شنت المحامية فاطمة بن براهم هجوما شرسا على الروائي الفرنسي الجزائري كمال داود، متهمة إياه وزوجته، الطبيبة النفسية، باستغلال القصة المأساوية لامرأة جزائرية، المعروفة الآن باسم “فضيحة حوريات”.
وعقدت بن براهم، اليوم الخميس، ندوة صحفية في فندق AZ بالجزائر العاصمة لتوضيح استغلال داود لمعاناة “سعادة عربان”، التي ألهمت قصتها رواية داود المثيرة للجدل “حوريات”، والتي فاز عنها بجائزة غونكور الفرنسية المرموقة، حيث كشفت برفقة موكلتها عن القضية المعقدة التي اندلعت بعد فوز داود.
وفي هذا السياق، قالت بن براهم: “تم إخفاء الملف الطبي لموكلتي الذي عهدت به طبيبتها، والتي تصادف أنها زوجة كمال داود، وهذا ما سيظهر في التحقيق القضائي”. كما أشارت إلى أن داود لم يحصل على الجنسية الفرنسية بطريقة قانونية وقد يواجه إلغاءها إذا فشل في الوفاء بالالتزامات التي تتطلبها.
كما انتقدت بن براهم نفاق داود، قائلةً: “إنه يريد منا أن ننسى التاريخ الاستعماري الوحشي الذي دام 132 عامًا، لكنه يركز في الوقت نفسه على العقد المظلم للحرب الأهلية الجزائرية، واصفةً إياها بالحرب الأهلية في حين أنها كانت، في الواقع، هجومًا على المؤسسة العسكرية باستخدام الناس كرهائن.”.
وتابعت: “لقد سرق داود حياة موكلتي وقصتها وألمها، واستخدمها لبناء نجاحه، وبالتالي تحطيم كرامتها”، مشددة أيضًا على أنه وفقًا لقواعد غونكور، يجب أن تكون القصة خيالية وألا تنتهك كرامة الأشخاص الحقيقيين، أحياءً أو أمواتًا، وهو ما خالفه داود.
وكانت هجمات بن براهم على داود حادة، حيث اتهمته ببيع وطنه مقابل 10 يورو فقط، مما زاد من خيانة الناشر الفرنسي الذي ساعد في إيصال أعماله إلى العالم.
الإجراء القانوني: دعوى قضائية نيابة عن الضحية والمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب
وأكدت بن براهم أنها تقدمت بشكويين قانونيتين، إحداهما باسم المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب والأخرى باسم سعادة عربان، ضد كامل داود وزوجته، متهمة إياهما باستغلال قصة عربان الشخصية في رواية حوريات دون موافقتها.
وترتكز الدعاوى القضائية على “خرق السرية المهنية، والتشهير بضحايا الإرهاب، وانتهاك قانون المصالحة الوطنية” الذي يحظر نشر كل ما يتعلق بالحرب الأهلية في الجزائر بين عامي 1992 و2002.
وكشفت بن براهم أنهم رفعوا الدعاوى القضائية مباشرة بعد صدور الكتاب في أغسطس الماضي، دون انتظار فوز داود بجائزة غونكور، لتجنب أي تدخل في عملية الترشيح.
وشددت كذلك على أن “الدعاوى تتعلق بانتهاك السرية، وكشف الطبيبة لزوجها ملف مريضتها، والتشهير بضحايا الإرهاب، بالمخالفة لقانون المصالحة الجزائري”.
أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي: اكتشافات صادمة حول كامل داود وقضيته المثيرة للجدل
اللجنة التي منحت كامل داود جائزة “غونكور” المرموقة، إلى جانب أربعة من أعضائها الذين رفضوا التصويت له في البداية، تطالب الآن بإعادة النظر في القرار بعد الكشف الجديد.
بحسب صديق مقرب لداود، فإن الرئيس ماكرون هو من ضغط على داود لنشر الكتاب.
من كان يقف وراء داود وزوجته سجلوا الأخيرة على قائمة اللاجئين في فرنسا لتسهيل حصولها على عمل، مما وضعها على رأس القائمة.
تبين أن الملف الطبي لموكل بن براهم كان مخبأ لدى المنشأة الطبية، مما يكشف أن داود وزوجته شريكين في الجريمة.
اكتشفت بن براهام الموضوع بعد يومين من صدور الكتاب، حيث أرسلها لها أصدقاؤها في فرنسا، وهو ما أدى إلى فتح تحقيق مع جمعية ضحايا الإرهاب وجمعية المفقودين، وتم تقديم الشكوى القانونية في 7 نوفمبر 2023، كما اكتشفت بن براهم هوية سعادة عربان التي أرسلت رسالة تطلب فيها تمثيلها.
إن إهداء داود نسخة من الكتاب لموكلة بن براهم هو بمثابة تجريم.
أعرب العديد من المحامين الدوليين عن استعدادهم للانضمام إلى الدفاع القانوني عن الضحية.
اختارت بن براهم التحدث باللغة الفرنسية للرد على وسائل الإعلام الفرنسية.
