سلطات المخزن وعلى غرار السنوات السابقة أجبرت هذه المرة أيضاً المغاربة على الاحتفال بعيد الأضحى يومَ الإثنين، خلافاً لسائر البلدان العربية والإسلامية اللي عيدت نهار الحدّ.
تخيلوا هذا المشهد: المغاربة صاموا يوم عرفة يوم الأحد وقد كان يوم العيد في مكة، يعني هذا أن إخوانهم الحجاج المغاربة كانوا يحتفلون بالعيد وقد تحللوا من إحرامهم ومضوا لرمي الجمرات في ذلك اليوم، بينما المغاربة كانوا صائمين في يوم عرفة خاص بالمغرب فقط، ما هذا الخلط؟
كلّنا يعرف أن عيد الأضحى مرتبط بيوم عرفة، الذي هو أيضا مرتبط بدوره بشعائر الحج في مكة المكرمة، ما يعني أنه في العام من المفروض يوجد يوم عرفة واحد فقط في العالم، لكن المخزن الذي يحب المبالغة أكثر من اللازم حتى في ما يتعلق بالأمور الدينية اخترع يوم عرفة من عنده ليكون خاصا بالمغرب دون غيره، إنها المخدرات يا سادة.
ملك المغرب خلال حضوره لصلاة العيد قلّب الدنيا بفضائحه، من أجل صلاة العيد خرج في موكب كبير أثار الكثير من الغبار، وقد حظي باستقبال عند باب المسجد بموسيقى الجوق، وفي الأخير صلى صلاة العيد متأخرا على العشرة ونص.
في الجزائر عندنا احتفلنا بالعيد مع إخواننا المسلمين يوم الأحد وصمنا معهم عرفة نهار السبت، ورئيسنا عبد المجيد تبون صلى صلاة العيد في مسجد الجزائر الأعظم بين المصلين في جو أخوي مفعم بالمحبة، وبعد الصلاة استقبل تهاني وتبريكات المواطنين بالعيد كما جرت العادة.
إقامة الشعائر الدينية تختلف كثيرا بين الجزائر والمغرب، ففي حين تحرص السلطات الجزائرية على التوافق مع الأمة الإسلامية يصرّ المخزن على مخالفتها، وفي الوقت الذي تدعم فيه الجزائر قضايا العرب والمسلمين يتحالف المخزن مع أعدائهم ضدّهم، مثل ما هو حاصل واش مع الصهاينة في فلسطين.