لنتأمل، نتدبر، نستعقل، علنا نتعض، نتدارك، ونقيم ثم نقوم.
الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية وأحد المؤسسين، توماس جيفرسون، يقول مقولته الخالدة عن دور الإعلام والصحافة وأهميتهما: لو خيروني بين حكومة بلا صحافة، أو صحافة بلا حكومة، لأخترت الثانية دون تردد”.
أما الكاتب الفرنسي الشهير، فولتير، فقال قولته الشهيرة، البالغة الأهمية حول الصحافة والإعلام:”الصحافة هي آلة يستحيل كسرها، وستعمل على هدم العالم القديم حتى يتسنى لها أن تنشئ عالمًا جديدًا.”
أما عندنا، فقد سئل الحكيم عبد الحميد مهري رحمه الله، من قبل بعض المهتمين بالموضوع فقال بحكمة بالغة:”الإعلام ظل السياسة”
هذه بعض الأمثلة التي بلغت مبلغ اليقين حول محورية الإعلام والصحافة في إدارة الشأن العمومي وتسيير الرأي العام وتعبئته حول القضايا العادلة ومنها قضايا الحريات، العدالة، حق تقرير المصير، السيادة، الذود عن الوطن.
لكل ما سبق، سخرت الدول التي تطمح للعب أدوار إقليمية ودولية أموالا طائلة لإدارة الحروب الإعلامية، فقوة الإعلام أينما وقعت لا تدر ولا تبقي، والأدلة أمامنا، فكم من دولة هدمت أركانها قنوات تلفزيونية؟ وكم من مجتمع مزقت نسيجه مواقع الكترونية وصفحات فيسبوكية؟
ربح معركة الرأي العام وهو ربح مؤكد للمعركة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، وخسارتها هو خسارة للحرب، أيا كانت هذه الحرب.
في دولة الكيان الغاصب، استقال رئيس منظومة الدعاية (هسبرا)، بعد السابع من أكتوبر بأشهر قليلة، لاعتقاده أنه فشل في حماية السردية الصهيونية رغم دعم الإعلام الغربي لرواية الكيان دون تمحيص، علما أن ميزانية منظومة الدعاية الصهيونية تتجاوز حسب بعض المصادر 750 مليون دولار سنويا.
في فرنسا التي ينخرها تطرف اليمين، تحولت كل القنوات والجرائد والمواقع الرقمية إلى منصات صواريخ لمهاجمة الجزائر، بالدوس على كل الأخلاقيات المهنية. علما أيضا أن الاعلام الفرنسي يتلقى دعما كبيرا وهائلا من قبل الحكومة الفرنسية ومن قبل الشركات والمجمعات الإقتصادية الكبرى.
في المغرب المتصهين، لم يكتف المخزن بإنشاء وتمويل ما لا يقل عن 150 موقعا إلكترونيا لمهاجمة الجزائر، بل سمح لدول تقاسمه مذهب التطبيع بتمويل مواقع أخرى من بينها (هسبريس) المختص في الدعاية وتزييف الحقائق، وتقول بعض المصادر أن ذات البلد شقيق المغرب في التطبيع استثمر ما لا يقل عن 15 مليون دولار في هذا الموقع!
خلاصة القول: نتفق جميعا أن الجزائر تخوض معارك ضارية من أجل تثبيت استقلالها، وتحصين سيادتها، وهذا يتطلب منظومة إعلامية مهنية، قوية، فعالة، وليس إلى عناوين دون مضامين.