تم رفع دعويين أمام محكمة وهران: إحداهما لصالح السيدة. زهرة فليسي، رئيسة جمعية ضحايا الإرهاب، وأخرى نيابة عن سعدة عربان، قدمتا شكوى في 18 نوفمبر 2023.
رفضت سعادة عربان عرض داود بتحويل قصتها إلى إنتاج تلفزيوني مقابل تعويض مالي يساعدها في شراء منزل في إسبانيا، واصفة إياه بـ”غير المحترم”.
سعادة عربان حظيت بدعم وتبني وزير الصحة السابق وساعدها الأستاذ منتوري في زواجها وهي متزوجة ولديها طفل مسجل باسم زوجها.
ذكر داود وشمًا على بطلة روايته يشبه الوشم الموجود على موكلة بن براهم.
تم إخفاء الملف الطبي لموكلة بن براهم، الذي عُهد إلى طبيبتها، وهي زوجة داود، وهذا ما سيكشفه التحقيق القضائي.
لم يحصل داود على الجنسية الفرنسية بشكل قانوني.
رغم منحه الجنسية الفرنسية من قبل الرئيس ماكرون، قد يسحبها داود إذا فشل في الوفاء بالالتزامات المرتبطة بها.
كانت زوجة داود طبيبة موكلة بن براهم.
تم تأليف الكتاب في الجزائر ونشر في فرنسا.
يريد داود أن ننسى تاريخ الجزائر الاستعماري الوحشي الذي دام 132 عامًا، ومع ذلك فهو يركز على العقد المظلم من الحرب الأهلية في الجزائر، ويسميها حربًا أهلية، على الرغم من أنها كانت هجومًا على المؤسسة العسكرية باستخدام الناس كرهائن.
سرق داود حياة وقصة وألم موكلة بن براهم، واستخدمها لبناء نجاحه، وتقويض كرامتها.
بنى داود نجاحه من خلال تدمير حياة وصوت موكلة بن براهم.
الإرهاب لم ينشأ في الجزائر، بل كان قوة خارجية سعت إلى الاستقرار في البلاد.
من شروط الحصول على جائزة غونكور أن تكون القصة خيالية ولا تمس كرامة الأفراد الحقيقيين، أحياء أو أمواتًا، وهو ما انتهكه داود.
باع داود وطنه مقابل 10 يورو وحتى خان الناشر الفرنسي الذي دعمه.
لا يستحق داود جائزة غونكور.
رد كمال داود على الدعوى القضائية
في رده على الاتهامات، صرح كمال داود أن “العدالة ستقرر” ورفض التعليق أكثر. أثناء حضوره حدثًا في معهد العالم العربي في باريس، اقترب منه المخرج الجزائري محمد زاوي، وسأله عن الاتهامات. كان رد داود مراوغًا، قائلاً: “كنت أنتظرك”، قبل أن يظل صامتًا بشأن الأمر.
لاحظ زاوي، الذي فوجئ برد فعل داود غير المبالي، أن داود تجاهل الأسئلة حول الاتهامات وكان أكثر تركيزًا على توقيع الكتب للمعجبين. وبحسب ما ورد زعم داود أنه لا يستطيع مناقشة القضية لأن جدول أعماله “مضغوط للغاية”، وأضاف أن “العدالة ستتعامل مع الأمر”.
وفي بيان عام، نفت دار غاليمار للنشر، التي أصدرت رواية حوريات، الاتهامات، ووصفتها بأنها “تشهير”، مؤكدة أنه على الرغم من أن الرواية مستوحاة من الأحداث المأساوية لـ “الحرب الأهلية” في الجزائر، فإن الشخصيات والأحداث خيالية، وليست مبنية على أشخاص حقيقيين.
كيف استغل كمال داود مأساة امرأة من أجل جائزة غونكور
كشفت وسائل الإعلام عن تفاصيل صادمة عن حوريات، حيث أفادت أن كمال داود استخدم قصة حياة سعادة عربان، وهي امرأة كانت تتلقى العلاج من زوجة داود، كأساس لروايته الفائزة بجائزة غونكور. لم تكن عربان، ضحية المأساة الوطنية، على علم بأن مأساتها الشخصية قد استُخدمت في عمل داود، الذي ادعى أنه خيالي بحت.
أعربت عربان، التي عانت من صدمة شديدة عندما كانت طفلة حينما قتل مسلحون عائلتها في التسعينيات، عن غضبها في مقابلة تلفزيونية، وقالت إن تصوير داود لحياتها في الرواية كان انتهاكًا لخصوصيتها وخرقًا للسرية الطبية.
واستمرت في وصف كيف اكتشفت أن بطلة الرواية تعكس حياتها الخاصة، مع تفاصيل محددة – مثل الندوب والعمليات الطبية وحتى تاريخها الشخصي – يتم تصويرها في القصة. وعلى الرغم من رفضها السابق لاقتراحات داود بتحويل قصتها إلى كتاب، إلا أنها اكتشفت لاحقًا أنه قام بذلك دون موافقتها.
وقد تعهدت سعادة عربان، المسلحة بأدلة مثل التقارير الطبية والمحادثات مع زوجة داود، بمتابعة القضية قانونيًا، ووصفت الموقف بأنه “انتهاك صارخ” لخصوصيتها و”إساءة استخدام السرية المهنية”.