في الفاتح من نوفمبر 2022 وقف الإعلاميون العرب والأجانب المشاركون في تغطية القمّة العربية بالجزائر، على أهمّ مؤشر يؤكّد ما قطعته الجزائر الجديدة من أشواط مهمّة في مجالات التحول الرقمي واستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، الأمر الذي سمح لها بتوفير جميع الشروط الضرورية حتى تكون قمّة الجزائر 2022، “أوّل قمّة عربية بدون ورق”، وهو ما لمسته الوفود الإعلامية في التنظيم المحكم والجيد وتوفير كافة الإمكانيات والتسهيلات الضرورية لأداء مهامهم.
لم يثر هذا الإنجاز استغراب العديد من ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية على حدّ سواء، حينما رأوا بأمّ أعينهم كيف يُجيد صحفيون جزائريون شباب يعمل أغلبهم في مواقع إخبارية إلكترونية، التعامل بمهارة فائقة مع أجهزة كمبيوتر بتقنيات عالية وبرمجيات معقّدة وشاشات كبيرة لعرض المحتوى، عملت الدولة الجزائرية على توفيرها للوفود المشاركة وكذلك للإعلاميين على مستوى المركز الإعلامي بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، أين حضرت التجهيزات الرقمية وغابت الوثائق الورقية، فكان ذلك بمثابة إعلان للعالم عن عصر جديد لإعلام جديد تدخله الجزائر الجديدة.
الصحافة الإلكترونية قبل التأسيس.. مرحلة بائسة في منظومة بائدة
لقد عانت الصحافة الإلكترونية في العهد البائد من مشكلة وجودية رغم الانفجار الهائل الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي، والثورة الرّقمية الرهيبة التي حدثت في الوسائط السمعية البصرية، والتي أفضت إلى أن يُطيح الهاتف الذكي بشاشة التلفزيون ويجعل من الصحافة الورقية أسلوبا قديماً في تداول المعلومة والحصول عليها، ومع رفض النظام السابق إصدار شهادة ميلاد الإعلام الرّقمي في الجزائر لم يكن النقاش حول مستقبله أو الحديث عن الاستفادة من مزاياه مطروحا أصلا.
وفي هذا السياق، ماطلت المنظومة السابقة كثيراً في وضع إطار قانوني بوسعه أن يخلق بيئة إعلامية ملائمة، وقد بدا ذلك في إصرارها على كبح السلطات العمومية المعنية وأسرة الصحافة المكتوبة وثنيهما عن أيّ تقدّم نحو الأمام، ما أدى إلى تأجيل تأسيس سلطة ضبط خاصة بها، كما أنّها كانت تنظر إلى الإعلام الإلكتروني بعين الريبة تارة، وتتعامل معه كتهديد يشكّل تحديا جوهريا للإعلام الوطني وللجزائر برمتها تارة أخرى.
الرئيس تبون والصحافة الإلكترونية.. لقاء مع القدر بين رؤية ثاقبة وشباب رقميّ طموح
لقد تفطّن الرئيس تبّون مبكرا وقبل وصوله إلى سدّة الحكم في الجزائر، للطاقة الإعلامية الرّهيبة التي أنتجها الانفجار الرقمي وما يتيحه ذلك من إمكانية للارتقاء بقطاع الإعلام وتطوير أساليب الاتصال في الجزائر الجديدة، إلى القدر الذي أصرّ فيه على إدراج ذلك ضمن برنامجه الرئاسي خلال حملته الانتخابية، حينما كان مرشّحا لرئاسة الجمهورية، موجّها خطابه ووعوده إلى الإعلاميين الشباب.
وفي هذا الجانب يؤكّد الدكتور محمّد طيب، أستاذ محاضر بكليّة علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر لـ “دزاير توب” أنّ “الصحافة الإلكترونية جاءت امتدادا للصحافة الورقية المطبوعة ونتيجة للتّحولات الرقمية المتسارعة في العالم، والجزائر ليست في منأى عن هذه التحولات وعن رفع هذه التحديات والرهانات، لذلك خاضت الدولة الجزائرية التجربة بالسماح لميلاد وتطوير الصحافة الرقمية.”، معتبرا إياها مكسبا هاما بالنسبة للجزائر ولقطاع الإعلام الذي يعدّ قطاعا حساساً.
