غريب أمركم يا ملوك وأمراء… بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع

إنه من العجيب في أزمنة العجائب ما يحدث و ما حدث و مازال يحدث من أشياء يرثى لها ،من أشياء تجعلنا نتعجب في تركيبة بعض البشر وضعفهم نعم ضعفهم لا أجد كلمة أخرى أكثر تعبير من الضعف، من انعدام الشخصية والثقافة والوعي لا نستغرب من الملوك و الأمراء الذين يعيشون في مستنقعات قذرة تستغربون كيف وهم من يعيشون في القصور ما قيمة هذه القصور وهذه الخزائن من المال إذا كانت في أيدى ناس لا يجيدون فعل شيء في هذا العالم، هذه الأموال أليست من شأنها أن تغير مستقبل أجيال وأجيال ممن يعيشون في المخيمات في حسرة و أسى وفي الحين نفسه تصرف هذه الأموال على الراقصات والملذات.

ماذا فعلت “الراقصة” يا أيها الأمير أو الملك أو أي كنت  كي تهديها قصر و ثروة و جاه ؟!.

ماذا أفادت الإنسانية هذه المرأة كي تضع ثروتك بين يديها لتركض وراء شهواتك كالمجنون ؟.

ألا تكفيك نساءك في القصر و الجوراي الكثيرات أم أنكم لا تكتفون!.

ثم نتساءل عن الأوبئة من أين تأتي ولا زالت ، وسوف تحاصر هذا العالم لعله يستيقظ من هذا السبات العميق لئن كنت حزينة على الناس الذين ماتوا بسبب هذا الفيروس لكنني مرتاحة من جهة أخري لأن المهرجانات قد أغلقت ولأن الراقصات قد التزمت بيوتهن لأن العالم قد تنفس قليلا من هذه السموم التى تحدث يوما بعد يوم ،  فلوثت الواقع أكثر ماهو ملوث

ماذا فعلت الراقصة يا أيها الملك كي تهديها الألماس و القصور و اليخوت و الجاه و المكانة الإجتماعية و المجد و العز ؟

هل اخترعت شئ أفاد العالم ؟ .

لحظة العالمات لا يقع تكريمهن بل يقع سجنهن و تعذيبهن مثلما حدث لعالمة تعذبت شتى أنواع التعذيب فقط لأنها وصلت لاختراع قد يفيد الإنسانية و يخفف أوجاع بعض المظلومين و النتيجة عوضا أن يصفق لها العالم و يكرمها لأنها امرأة لأنها ناجحة ولأنها من أقضت سنوات عمرها في العلم و الأبحاث لكن وقع تعذيبها لسنوات و هناك من لا يعرف حتى من تكون لتلفق لها كل الاتهامات .

لكن كل التمجيد و الدعايات في المجلات و الصحف و القنوات لراقصات لا أعترض لو كان فن راقي يخاطب الروح قبل الجسد لكن هذه الفئة ماذا قدمت ؟ قدمت الإغراء ،أفسدت أجيال و أجيال و لم تجد أي إتهام و لا تهمة واحدة عنوانها إفساد الأجيال بل تجد تكريم من الأمراء و الملوك .

غريب أمرك يا عالم عندما تجد راقصة تملك قصر لم تتعب و لم تشقى بل قدمه لها الأمير على طبق من ورد هدية، تحفة واحدة من هذا القصر بإمكانها ان تسكت جوع الأطفال الفقراء ماذا عن الباقى لا أحد يكترث ثم نتساءل لماذا الوباء أصاب العالم ،أصاب العالم لأن هذا العالم انتشر فيه الظلم بطريقة لا تحصى و الفجور و الفسوق .

اندهش عندما أجد ثروات العرب بين أيدي الراقصات ثم نتساءل لماذا الأمة العربية فقيرة من جهل أسيادها من رغباتهم لا متناهية من فجور نسائهم ليصل الحد من تعري أكثر في المهرجانات و الأفلام لتحضى باهتمام أصحاب الأموال و كأن الأمر بورصة تدوال فيها الأجساد الرخيصة بأغلى الأثمان ملك يهدي قصر و أمير يهدي مجوهرات و الأمير الثاني سيارة لمن لراقصة و الراقصة تظهر في البرامج الاعلامية لتقنع العالم أنه فن و أنها مجاهدة .

هذه الحكاية الحقيقية من زمن العجائب ثم يحير أمر هذا القوم وباء و لم تحيرهم أفعالهم التى لا يعترف بها قاموس المنطق

فالأموال منذ سنوات لا تدفع في سبيل اليتامى و المحتاجين بل تدفع لإنتاج الأفلام الفاضحة و لدعم فنانات الإغراء و لاهداء القصور لهن و دعمهن عبر أموال طائلة هذه حكاية هذا الزمن الغريب، والعجيب من أدهشه الوباء ولم يدهشه منذ سنوات كل ما هو خارج عن المنطق و الإنسانية و كل هذه المسابقات لا متناهية عن الدنيا و وهمها و كل هذه التفاهات التى يعيشها العالم منذ سنوات حيث لم يعرف الرقي و العالم الماورائي بل تفنن هذا العالم في كل فنون الدنيا من ذبح و قتل و إغراء و لهفة على الدنيا وتصفيق وانبهار بالتافهين و تلوث فكري و أخلاقي و سمعي وبصري .