في كلمة قوية… هذا ما قاله عطاف في ختام اجتماع وزراء خارجية إفريقيا – دول شمال أوروبا

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أن الدورة العشرين لاجتماع وزراء خارجية إفريقيا- دول شمال أوروبا، مكنت من التطرق إلى التحديات غير المسبوقة التي تشهدها الأوضاع العالمية والإقليمية.

كما أوضح عطاف، أن المنظومة الأممية في ظل هذه التحديات تعتبر شبه مشلولة، مشيرا إلى العلاقات الدولية التي أصبح يسودها الاضطراب والاستقطاب، وواقع قاري مُثقلٍ بالأزمات المتراكمة، والصراعات المتفاقمة، والتهديدات الإرهابية التي تعاني منها الدول والشعوب الإفريقية، لا سيما في منطقة الساحل الصحراوي، وقال:” فقد خلصت مشاوراتنا إلى ضرورة العمل من أجل تحويل هذه التحديات إلى فرص للتعاون والشراكة، وتوظيف الطاقة الشبابية الهائلة في إفريقيا، بما يخدم أهدافنا وتطلعاتنا المشتركة في مجالات السلم والأمن والتنمية المستدامة”.
وتابع:”لقد أبانت نقاشاتنا الثرية بين الأمس واليوم، عن حسٍ عالٍ من المسؤولية، وعن اهتمام كبير بالمواضيع المطروحة، وعن تمسك أكبر بهذه الآلية الهامة التي تجمع دولنا، وتوحد مساعينا، وترسخ التزامنا بالمبادئ والأهداف التي كرستها منظمة الأمم المتحدة. ”
كما أكد المتحدث أن هذه الاشغال زادت علة وجود هذه الآلية صلابة وجدارة واستحقاقا، وأكدت تمسك الجميع بها، وهي التي نجحت إلى حد كبير في تأطير حوارنا، وفي توطيد علاقاتنا، وفي تنسيق مساعينا المشتركة خلال العقدين الماضيين. وبقدر ما هو ضروري الحفاظُ على المرونة التي شكلت ميزةً هامة لهذه الآلية، فقد تكونت لدينا قناعة بأهمية اعتماد ترتيبات اجرائية تصون الذاكرة المؤسسية لجهودنا المشتركة، وتساهم في استدامة وفي تعزيز هذا الإطار التشاوري والتنسيقي.
وتابع:” أشغالنا أكدت تمسكنا جميعاً بالعمل الدولي متعدد الأطراف، وبالنظام الدولي القائم على قواعد واضحة ومنصفة تحتكم إليها جميع الأمم على قدم المساواة، كدولٍ ذات صوت مسموع، وأمن مضمون، وسيادة مصانة، ومصالح محترمة”.
وأوضح وزير الخارجية، ان عالمنا اليوم، أحوجُ ما يكون لإعلاء هذه القيم، خاصة بعد عودة مظاهر الاحتكام لمنطق “توازن القوى”، ومنطق “الأقلية الساحقة على حساب الأغلبية المسحوقة”، ومنطق “الكيل بمكيالين” في التعامل حتى مع أبشع الجرائم التي ترتكب بحق شعب بأكمله، مشيرا في هذا الصدد، إلى شاكلة المجزرة التي لحقت بأهلنا في غزة الأمس وسط صمت دولي رهيب، وكأن لسان حال المجتمع الدولي يقول: سكوت، هناك شعبٌ يقتل! سكوت، هناك شعبٌ يدمر! سكوت، هناك شعبٌ يهجر! سكوت، هناك شعبٌ تتم إبادته!
وقال:”هذا السكوت في وجه الفاجعة لا يطاق، هذا الشلل في كل المراجع والمعالم والضوابط القانونية الإنسانية تخرق وتداس لا يقبل، وغض الطرف عن الإبادة كاملة الأركان التي تدور رحاها في غزة لا يمكن البتة أن يخدم أمن المنطقة وإنهاء الاحتلال فيها وإحقاق الحقوق لصالح أصحابها الشرعيين.
كما أوضح أن هذا الاجتماع أكد أن التعاون الافريقي-شمال أوروبي يجب أن يواصل نموه ليشكل نموذجاً يحتذى به ضمن الإطار الأوسع للشراكة بين الشمال والجنوب، وذلك بدعمه لمبدأ الملكية الافريقية، ومرافقته لتجسيد الأهداف والأولويات القارية، لا سيما، في سياق الجهود المبذولة لإنجاز وتفعيل المشاريع الرائدة للأجندة الطموحة 2063، وبالخصوص منطقة التجارة الحرة القارية التي تعد بذاتها أداةً متكاملة الأركان لتنمية إفريقيا، أو في سياق المساعي الرامية لضمان تكفلٍ افريقي بالمشاكل الافريقية، عبر بلورة آليات تستجيب أكثر لمتطلبات الراهن القاري في مجالات حفظ السلم والأمن.
وتابع” أشغالنا أكدت على أن التعاون والتنسيق بين دولنا يجب أن يتجاوز عامل الظرفية، وأن لا يقتصر على الاجتماع الذي نلتئم فيه بصفة سنوية. بل بالعكس، إن العلاقة المتميزة التي تجمع بين دولنا يجب أن يمتد أثرها البناء وتأثيرها الإيجابي إلى المحافل الدولية، وعلى رأسها المنظمة الأممية، أين يمكن أن نعمل سوياً ككتلة متجانسة لإعادة الزخم المطلوب للمبادئ والأهداف المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة.”

كما إغتنم الوزير الفرصة ليؤكد استعداد الجزائر، التي تتأهب لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن، والتزامها، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، بمواصلة العمل بالتنسيق معكم جميعاً، للدفع بأهداف السلم والأمن دولياً وإقليمياً، ولتعزيز دعمنا الجماعي للقضايا العادلة، ولإسماع صوت الحكمة المرتكز على المبادئ والقيم التي تخدم البشرية جمعاء.