فيصل القاسم ترك المخزن المتآمر مع الصهاينة وراح يتهجّم على الجزائر المنتصرة لفلسطين وقضايا الأمة العربية

الإعلامي المأجور، موقظ الفتن وموقد النيران، فيصل القاسم، ترك كل المواضيع الموحلة التي تغرق فيها الأمة العربية وتتسبب فيها جهات معروفة بعدائها لأي مشروع قد يسهم في اتحاد بلدانها، وعلى رأسها الكيان الصهيوني، وعدد من أعوانهم في المنطقة وخاصة نظام المخزن الذي تحالف معه بشكل وقح لم يسبق له مثيل.

الجزائر يا فيصل هي راعية القضايا الوحدوية العربية، والقمة العربية التي ألمحت إلى أن “النظام الجزائري سيفشل في لمّ شمل العرب”، وواضح من كلامك أنك تقصد “مباردة لم الشمل” التي أطلقها الرئيس تبون، تثبت أن الجزائر التي تصر على عقدها في موعدها هي أكثر دولة حريصة على وحدة الصف العربي في مجابهة الكيان الصهيوني، في زمن ازدادت فيه وتيرة الهرولة إلى التطبيع كما وصف رئيس الجمهورية الوضع المؤسف الذي آلت إليه الأمة العربية.

يا مذيع الجزيرة ومثير المشاكل في برنامج لم يستفد منه مشاهدوك غير الصراخ والضجيج، والتحريش بين ضيوفك حتى أصبح بلاتو الاتجاه المعاكس حلبة مصارعة أو ملاكمة، فلتعلم أن الجزائر بعيدة عن كل التهم التي كلتها لها، إن الجزائر لا تتآمر على الأشقاء العرب، ولكنك كالذباب يسقط على القاذورات، فرحت تؤوّل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى الجزائر، وقبلها زيارة رئيستها، على أنها تآمر منها ضد الشقيقة مصر، من أين لك بهذا التحليل السخيف، الجزائر عضو له وزنه في الاتحاد الإفريقي الذي تحتضن إثيوبيا مقره، وهذا يعني أن للجزائر مكانتها الكبيرة في القارة، أما عن علاقتها بمصر فعليك أن تعود إلى آخر زيارة للرئيس تبون قادته إليها في 24 جانفي الماضي، وما أسفرت عنه من توطيد لهذه العلاقة.

طبعا ليس غريب عن مريض نفسي أن ينسى أو يتناسى الجولة المكوكية التي قادت وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى أديس بابا والخرطوم والقاهرة في جويلية 2021، استجابة لطلب مصر وأثيوبيا من الجزائر القيام بوساطة بينهم، فهل تترك الجزائر لعب هذا الدور الإقليمي الكبير بين الأشقاء الأفارقة وتقوم بالتآمر على مصر، وما هي الفائدة التي ستجنيها من عمل كهذا، يا لسخافة عقلك.

هذا المعتوه اتهم الجزائر أيضا بالتآمر مع إيران ضد العرب، طبعا اتهام بالمجان هكذا دون أدلة أو بيان، لم يذكر هذا المتحامل متى وكيف حدث هذا، ولعله ادعى هذا فقط لأن الجزائر تربطها علاقات طيبة ومتينة بإيران، وهذا أمر جد عادي، فالجزائر تسعى دائما لتوثيق علاقاتها بجميع الدول التي تربطها بها صلات الأخوة، سواء على مستوى القارة الإفريقية أو المنطقة العربية أو العالم الإسلامي، أو دول عدم الانحياز سابقا، وهذا يدخل في استراتيجيتها لتنويع علاقاتها التي تحرّمها على من يعاديها ويعادي قضايا الأمة العربية.

وفي هذا السياق، نجد هذا الفيصل المتطاول الذي يسلط لسانه على الجزائر ويوفرّه إذا تعلق الأمر بالكيان الصهيوني، وبنظام المخزن، حيث لا نسمع له حسّا ولا خبر، ولا يتناولهما بنصف تدوينة أو منشور أو تغريدة، رغم علاقاتهما التي تتوطد يوما بعد يوم، وتآمرهما الجليّ ضد الجزائر وضد فلسطين والقدس والأمتين العربية والإسلامية، فأين أنت يا فيصل من كل هذا؟

يبدو أن هذا الخبيث الذي يدعي انتماءه للقومية العربية، يخشى كثيرا إن هو تعرّض لهاذين الحليفين، وهذا يدل على أحد أمرين، أو ربما كلاهما، إما أنه يستفيد ماليا منهما أو أنه عرضة للابتزاز المستمرّ منهما لسبب ما نجهله، أو ربما له علاقة بزياراته المتكررة للمغرب الذي تنتشر به السياحة الجنسية، من يعلم ربما صور فيصل القاسم التي تفضحه هي الآن بين يدي مخابرات نظام المخزن، من يدري؟

المهم.. عليك أن تعلم أن الجزائر كبيرة جدا جدا، وأنك لن تستطيع أن تخدش لها طرف إصبع، ولو بقيت تنبح طوال حياتك، بل حتى ولو أجّر الكيان الصهيوني ونظام المخزن الآلاف من

أحمد عاشور