في حوار قوي مع مجلة الجيش… ابتسام حملاوي تكشف البعد الإنساني والاجتماعي للهلال الأحمر الجزائري داخليا وخارجيا

في حوار قوي مع مجلة الجيش… ابتسام حملاوي تكشف البعد الإنساني والاجتماعي للهلال الأحمر الجزائري داخليا وخارجيا

أجرت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي حوارا مع مجلة الجيش، تطرقت فيه إلى مهام ومساعي الهيئة الخيرية الوطنية، وكذا أبرز التحديات المستقبلية التي تنتظرها هي والمنخرطين في هذا المسعى النبيل.

وأوضحت حملاوي، أن الهلال الأحمر الجزائري هو أول منظمة إنسانية ببلادنا، تأسست في الجزائر إبان الثورة التحريرية سنة 1956، وتم الاعتراف بها رسميا بعد الاستقلال مباشرة.

وكشفت ذات المتحدثة، أن الهلال الأحمر الجزائري يسعى لأن يكون أهلا للثقة التي وضعها فيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشيرة في الوقت ذاته، أنه تماشيا مع سياسة الرئيس تبون، فإن الهلال الأحمر يولي أهمية قصوى لمناطق الظل والولايات الحدودية وكذا الولايات التي استحدثت مؤخرا.

وتابعت قائلة في هذا الصدد: “وزعنا خلال السداسي الثاني لسنة 2022 ما يقارب 500 طن من المساعدات عبر مختلف ولايات الوطن على غرار عين قزام، تندوف، الجلفة ، تيميون، الطارف، باتنة، تبسة، وغيرها من المناطق”.

وأكدت المسؤولة الأولى عن الهلال الأحمر الجزائري، أنه بالحديث عن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، فالأمر يتعلق بجيش يحمل نفس القناعات والقيم والمبادئ الإنسانية السامية التي ساهمت في تحرير الوطن وقدمت للعالم أسمى وأبهى صور التضحية ونكران الذات من أجل الانتصار للحرية والكرامة الإنسانية.

فالجيش الوطني الشعبي يسجل حضوره دائما بأفراده وإطاراته ومعداته كلما تعلق الأمر بالأعمال الخيرية والإنسانية، سواء داخل البلاد لتقديم المساعدات وتخفيف المعاناة على المواطنين في الأزمات المختلفة والكوارث الطبيعية التي عرفتها بلادنا وآخرها أزمة كورونا، حيث سخر إمكانيات كبيرة لدعم المنظومة الصحية الوطنية.

ومساهمته الفعالة أيضا من خلال تسخير أسطوله الجوي لنقل المساعدات الإنسانية التي تقدمها الجزائر من خلال الهلال الأحمر الجزائري للدول الصديقة والشقيقة، ومن المهم الإشارة إلى أنه مع نقص المتطوعين في مناطق الجنوب، يقوم الجيش الوطني الشعبي بإنجاز 80 في المائة من العمل التطوعي، تضيف حملاوي.

وقالت رئيسة الهلال الأحمر في هذا الخصوص: “نعتبر الجيش الوطني الشعبي، شريكًا حقيقيًا وفعالًا في تجسيد مهامنا الإنسانية على أرض الواقع”.

وفي سياق آخر، أوضحت حملاوي، أن الهلال الأحمر الجزائري يعد أكبر هيئة إنسانية دولية تطوعية وتضامنية في شمال إفريقيا، لذا يسعى إلى اعتماد إستراتيجية جديدة للخروج بالجمعية من تقليد توزيع التبرعات الموسمية والأعراف التقليدية للعمل الخيري كالتوزيع الظرفي للهبات.

كما يتشكل الهلال الأحمر الجزائري من لجان ولائية على مستوى كل ولايات القطر الوطني، ويبلغ عددها نحو 800 لجنة محلية، تقوم بمهام نبيلة ملموسة في العديد من مجالات التعاون والتضامن على غرار مساعدة المعوزين وتوزيع الحقائب المدرسية وتنظيم موائد الإطعام في شهر رمضان زيارة المرضى في المستشفيات ختان الأطفال وتنظيم المخيمات الصيفية لأطفال جنوبنا الكبير، إضافة إلى التأهيل السيكولوجي أو الاجتماعي لضحايا العنف بأنواعه، ترقية ونشر القانون الدولي الإنساني، إلى جانب مهام أخرى كالإغاثة العاجلة لضحايا الكوارث الطبيعية التي تستدعي التدخل إثر الزلازل، انهيار المباني والفيضانات، تضيف حملاوي.

