رغم غياب المدرب الجديد باكيتا عن انطلاقته، إلاّ أنّه سيشرف على ما تبقى منه وكانت الفرصة مواتية بالنسبة له من اجل التعرف على إمكانيات اللاعبين الفنية والتقنية قبل المباريات المقبلة رغم أنّه لا يمتلك الوقت الكافي بالنظر إلى الارتباطات التي تنتظره في الفترة المقبلة.

نادي بارادو فضّل التنقل إلى مدينة عنابة من أجل إجراء تربصه التحضيري السنوي الذي يسبق الموسم، حيث اختارت إدارة الفريق هذه المدينة لإجراء التربص من أجل استغلال الهياكل الرياضية والفندقية الموجودة هناك لضمان أفضل تحضير وطريقة لتجهيز اللاعبين تحسبا لانطلاق الموسم. هذا فيما تنّقلت العديد من الفرق الناشطة في الرابطة المحترفة الأولى إلى العاصمة لاستكمال استعداداتها للموسم القادم الذي ستعطى إشارة انطلاقه بتاريخ 22 أكتوبر الحالي، على غرار شبيبة القبائل، شبيبة والساورة شباب قسنطينة إتحاد بسكرة، إلى جانب مولودية الجزائر ونصر حسين داي اللذان فضّلا إجراء التحضيرات الأولية بالعاصمة، هذا فيما إخترت مولودية وهران ومدربها عز الدين آيت جودي تلمسان لخوض أول تربص تحضيري.

وفاق سطيف يبرمّج تربصه بتونس

وعلى عكس بقية الأندية المحلية الأخرى، صنع وفاق سطيف الاستثناء خلال عملية تحضير الأندية للموسم الجديد من خلال برمجة تربص خارجي في تونس في الوقت الذي فضلت فيه كل الأندية التحضير داخل الوطن بسبب قلة الرحلات الخارجية من جهة، وارتفاع تكاليفها من جهة أخرى

دون نسيان زيادة خطورة الإصابة بفيروس كورونا. برمجة تربص خارجي له إيجابياته، حيث يسمح للاعبين بالتغيير، وهو ما ينعكس على معنوياتهم قبل انطلاق الموسم، إضافة إلى الاحتكاك مع أندية قوية بالنظر إلى ارتفاع مستوى البطولة التونسية مقارنة بالبطولة المحلية، كما أن توفّر الهياكل الرياضية الراقية عامل آخر وضعه الوفاق في الحسبان خاصة أن تونس تتوفر على منظومة هيكلية من المستوى العالي، وتعد مقصدا مهما للأندية من أجل التحضير لمرحلة انطلاق الموسم. إشراف المدرب التونسي نبيل الكوكي على تدريب الوفاق سيسهل من مهمته في إنجاح التربص، خاصة أنّه يمتلك علاقات قوية هناك بحكم أنه في بلده وعمله كمدرب لبعض الأندية التونسية الكبيرة سمح له بتكوين شبكة مهمة من العلاقات التي ساهمت في ترجيح كفة برمجة تربص في تونس.

//////////////////

مخاوف من تأثر اللاعبين بالإرهــــاق

المشاركـــة القاريـــــــة تعيق تحضيرات سطيف وبلوزداد

وإن استفادت معظم الأندية المحترفة من فترة التحضير الصيفي استعدادا للموسم الكروي المقبل 2021-2022 إلا أنّ الأندية الجزائرية المشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا ويتعلق الأمر بوفاق سطيف وشباب بلوزداد، وجدّت صعوبة كبيرة في برمجة تحضيراتها الصيفية بسبب حرمان اللاعبين من الراحة اللازمة بعد نهاية البطولة، حيث لم يستفد لاعبي الفريقين سوى من أسبوعين راحة فقط قبل أن يباشروا تحضيراتهم للدور التمهيدي الأول من “الشامبيزليغ”، وهو الأمر الذي كان عائقا بالنسبة الطاقم التدريبي للفريقين على اعتبار أنّ جل اللاعبين مرهقين وينتظرهم موسم شاق على عدّ جبهات، حيث أبدوا تخوّفهم من تأثر التشكيلة بالإرهاق بالدرجة الأولى وهو ما قد يؤثّر على حظوظهم في تحقيق طموحاتهم في الموسم القادم.

////////////////////////////

بوعود المدير الرياضي لوفاق سطيف:

“لهذا السبب فضلنا التربص بتــــــونس”

أكد المدير الرياضي لنادي وفاق سطيف هشام بوعود، أنّ إدارة الفريق وبالتشاور مع المدرب التونسي، فضلّت برمجة التربص الصيفي بتونس استعدادا لانطلاق الموسم الكروي المقبل للرابطة المحترفة الأولى بتونس بالنظر إلى الإمكانيات المتفورة هناك،وذلك بالرغم من الإجراءات الصحية المشددة، وبرّر بوعود في تصريحاته للتلفزيون العمومي، تنقل “النسر الأسود” إلى تونس، بالوسائل والإمكانيات المتوفرة هناك من أجل إنجاح التحضيرات والوصول إلى الجاهزية المطلوبة قائلا “التحضيرات تسير في ظروف جيّدة، فضّلنا التربص في تونس لأنّ كل الوسائل متوفرة والإمكانات أيضا من أجل إنجاح التحضيرات والوصول إلى التحضيرات المطلوبة”، ليصنع بذلك الوفاق الاستثناء كونه الفريق الوحيد الذي قرّر خوض تربص تحضيري خارج الوطن من بين ناديا ناشطا في الرابطة المحترفة الأولى.