في مقابلة مثيرة وحصرية مع الموقع الإخباري الروسي Pravda.Ru، تشاركت دنيا الفيلالي وزوجها عدنان الفيلالي، المعارضان المغاربيان اللاجئان بفرنسا، تجاربهم المروعة مع الاضطهاد والظلم والصمت الإعلامي، وقد وفرت هذه المحادثة الصريحة مع الزوجين نظرة عميقة على محنتهما المستمرة، وكفاحهما من أجل العدالة وحقوق الإنسان، والعلاقة المزعجة بين فرنسا والمغرب في قضيتهما.
تدخل البرلمان الأوروبي
في البداية، تساءل المحاور عن البيان الأخير الصادر عن البرلمان الأوروبي بشأن تورط فرنسا والمغرب في قضيتهما، حيث أعربت دنيا الفيلالي وزوجها عن امتنانهما لعضو البرلمان الأوروبي ميغيل أوربان كريسبو، الذي بادر إلى هذا التدخل الحاسم، كما أقرا بدعم 10 أعضاء في البرلمان الأوروبي من ستة دول (ألمانيا، إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، أيرلندا، وتركيا) الذين وقعوا على بيان الدعم والتحذير فيما يتعلق بوضعهم، وأوضح الزوجان أن هذا البيان يسلط الضوء على اضطهادهما المستمر من قبل الدولة الفرنسية طوال العامين الماضيين، مما يضع القانون الفرنسي والأوروبي والدولي في محذور استرضاء النظام المغربي.
لمزيد من التفاصيل، ننصح القراء بقراءة إعلان البرلمانيين الأوروبيين والتحقيق في اضطهادهم: https://urlz.fr/n2I3
المدافعون عن حقوق الإنسان في فرنسا
كمدافعين عن حقوق الإنسان والديمقراطية، واجهت دنيا الفيلالي وزوجها تحديات لا يمكن تصورها في فرنسا، بعد أن أعربا عن أسفهما كونهما اضطرا للعيش في بلد يدعي أنه ديمقراطي وعضو في الاتحاد الأوروبي، وفي وقت يتم حرمانهما بشكل منهجي من حقوقهما كلاجئين سياسيين، وهما يعتقدان أن حقوق الإنسان في فرنسا لا تُحترم إلا إذا تعلّق الأمر بمجموعات معيّنة من السكان، وأن عدم وجود فصل حقيقي للسلطات يعد علامة مثيرة للقلق بالنسبة للديمقراطية.
علاوة على ذلك، تحدث الصحفيان عن الشكل الخفي للرقابة في فرنسا، حيث يمكن للأفراد التعبير عن أنفسهم ولكنهم يخاطرون بالعزلة الاجتماعية والإعلامية إذا تحدوا بعض الروايات، لا سيما تلك المتعلقة بالنظام المغربي.
الصمت الإعلامي في فرنسا
وفي ردّهما عن سؤال حول الغياب الواضح لقصتهما في وسائل الإعلام الفرنسية، على الرغم من أهميتها الدولية، أشارت دنيا الفيلالي وزوجها إلى وجود علاقة مثيرة للقلق بين بعض وسائل الإعلام ومصالح فرنسا والمغرب، كما لفتا إلى اعتقادهما أن الإعانات والأموال المقدمة من الدولة، وكذلك جماعات الضغط القوية في فرنسا القريبة من النظام المغربي، أثرت على الصمت الإعلامي، وتبادل الزوجان وثائق رسمية سرية تكشف تورط مسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى في اضطهادهما وعلاقات جماعات الضغط القوية بالنظام المغربي.
استقلال الصحافة الفرنسية على المحكّ
وتعليقا على حالة استقلال الصحافة في فرنسا، أكّد الزوجان أنها بعيدة عن المثالية، مشيرين إلى إحجام بعض وسائل الإعلام عن تناول مواضيع حساسة، مثل العلاقة بين المغرب وفرنسا، ووجود جماعات ضغط قوية في فرنسا يبدو أنها تخيف الصحفيين، كما تم ذكر تأثير الدولة والتوجيهات التي فرضتها حفنة من المليارديرات الذين يسيطرون على معظم وسائل الإعلام في فرنسا كعوامل تحدُّ من حرية التعبير.
مخاوف السلامة في فرنسا
أمّا عن المخاوف بشأن سلامتهما في فرنسا فقد كشفت دنيا الفيلالي وزوجها أن عملاء مغاربة يعملون بحرية على الأراضي الفرنسية، وأن الدولة الفرنسية فشلت في حمايتهم، مؤكّدين تعرضهما للمراقبة والترهيب المستمرين وحرمانهما من حقوقهما الأساسية، على الرغم من تصنيفما كلاجئين دوليين من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويخشى المعارضان المغربيان من أن تتدهور أوضاعهما أكثر، على غرار ما حدث للمعارض المغربي المهدي بن بركة، الذي تمّ اغتياله.
دور منظمات حقوق الإنسان
ووصف الزوجان وضعهما الحالي بـ”الجهنمي” وأعربا عن خيبة أملهما إزاء الدعم المحدود من الجمعيات والمنظمات في فرنسا، وفي حين أعربت بعضها، على غرار جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب وهيومن رايتس ووتش، عن دعمهم، فإنهما يعتقدان أن العديد من المنظمات غير الحكومية تخجل من معالجة القضايا المتعلقة بالدول الأوروبية مثل فرنسا، وبهذا الخصوص شدّدا على ضرورة التضامن ودعيا منظمات حقوق الإنسان إلى اتخاذ موقف أكثر مبادئية.
حالة حقوق الإنسان في المغرب والصحراء الغربية
وفي ردّها عن حالة حقوق الإنسان في المغرب والصحراء الغربية، رسمت دنيا الفيلالي وزوجها صورة قاتمة، فقد شجبا النظام الذي يسجن الأصوات المعارضة، وينزل أحكاما غير إنسانية على السجناء السياسيين، ويستخدم أساليب وحشية، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب، في السجون، كما سلط الزوجان الضوء على قضايا مثل محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية، ونقص السكن للفقراء، وانخفاض معدلات معرفة القراءة والكتابة، والانتشار المثير للقلق للبيدوفيليا، وهو ما عزياه إلى سوء إدارة النظام القمعي واستغلاله.
أفكار أخيرة
وفي رسالة ختامية، أعربت دنيا الفيلالي وزوجها عن مشاعرهما تجاه السجناء السياسيين وعائلاتهم، وكذلك الشعب المغربي والصحراوي الذي يعاني من أنظمة قمعية، وشدّدا على الحاجة الملحة للاهتمام والتدخل الدوليين لمعالجة أزمة حقوق الإنسان في المغرب والصحراء الغربية، كما لفتا إلى أنّ نضالهما الشجاع من أجل العدالة والحقيقة لن يتوزقف وسيستمرّ، على الرغم من العقبات التي لا تعد ولا تحصى التي يواجهانها في فرنسا.
وفي نهاية المقابلة، كان من الواضح أن نضال دنيا الفيلالي وزوجها يرمز إلى القضايا الأكبر المتمثلة في الصمت الإعلامي وحرية الصحافة وانتهاكات حقوق الإنسان ليس فقط في المغرب ولكن أيضا في فرنسا، مما يثير أسئلة مهمة حول حالة الديمقراطية والديمقراطية والعدالة في كلا البلدين.