في تصريح لدزاير توب… رئيس المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الإبل يتطرق إلى واقع الشعبة وهذا ما طالب به

كشف رئيس المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الإبل عبد القادر طويسات لدزاير توب، أنه من المعلوم سالفا وجود رسوم حجرية على مستوى الأطلس الصحراوي والهڤار، وكذا السلاسل الجبلية الشمالية الجنوبية، تبرز تاريخ الإنسان الجزائري في القدم والثروة الحيوانية التي كان يملكها، ومن بينها الإبل.

وأوضح طويسات، أن علماء التاريخ يقدرون تواجد الإبل في الجزائر قبل نصف مليون سنة من الآن، مرورا بالفتوحات الإسلامية وغيرها من الامتداد نحو إفريقيا، لذا يمكن وصفه بموروث جزائري متجذر عبر التاريخ.

وأضاف محدثنا، أن دورهم حاليا كشعبة يكمن في إبراز صورة حضارية وعلمية حول تربية الإبل في الجزائر رفقة الشباب، بالإضافة إلى تحقيق قفزة نوعية لاستخلاص المعلومات والمكتسبات المجمعة خلال 20 سنة خلت، بوجود فاعلين متمكنين في المجال.

وبالحديث عن تربية الإبل، أفاد عبد القادر طويسات أن الجنوب الجزائري يمتاز بشساعته، وهو ما يساعد على توفر أنواع كثيرة من الأعشاب، وخاصة الطبية منها بما يفوق ال160 نوعا، لتقوم الإبل بأكلها وتنتج لحوم صحية وبيولوجية، بالإضافة إلى الحليب، الشحوم والأبوال ذات المحتوى الدوائي، لكن ما عرفته معظم المناطق الجنوبية الصحراوية من جفاف، والذي فاق ال8 سنوات، أدى إلى نقص وشح كبيرين في المورد الغذائي، وهو ما يهدد هذه الثروة الحيوانية.

ونتيجة للجفاف الذي أثر بصفة كبيرة على هذا الموروث، قامت الدولة الجزائرية بتوفير الأعلاف بشكل مدعم وهو ما نال استحسان مربي الإبل خصوصا و”الموالين” بشكل عام، لكن هذا يعتبر غير كاف مقارنة بالثروة الحيوانية التي تملكها الجزائر، لذا وجب تظافر جهود الجميع، يضيف طويسات.

وأردف رئيس المجلس الوطني قائلا: “”الموال” يقطن بالصحراء وفي أماكن بعيدة، لا يطالب بالمياه ولا السكنات أو الكهرباء، فهو يعتبر مؤسسة في حد ذاتها، بل يطالب بتوفير الدعم الغذائي “الأعلاف” وكذا الصحي “الأدوية”، كي لا يكون هناك زحف إلى المدن وترك هذه الثروة تندثر”.

أما من جانب المردودية، فقد أكد طويسات أنه يمكن تفسيرها بمعادلة (رابح_رابح)، عن طريق الترقيم والرقمنة، بتسجيل الممتلكات من الثروة الحيوانية، وما يقدمه من منتوج للديوان الوطني للحوم الحمراء، من لحوم، أجبان، وبر، جلود، شحوم للاستعمال الصيدلاني، وغيرها.

وأضاف محدثنا، أنه بهذه الطريقة يستهلك المواطن الجزائري منتوجا وطنيا، ما يساهم في إنقاص فاتورة الاستيراد، وكذا جودة اللحوم وطبيعة مصدرها، بالإضافة إلى توفير مناصب شغل، وعلى سبيل المثال للمرأة الماكثة بالبيت، بخياطة الملابس التقليدية ذات جودة عالية كالبرونس والقشابية.

وتابع طويسات قائلا: “هكذا نستطيع تثمين منتوجنا، بالعملية التشاركية، لأن الوطنية ليست كلاما وأقوالا، بل هي أفعالا، لحماية موروثنا الحيواني الثري من التهديدات بشتى أنواعها”.

وفي رده على سؤال حول تجاوب السلطات المعنية مع مطالبهم، افاد عبد القادر طويسات، أنهم دوما متفائلون بمستقبل أفضل لهذه الشعبة، وأن وزير الفلاحة أعطى إشارة إيجابية، لكن من الواجب السرعة في التنفيذ فيما سبق ذكره بخصوص ترقيم الثروة الحيوانية ومن بينها الإبل وكذا رقمنتها.

وفيما يخص الإحصاء الوطني للشعبة، أورد طويسات، أن المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الإبل، ساهم فيه بشكل كبير، بتأسيس مجالس ومكاتب لموالين كبار، على مستوى الولايات، لكن نطالب بإعطائهم بعض الاهتمام والاعتبار، ومشاركتهم مع مديريات المصالح الفلاحية المحلية بإعطائهم الصلاحيات اللازمة من أجل تحقيق نتائج إيجابية.

وفي سياق ذي صلة، طالب ذات المتحدث بنقل ديوان تربية الإبل إلى المناطق الجنوبية، لتقريبه من مربي الإبل، إضافة إلى فسح المجال للمشاركة في القرارات.

وبالتطرق إلى السلالات الجزائرية، أكد طويسات أن بنك الجينات الذي يشرف عليه الدكتور غوار بجامعة تلمسان، وجد الجينات الجزائرية جد نظيفة ونقية، ولم يتم تعديلها من طرف الإنسان، ومن هذا المنطلق، نود إعطاءها صبغة علمية، مشيرا إلى أنه تم عقد مؤتمر عالمي بمشاركة 40 دولة، نتج عنه تصنيف السلالة الجزائرية من بين الأفضل في العالم.

كما أوضح رئيس المجلس المهني الوطني المشترك لشعبة الإبل، أنه من الواجب حاليا التحاور بصدق في الجزائر الجديدة، مضيفا: “وطنيتنا حقيقية، وهي وطنية أفعال وليس أقوال فقط، ونريد إيصال رسائلنا بطريقة سلسة ومهذبة لنجد آذانا صاغية بغية جعل الموال والمربي آلة منتجة اقتصاديا”.

كما طالب طويسات بمحاربة البيروقراطية الإدارية، بوضع تسهيلات لتصدير المنتجات إلى الخارج على غرار اللحوم، الوبر والجلود، وما تدره على الدولة الجزائرية من عملة صعبة، تساهم في الرفع من مردودية الاقتصاد الوطني.

وإن مربي الإبل يستبشرون خيرا بالرئيس تبون، فهو يحارب البيروقراطية ويصدر قرارات تحفيزية وتسهيلات لفائدة المواطنين، بالإضافة إلى تجسيد وعوده والتزاماته شيئا فشيئا على أرض الواقع، مضيفا: “لكن رسالتي إلى البيروقراطيين، فمن الواجب تكوينهم إن كانوا على جهل من الميدان، أو يتم تغيير أماكنهم بأناس أكفاء، يضيف طويسات.

وكرسالة وجهها عبد القادر طويسات في ختام تدخله، أورد أن الرئيس تبون قد رفع من شأن الجزائر بين الدول، وهذا تزامنا مع عقد القمة العربية بالجزائر، ولمه لشمل الفلسطينيين والعرب، وداخليا بقراراته الصارمة، حماية للوطن والمواطن، مطالبا في الوقت نفسه من الإدارات المحلية بفسح المجال ووضع تسهيلات خصوصا لقاطني الجنوب الجزائري الكبير.

محمد . ك