ومنذ استلامه للسلطة سطّر رئيس الجمهورية خطة لوضع الصحافة الرقمية في قلب إصلاحات مسّت قطاع الإعلام بشكل عامّ، أخذت ملامحها بعد ذلك تتضح بداية بتعديل الترسانة القانونية وإخراجها من ممارسات الماضي البائس من أجل تحديثها وتحيينها، الأمر الذي نتج عنه قانون عضويّ للإعلام مثّل إضافة هامّة في سياسة الاتصال الوطني كان الهدف الأساسيّ منها تعزيز حقوق الإعلاميين ورسم آفاق جديدة لرسالة الصحافة في ظل الرقمنة وما يرافقها من حملات خارجية شعواء تستهدف الجزائر بشكل خطير وممنهج، تصدّى لها شباب الصحافة الإلكترونيّة بشكل خاص.
مكانة جديدة للصحافة الإلكترونية تفرض تعديلات جذرية وإعادة ترتيب بيت الإعلام الجزائري
كشفت دراسة حملت عنوان “استخدامات الشباب للصحافة الإلكترونية الجزائرية ومدى تفاعلهم مع مضامينها”، أجريت في يناير 2018 وشملت عيّنة من 50 طالبا من قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة محمد خيضر (بسكرة)، عن بروز تفاعل معتبر مع المحتوى الذي تقدمه الصحافة الإلكترونية الجزائرية، من خلال مواقعها على الانترنت أو صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توصّلت إلى أن ميزتي الفورية والتفاعلية هما ما يجذب الجمهور إلى متابعة الصحف الإلكترونية، وهذا ما تقدّمه هذه الأخيرة في شكل تحديثات على فترات زمنية متقاربة لمختلف المستجدات حول الأخبار والأحداث المختلفة.
وسرعان ما ظهرت علاقة منطقية وطبيعية بين الصحافة الإلكترونية الجزائرية، بوصفها إحدى أهم تقنيات الإعلام الجديد، وبين التطور الهائل الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي، نجم عنها استحداث صفحات لمنصات إخبارية على تلك المواقع، بغية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد، كما سمحت الصحافة الإلكترونية بمستوى غير مسبوق من التفاعل، يبدأ بمجرد البحث في مجموعة النصوص والاختيار فيما بينها، وقد ينتهي بإمكانية توجيه الأسئلة المباشرة والفورية للصّحفي.
من جانب آخر، تمكنت الجزائر الجديدة من سدّ فجوة الإعلام الكبرى التي تسببت فيها سياسات المنظومة السابقة المتجاهلة لتبعات وأهمية الثورة الرقمية في قطاع الاتصال والصحافة وتأثيرها في الجمهور وخاصة الشباب على وجه التحديد، وقد تجلى هذا الاهتمام في ما جاء به التعديل الدستوري لسنة 2020 الذي أكّد على ترقية حرية الإعلام وضرورة ضبطها حتى لا تخرج عن إطارها القانوني، مع تقديم ضمانات حقيقية تتيح ممارسة هذه الحرية، إضافة إلى قيامه بملء الفراغ القانوني الذي تميّزت به حرية الإعلام عبر الأنترنت من خلال المرسوم التنفيذي 20-232، مستحدثا بذلك أرضية قانونية جديدة للإعلام الإلكتروني.
وعلى ضوء المبادئ الأساسية المنصوص عليها في دستور 2020 تمّ الشروع في إعداد قانون عضوي للإعلام يستجيب لتطلعات المواطن ويلبي حاجة القطاع في تنظيم المهنة، مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات مهام الخدمة العمومية والصالح العام، كما أنّه يترجم رغبة السلطات العمومية في مواكبة التغيرات الناجمة عن التطور التكنولوجي، وكذلك يتماشى والمقاييس الدولية، إلى جانب أنّه يساهم في تعزيز حرية الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية وبروز صحافة متجذرة في الواقع الوطني؛ واعية بالرهانات وملتزمة بالآداب وأخلاقيات المهنة.
الصحافة الإلكترونية في مقدمة الصفوف.. دفاع مستميت عن مؤسسات الجمهورية ضدّ الحملات المعادية للجزائر
سبق للرئيس تبون وأن حذّر من هجمات إلكترونية تشنّها “دول معروفة” ضدّ الجزائر، دون أن يسمّيها، خلال كلمة ألقاها في اجتماع مع ولاة الجمهورية بقصر الأمم في 25 سبتمبر 2021، مشيرا إلى أن 97 موقعا إلكترونيا يهاجم الجزائر من دول الجوار، وقد اتضح بأنّه يعني الجارة الغربية، كما أوضح أن الجزائر تمتلك كل الإمكانيات والوسائل لمراقبة المواقع الإلكترونية “المروجة للأكاذيب”.