وأفادت حملاوي، أن الهلال الأحمر الجزائري يقف جنبا إلى جنب مع مصالح الإسعاف الطبية العاجلة ويدعمها بالإمكانيات البشرية والمادية، كما يتكفل نفسيا بضحايا الكوارث الطبيعية، إضافة إلى تأهيل وتطوير وتشكيل فرق للتدخلات الاستعجالية.

أما في الجانب الاجتماعي، فقد كشفت حملاوي أن الهلال الأحمر الجزائري يعمل من خلال الإستراتيجية التي يسعى لتحقيقها ميدانيا في إطار تقديم الرعاية الاجتماعية بأشكالها المختلفة، من ضمنها التكفل بالمتشردين والأشخاص بدون مأوى، إلى جانب القوافل التضامنية خاصة بولايات الجنوب وبمناطق الظل، إلى جانب التكفل بالعائلات المعوزة في المناسبات الدينية قفة رمضان والتكفل بالأيتام ومنحهم ملابس العيد، والإفطار الجماعي ونقاط الإفطار في الطرقات خصوصا بالجنوب.

يذكر أن الهلال الأحمر الجزائري قام خلال الدخول المدرسي بتوزيع 20 ألف حقيبة مدرسية مجهزة للتلاميذ، إلى جانب تقديم المعونات الغذائية للعائلات المعوزة.

وفي إطار عمل الهلال الأحمر النبيل، قالت حملاوي: “ولا يفوتني أن أمنحكم بالمناسبة خبرا حصريا يعد مفخرة بالنسبة للهلال الأحمر الجزائري، مفاده وضع “قرية الأطفال درارية تحت وصاية الهلال الأحمر الجزائري، ونحن بصدد بناء أول مركز للأطفال المصابين بالتوحد بباتنة قريبا”.

وأضافت: “كما أطلقنا كذلك قوافل تضامنية في إطار حملة “شتاء دافئ”، قدمنا من خلالها مساعدات مختلفة للعائلات المعوزة والمحتاجين في العديد من ولايات الوطن وخاصة بمناطق الظل”.

كما أبرم الهلال الأحمر الجزائري اتفاقية دولية للحفاظ على البيئة، حيث سيصبح مقر الهلال الأحمر الجزائري وفقها “مقرا أخضرا” صديقا للبيئة، تكشف ابتسام حملاوي.

وفي هذا الخصوص، استرسلت حملاوي قائلة: “أبرمنا على إثرها اتفاقية مع الوكالة الوطنية للنفايات من أجل الاسترجاع والرسكلة، والتي سيتم تعميمها على جميع ولايات الوطن، كعمليات جمع المواد البلاستيكية، الأوراق والخشب لإعادة تدويرها، كما نقوم بحفر الآبار في الجنوب من خلال استخدام الطاقة الشمسية، ونعتزم تعمیم هذه العملية على كافة مناطق الجنوب”.

أما خارجيا، قالت حملاوي، أن الجزائر تستقبل على ترابها ما يقارب 180000 لاجئ صحراوي فروا من أراضيهم المحتلة، بالإضافة إلى 800 لاجئا تتكفل بهم المفوضية السامية لحقوق اللاجئين التي تملك فرعا لها بالجزائر، بالإضافة إلى المهاجرين غير الشرعيين في المدن، يسخر الهلال الأحمر الجزائري بصفته ذراعا للسلطات العمومية مواردا هائلة لمساعدة اللاجئين و المهاجرين غير الشرعيين والتكفل بهم و كذا المرحلين من أكثر من 20 جنسية.

وفي هذا السياق، كشفت حملاوي أن الهلال الأحمر الجزائري يملك 40 مقر لجوء وعبور، حيث يتم التكفل الكلي بالفئات المذكورة من حيث المأكل والملبس و الإيواء والعلاج، بمعنى أنه يتم التكفل بهم من مختلف الجوانب بما في ذلك ما تعلق بعمليات إعادتهم إلى أوطانهم.

أما فيما يخص المساعدات الإنسانية، أفادت ابتسام حملاوي أن الهلال الأحمر الجزائري يبقى وفيا لقيمه ومبادئه في تقديم المساعدة الإنسانية، حيث يقوم بصفة دورية بإرسال المساعدات الإنسانية إلى الدول الصديقة والشقيقة على غرار السنغال مالي النيجر، موريتانيا والصحراء الغربية و كوبا من خلال تسخير طائرات عسكرية محملة بالأدوية والأفرشة، بالإضافة إلى كميات من الأغذية الأساسية.

محمد. ك