يشهد العالم اليوم منحى تصاعديا من الصراعات والتوترات الجيوسياسية وتلوح بالأفق حرب عالمية ثالثة لم تشهدها البشرية.
هذا السيناريو نابع من التغيرات التي تحدث بعدما كانت شبه خامدة، تحكمها مواثيق دولية.
إن الأوضاع و المعطيات تغيرت بالنسبة للعم سام ورؤيته بضرورة إيقاظ كل مناطق التوتر بما يخدم مصالحه وهيمنته للعالم، على غرار الحرب الروسية الأوكرانية التي تعيش مؤخرا تصعيدا متزايد بعدما سمحت إدارة بايدن باستخدام الصواريخ المتطورة أتاكمز MGM-140، لترد روسيا بقرار إمكانية استخدام السلاح النووي وتكشف عن صاروخ “أوريشنيك” الجديد الذي دخل الصراع وهو صاروخ فرط صوتي تبلغ سرعته 10 ماخ، ويستحيل اعتراضه، كما لا يستبعد ضرب أي دولة يراها تشكل تهديدا للأمن القومي الروسي.
وكذلك حرب الكيان الصهيوني المصطنع على فلسطين ولبنان الذي خلف مجازراً وإبادة جماعية التي راح ضحاياها الآلاف من الأطفال والنساء في ظل عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار، ويتضح للعالم أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء عجزه وتعطيله لنعيش أزمة إنسانية عالمية خلفت نزوح الآلاف المدنيين ومجاعة ونظام صحي منعدم بسبب الحصار.
ومن المرتقب عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في 20 جانفي 2025، والذي بدوره سوف يسهم في تحويل الشرق الأوسط لجحيم ويبشر المنطقة لحرب شاملة وبدلك تهديد الأمن والسلم الدوليين ومن المرجح أن يستكمل اتفاقية إبراهام لتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدة دول عربية التي دخلت سابقا لوائها كل من الإمارات,البحرين, السودان, المغرب.
وتحمل عودة ترامب تهديدا علنيا لمجموعة بريكس وسوف يعمل بعدم السماح بإنشاء عملة جديدة كبديل عن الدولار الأمريكي في التعاملات البينية، مصرحا حسب رأيه بفرض تعريفات جمركية 100% على الواردات.
هي عوامل ومخاوف تنبأ بحرب عالمية ثالثة وهي انعكاسات لتوترات وتتحديات نواجهها اليوم مع ذلك الأمل موجود في تجنب هذا السيناريو من خلال تعزيز التعاون وبناء جسور ثقة بين الدول وأيضا في ظل عالم متعدد الأقطاب سيسمح بتنافسية وأكثر توازنا بين الشعوب العالم.
بقلم : بــ عبد الحكيم.