وقد كانت هذه التصريحات بمثابة دعوة موجّهة إلى الصحافة الإلكترونية لأن تنخرط في مسعى جديد تعتزم الدولة الجزائرية الشروع فيه، حمايةً لمؤسساتها ودفاعاً عن أمنها القومي واستقرارها وتحصينا لوحدة شعبها ممّا تحيكه هذه الدولة التي جاهرت بعدائها للجزائر، كما أسهمت هذه الدعوة غير المعلنة في إعطاء ملمح منظم للصحافة الإلكترونية.
وكان حدس الرئيس وتوقّعه في محلّه بعد أن كشفت وسائل إعلام أجنبية مخططا جهنميا استهدف الجزائر ضمن دول عدة، قام بموجبه الكيان الصهيوني بمنح برنامج “بيغاسوس”، الذي طورته مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية، للمغرب بغرض استخدامه في التصنّت على شخصيات في عدد من الدول، ومراقبة رسائل البريد الإلكتروني، والتقاط الصور، وتسجيل المحادثات، وذلك بعد اختراق هواتفهم.
تمكين الجزائر الجديدة للطاقات الإعلامية الشابّة أسهم في بروز قدراتها الإبداعية
ومع هذا التهديد الأمني الخطير تعاظمت مكانة الصحافة الإلكترونية التي اشتهرت بميزة أساسية وهي أنّ الغالبية العظمى من الإعلاميين المشتغلين بها من الشباب، وتضاعف دورها بأن أصبحت مهمتها مندمجة ضمن أولويات الدولة الجزائرية في تعزيز أمنها السيبراني والدفاع عن مؤسساتها الحيوية، فقد أصبح لسرعة نقل المعلومة والتصدّي للحملات الإعلامية المعادية في الوقت المناسب وبالسرعة الكافية، أهمّية قصوى ضمن هذه المنظومة الأمنية الوقائية، وهو ما يتميّز به الإعلام الرقمي.
وقد كانت بداية هذا المسار باعتماد المواقع الإلكترونية من قبل وزارة الاتصال، حيث سمح هذا القرار بإخراج قطاع الإعلام الرّقمي من ظلمات الأطر غير الشرعية إلى نور النّشاط الرسمي، ومن هشاشة الارتجال الذي كان السّمة السائدة له إلى صلابة التنظيم، فكان ذلك بمثابة وضعٍ له على السّكة الصحيحة وإعطاءَ دفعة قوية له نحو آفاق رحبة ومستقبل واعد.
كما جاء صدور القانون العضوي رقم 23 -14 المتعلق بالإعلام في الجريدة الرسمية، أواخر شهر أوت الماضي، من خلال مواده الـ 56 ليحدّد المبادئ والقواعد التي تنظم نشاط الإعلام وممارسته بحريّة، بما فيه الصحافة الإلكترونية، جنبا إلى جنب مع الصحافة المكتوبة وعلى القدر نفسه من المساواة، حيث أشار القانون العضوي الجديد إلى “إنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة والصحافة الالكترونية، وهي سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال الإداري والمالي وتخضع للقانون المتعلق بالصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية.”
وقبل صدور القانون العضوي للإعلام كان الرئيس تبون قد اتخذ في اجتماع مجلس الوزراء بتاريخ 28 ماي 2023 قرارا بإدراج الصحافة الإلكترونية المعتمدة كآلية جديدة لإشهار الصفقات العمومية، ثمّنته منظمات وجمعيات وطنية للصحفيين، حيث اعتبرت أن هذا الإجراء من شأنه تعزيز معايير الشفافية ومحاربة الفساد في هذا المجال، كما أنّ له آثار جدّ إيجابية في ضمان استقلالية مالية للصحف والمواقع الإلكترونية.
وكان وضعُ الرئيس تبون حجرَ الأساس لإنجاز مشروع المدينة الإعلامية “DZAIR MEDIA CITY” في اولاد فايت بالجزائر العاصمة تتويجا لتمكين الجزائر الجديدة لقطاع الإعلام، وذلك عبر توفير بيئة مهنية ملائمة للإعلاميين وفق ما تتطلبه المقاييس العالمية من أجل ممارستها، بما تتيحه من مرافق وتجهيزات لجميع وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة على حدّ سواء، ومن بينها الصحافة الإلكترونية التي سيجد صحفيوها الشباب من خلال ما توفّره لهم هذه المدينة الإعلامية بيئةً ملائمة لتفتّق مواهبهم وتفجّر طاقاتهم الإبداعية.
