على فرنسا التي تسيء دوما للجزائر نرد من خلال تنقيب في عمق التاريخ وبحث عن قصيدة قديمة، لحسن الحظ، “تجاوزت العصور”، والتي يشكر فيها الأدب الفرنسي بكل تواضع الجزائر لأنها أطعمتها وجنّبت شعبها الموت من الجوع.
حدث هذا في عام 1813، أي قبل 17 عامًا من استعمار سكان الجزائر وأرضهم – الذي يعدّ بمثابة جريمة ضد الإنسانية – من جانب فرنسا النابليونية. هذه القصيدة الجميلة مأخوذة من عمل “إتيان جوي”، الذي أبرز بصورة رائعة الجمال الجزائري واللطف تجاه فرنسا الموجودة وقتها في وضع سيئ للغاية كما هي الآن في عهد ماكرون والتيار اليميني المتطرف والمتصهين.
ولا يخفى على أحد أن الجزائر، سلة غذاء أوروبا في ذلك الوقت، أطعمت فرنسا بسخاء شديد. علاوة على ذلك، كانت ثروتنا التي لا تقدر بثمن في ذلك الوقت هي التي بررت الغزو الفرنسي الإجرامي.
كان من الضروري استخدام عدة سفن شراعية لنقل الكنز الأسطوري للقصبة إلى باريس، والذي يتكون بشكل خاص من مئات الكيلوغرامات من الذهب والفضة والمجوهرات. ويتحدث عنها الكاتب والمؤرخ ميشيل هابار باستفاضة في كتابه الذي يحمل عنوان “تاريخ الحنث باليمين” الذي صدر عام 1961، والذي حظرته آنذاك “الديمقراطية” الفرنسية، ديمقراطية القوى الخاصة، والمقصلة، والاغتصاب والنهب.
ترجمة لقصيدة “داي الجزائر” للشاعر الفرنسي “إيتيان جوي”:
للأفضل كل شيء سوف يتغير.. أنا واثق من ذلك
قريبا بفضل داي الجزائر.. سوف تزدهر فرنسا
اذهب وانظر إذا ما كانوا سيأتون..
المحاربون الجزائريون..أبناء النصر
أشجع من أسلافنا.. أعزّةعلى المجد
اذهب وانظر إذا ما كانوا سيأتون
اذهب يا جان وانظر إذا ما إذا كانوا سيأتون
الأمراء ممتنون.. الفخر الصادق
وزوجات المعتمدون.. الذين لا يفتخرون
اذهب وانظر إذا ما كانوا سيأتون..
اذهب يا جان وانظر إذا ما إذا كانوا سيأتون
وقد خلد شاعر الثورة مفدي زكريا هذا الجحود الفرنسي في أبيات رائعة جاء فيها: