فرنسا تحترق وماكرون في مأزق بعد ثبوت تورّط الشّرطي في اغتيال متعمّد للفتى نائل

فرنسا تحترق وماكرون في مأزق بعد ثبوت تورّط الشّرطي في اغتيال متعمّد للفتى نائل

أثار مقتل الفتى ذو الأصول الجزائرية “نائل. م” غضبا كبيرا وانتقادات واسعا من جانب قطاعات مختلفة من المجتمع الفرنسي، وسط اتهامات للشرطة الفرنسية بالميل إلى العنف والعنصرية.

ووقعت حادثة مقتل نائل صباح أول أمس الثلاثاء، وزعمت مصادر في الشرطة الفرنسية في البداية، أن الفتى كان يقود سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين محاولا “دهسهما”، لكن السلطات عادت وقالت إنه لم يمتثل لنقطة التفتيش وحاول تجاوزها.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي رجلي شرطة وهما يتحدثان مع سائق السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار عليه عندما حاول الانطلاق بها.

ويُسمع في الفيديو صوت يقول “ستتلقى رصاصة في الرأس”.

واتسعت رقعة الاحتجاجات في فرنسا إثر مقتل الفتى نائل برصاص شرطي، في حين عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماع خلية أزمة وزارية وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان اعتقال العشرات.

وندد الرئيس الفرنسي، في افتتاح الاجتماع صباح اليوم الخميس، بما وصفها بمشاهد عنف “لا يمكن تبريرها” ضد “المؤسسات والجمهورية”.

من جانبه، أكّد وزير الداخلية الفرنسية إن السلطات أوقفت 150 شخصا الليلة الماضية، منددا بما سماها أعمال عنف “لا تُحتمل ضد رموز الجمهورية”.، حيث كتب على تويتر أنه تم “إحراق أو مهاجمة… بلديات ومدارس ومراكز شرطة”، وتابع قائلا “عار على الذين لم يدعوا إلى الهدوء”.

وتجددت المواجهات بين الشرطة والشبان المحتجين لليلة الثانية على التوالي إثر مقتل الفتى الذي عُرّف فقط باسمه والحرف الأول من اسم عائلته “نائل م.” (17 عاما) برصاصة في صدره أطلقها عليه شرطي عند نقطة تفتيش مروري أول أمس الثلاثاء.

وسرعان ما امتدت الاحتجاجات من ضواحي باريس ولا سيما منطقة نانتير، حيث قتل نائل، إلى مدن ليون وليل وتولوز، في حين نشرت السلطات الآلاف من رجال الأمن للسيطرة على الوضع.

وأحرق محتجون سيارات وعددا من عربات الترامواي بضاحية كلامار في منطقة أعالي السين غربي باريس، ومدرسة في مدينة بيزون القريبة من نانتير، كما أضرموا النار في مقر بلدية مون أون بارويل في ضواحي ليل شمالي فرنسا.

وفي تولوز جنوبي البلاد، أحرقت سيارات عدة وألقيت قنابل حارقة على قوات الشرطة.

ودعت والدة الفتى نائل إلى تنظيم مسيرة تكريما لابنها بعد ظهر اليوم الخميس في نانتير حيث تقيم العائلة، قائلة -في مقطع فيديو نشر على تيك توك- “إنها ثورة من أجل ابني”.