مديرية الاتصال لرئاسة الجمهورية.. دعامة أساسية لتحديث الإعلام الرقمي
تعتبر مديرية الاتصال برئاسة الجمهورية، من الأمثلة البارزة على التميز في مجال الاتصال والعلاقات الإعلامية في الجزائر، فقد ساهم تفانيها وتأكيدها على الشفافية والالتزام بأخلاقيات المهنة والدفاع عن مصالح الجزائر ومؤسسات الجمهورية، وبشكل كبير، في تطوير وتقدّم المشهد الإعلامي في الجزائر.
وفي هذا السياق، لعبت المديرية دورا محوريا في ترقية مكانة الصحافة الإلكترونية وتطوير أدائها، ما سمح لها بتحقيق طفرة هائلة شكّلت تحوّلا حقيقيا أسهم بشكل بارز في توسيع المشهد الإعلامي الجزائري، من خلال ضمانها لتغطية أكثر تنوعًا وشمولاً للأحداث في الجزائر، حيث يعود الفضل في ذلك وبصورة حاسمة إلى الموقع الاستراتيجي لها كأداة وصل بين أهمّ مؤسسة في الدولة الجزائرية؛ ئاسة الجمهورية، وبين وسائل الإعلام، وخاصة الصحافة الرقمية المنفتحة أكثر من غيرها على الشعب الجزائري بمختلف فئاته وشرائحه.
ومن هذا المنطلق، كانت أبواب المديرية مفتوحة على مصراعيها وباستمرار أمام وسائل الإعلام الوطنية والخاصة الجزائرية، ممّا عزز روح التعاون والتفاهم المتبادل، كما ساهم نهجها التواصلي هذا في إنشاء علاقة قوية ومتناغمة مع وسائل الإعلام، مكّن من تحقيق تأثير واسع وتفاعل إيجابي، خاصة في ما يتعلّق بالدفاع عن مصالح الجزائر وحماية مكتسبات الدولة الجزائرية وتوعية الشعب الجزائري بأهمّية الوقوف في جبهة واحدة من أجل التصدي للمخاطر المحدقة بالوطن وإفشال المخططات العدائية التي تستهدف أمنه واستقراره.
وفي هذا السياق نوّه، الإعلامي والباحث الأكاديمي مصطفى بورزامة، بما تزخر به مديرية الاتصال برئاسة الجمهورية من صحفيين ومختصين في مجال الإعلام الإلكتروني، بوسعهم مواكبة التطور اليومي الذي يشهده هذا القطاع في العالم، ما يستدعي –حسبه- الحاجة إلى فريق عمل جادّ لا يقتصر فقط على هذه المديرية، بل ينبغي أن يشمل مصالح الوزارة الأولى وباقي الوزارات والمؤسسات حيث يجب أن يكون هناك تنسيق كبير جدا، “فالدول المتطورة لديها آلة إعلامية متكاملة ومتناسقة”.
“دزاير توب” في قلب المعترك.. فريق إعلامي رقمي شّاب يدافع عن الوطن ويقدّم خدمة عموميّة
لقد واكب مجمّع “دزاير توب” كلّ هذه التحوّلات كونه من بين أبرز المؤسّسات الإعلامية غير التّقليدية، عبر قناته الرقمية الأولى في الجزائر، وموقعه الإخباري الذي أصرّت إدارته على نشر الأخبار المتنوعة والتحليلات الثرية فيه بلغاتٍ متعددة، فبالإضافة إلى العربية والفرنسية جاءت النسخة الإنجليزية لتتماشى مع إرادة رئيس الجمهورية في تعزيز استخدام اللغة الإنجليزية بوصفها لغة العصر والعلم والتقنيات الحديثة.
وفي خضم الحرب الإعلامية الضروس التي تشنّها مواقع ومنصات معادية للجزائر، برزت “دزاير توب” عبر إسهامها الكبير، من خلال طاقمها الشّاب والطموح المكون من 35 عاملا، في بناء قاعدة صلبة لصحافة رقمية جزائرية واعدة، تكون سلاحا إعلاميا للدفاع عن الوطن ومؤسّسات الجمهورية من مخاطر الحملات الدعائية المغرضة والاختراقات، التي تسعى من خلالها أطراف ودول معادية للنيل من بلاد الشهداء ولإخضاعها لأجندات مدمّرة.
وعن أجواء العمل في مؤسّسة “دزاير توب” يتحدّث مراسل قناة الغد التلفزيونية، كريم قندولي، انطلاقا من معايشته لها عن قرب ومن خلال مرافقته لزملاء له من المجمّع، حيث أكّد ألّا حدود لسقف الطموح عندما يكون الشباب هم الذين يحملون المشعل، والنتيجة التي حققها هذا المجمّع الفتي تتحدث عنها الجوائز التي يحصدها والتغطيات التي يقوم بها والتواجد في مختلف المحافل الرياضية الدّولية، وأيضا تألقّ قناة “دزاير توب” الإلكترونية في كأس العالم وكأس إفريقيا والشان وكأس إفريقيا لأقلّ من 17 عاماً، مضيفاً في تصريحه لقناة “دزاير توب” الإلكترونية: “عند زيارتي للمقرّ وجدته مليئا بالحيوية ومفعما بالطاقة، يغلب عليه عنصر الشباب، بل جميعهم شباب، “دزاير توب” لديها إيمان بالطاقات الشّابة والمواهب المختلفة، جاؤوا من الجزائر العميقة أغلبهم من مناطق بعيدة عن العاصمة لكنهم فرضوا أنفسهم.”.
“الإعلام الصادق هو الذي يساهم في بناء المجتمعات، ومجمّع “دزاير توب” منخرط ومندمج تماما في هذا الإطار”؛ هذا ما يعتقده ويؤكّده الإعلامي الرياضي الجزائري في قناة الجزيرة، مجيد بوطمين، متابعا بقوله: “أعتقد أن قناة دزاير توب الإلكترونية قناة محترفة تبوّأت المركز الأول عن جدارة في الجزائر، بفضل احترافيتها ومصداقيتها في تقديم الأخبار ومعالجة القضايا المختلفة بشكل مهني يحترم الرأي والرأي الآخر وبعيدا عن الشعبوية والإثارة، وهي عوامل أرى أنّها ساهمت في احتلالها للصدارة.”
وقد أعرب مجيد بوطمين عن إعجابه بطاقم “دزاير توب” التي أكّد أنّه أحد متابعيها، حيث جذبته إليها طاقتها الشبّانية: “مجموعة من الشباب يقدّمون إعلاما محترفا وصادقا، وصياغات أجدها سلسة جدا، وأيضا عند استضافتهم للضيوف تكون حواراتهم بشكل محترف ومثالي ويوصلون المعلومة للمتابع بشكل سلس.”
وكما ختم بوطمين تصريحه لقناة “دزاير توب” بمقولة ذهبية مفادها: “الشّاب الجزائري عندما يجد بيئة عمل سليمة فإنه يبدع”، فإنّ لا أحد بوسعه أن ينكر أنّ الهدف الذي سطّرته الجزائر الجديدة قد بدأ يتحقّق بالفعل؛ مع ما وفرته ولا تزال تقدّمه السلطات العمومية من مرافق وظروف عمل وإجراءات وقوانين في صالح الإعلام الرقمي، الذي يقوده صحفيون شباب يحدوهم عزم أكيد على رفع التحدي للوصول إلى مراحل أكثر تقدّما، فهم يدركون مع ذلك أنّ طريق التطوّر لا تزال طويلة أمام قطاع الصحافة الإلكترونية، مع أنّهم على يقين من أنّ الأهمّ قد تحقّق في عهد الجزائر الجديدة التي وضعته على سكّته الصحيحة، كما أشار إلى ذلك الدكتور محمّد الطيب بقوله: “رغم ما يحقّقه قطاع الإعلام الإلكتروني في الجزائر من مكاسب وما يؤدّيه من أدوار نراها أكثر إيجابية؛ خاصة في ظل هذه التطورات وطنيا ودوليا وما يصاحب ذلك من رهانات جيواستراتيجية، إلا أنه لا يزال في حاجة إلى تفعيل أكثر، فالصحافة الإلكترونية ينبغي لها تحقيق مهنية أكثر واحترافية أكبر، وعليها أن تسعى إلى التمكّن في عالم الإعلام والاتصال”.
كحلوش محمد