الأربعاء 18 جوان 2025

قدّم ملف انضمام المغرب لمنظمة بريكس.. المخزن يخوض مغامرة فاشلة في سبيل إلهاء الشعب عن حقيقة أوضاعه الاجتماعية المتأزمة

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
قدّم ملف انضمام المغرب لمنظمة بريكس.. المخزن يخوض مغامرة فاشلة في سبيل إلهاء الشعب عن حقيقة أوضاعه الاجتماعية المتأزمة

خطوة المغرب التي أقدم عليها مؤخرا حينما قدّم طلباً للانضمام إلى مجموعة “بريكس” الاقتصادية، من الواضح جدا أنها محاولة خائبة لمزاحمة الجزائر والتشويش عليها، بعد تقديمها لملف قويّ وحصولها على وعود أكيدة ودعم كبير خاصة من قبل روسيا والصين.

لقد دأب المخزن باستمرار على التهوين من أهمية منظمة “البريكس”، وأيضا على التقليل من جدوى تقديم الجزائر لطلب الانضمام لها، لكن يبدو أنّه نسي أو تناسى ذلك، بعد أن أعلن هكذا وفجأة ودون سابق إنذار عن تقديم ملف انضمامه لها، في الربع ساعة الأخير لانعقاد قمّتها في جنوب إفريقيا، والتي من المقرر أنها ستدرس طلبات انضمام أعضاء جدد للتكتّل العالمي، بعد أن قدمت 23 دولة ملفات انضمامها له.

يحدث أن قدّم المغرب ملف انضمامه لأكبر تكتل اقتصادي عالمي، في وقت يشهد اقتصاد المملكة أسوء حالاته وشعبه على شفا المجاعة، على وقع الغليان غير المسبوق الذي تعرفه الجبهة الاجتماعية المغربية بسبب انهيار القدرة الشرائية والتهاب أسعار المواد الأساسية.

البنك الدولي ومن جهته، وضع المغرب في قائمة بلدان المنطقة الحمراء، التي تشهد ارتفاعا واسعا في أسعار المواد الغذائية، بينما يسعى المخزن متجاوزا هذه المؤشرات للترويج إلى صورة وهمية من التقدّم الزّائف.

وفي تقريره الأخير فضح البنك المركزي المغربي، بدوره، حكومة أخنوش وأظهر صورة حقيقية عن فشلها في تحسين الوضع العام، وإيقاف السقوط الحرّ لاقتصادها المنهار والمهدّد بالإفلاس أصلا.

وأورد تقرير البنك المركزي المغربي العديد من المؤشرات السلبية التي تؤكد عجز الحكومة التي يقودها الملياردير عزيز أخنوش، عن التخفيف من معاناة الشعب المغربي، من بينها نسبة التضخم التي وصلت في 2022 إلى أعلى مستوى لها منذ سنة 1992، حيث تجاوزت 6.6 بالمائة، إلى جانب النمو الاقتصادي الذي بقي مراوحا مكانه عند عند 1.3 بالمائة. وفي الوقت الذي تقلصت فيه القيمة المضافة الفلاحية بنسبة 12.9 بالمائة، تباطأت وتيرة نمو القيمة المضافة في القطاعات غير الفلاحية إلى 3 بالمائة، لاسيما في البناء، والأشغال العمومية والصناعات الاستخراجية، كما تباطأ بقوة في الصناعات التحويلية.

ونتيجة لهذه المعطيات السلبية فقد سوق الشغل في المغرب 24 ألف منصب عمل في 2022، فيما بلغت نسبة البطالة 32.7 بالمائة، ليصل بذلك حجم التشغيل إلى 10.7 مليون، وهو مستوى أدنى بنسبة 2.1 بالمائة مقارنة بـ 2019 (السنة المرجعية ما قبل جائحة كوفيد-19).

وعلى الصعيد القطاعي، فقدت الفلاحة 215 ألف منصب شغل، لتنزل بذلك حصتها ضمن الحجم الإجمالي للتشغيل “للمرة الأولى” إلى أقل من 30 بالمائة. أما بالنسبة للميزانية، فسجل البنك عجزا بنسبة 5.2 بالمائة سنة 2022، وهو مستوى أدنى من هدف 5.9 بالمائة من الناتج الداخلي الإجمالي الذي حدده قانون المالية الخاص بهذه السنة.

وبالموازاة مع العجز المالي، تزايدت واردات السلع بنسبة 39.5 بالمائة، بسبب ارتفاع فاتورة الطاقة والمنتجات نصف المصنعة، ما أدى إلى تفاقم العجز التجاري إلى 23.2 بالمائة من الناتج الداخلي الإجمالي، فيما تراجعت نسبة تغطية الصادرات للواردات من 62.3 بالمائة في 2021 إلى 58.1 بالمائة السنة الماضية.

ويضاف إلى المتاعب الاقتصادية المرتبطة بالتضخم، البطالة والعجز المالي في المغرب، ظاهرة تفشي الرشوة في مناخ الأعمال، حسب البنك المركزي، الذي أكد أن مستوى محاربة هذه الظاهرة “يظل ضعيفا”.

وتجنّبا للتداعيات التي أظهرتها جميع مؤشرات الاقتصاد الكلي والجزئي، لجأ المغرب إلى حيل مختلفة، بعضها غير مشروع، حتى يستطيع من خلالها تغطية النقص الفادح في ميزانيته، فاعتمد على الاقتراض، وهنا بلغت ديون المغرب مستويات قياسية جدا فاقت 63 مليار دولار، ستتسبب في رهن قراره لدى المؤسسات والجهات والدول الدائنة.

كما لجأ المخزن إلى زراعة الكيف التي تدرّ عليه مبالغ مالية طائلة بالعملة الصعبة، يذهب أغلبها إلى خزائن القصر العلوي وحاشيته، ويستعين ببعضها على سدّ العجز في الميزانية، خصوصا ما تعلّق بالجوانب الاجتماعية تفاديا لانفجار جبهتها الساخطة، حيث يتواطأ مع شبكات دولية لتجارة المخدرات كما أنّ البرلمان المغربي كان قد صادق في ماي 2021 على مشروع قانون يقنّن زراعة واستعمال القنب الهندي ويُخضع كافة الأنشطة المتعلقة من إنتاج وتصنيع ونقل وتسويق وتصدير واستيراد القنب الهندي ومنتجاته لنظام الترخيص.

إنّ دول “البريكس” وعند دراسة طلبات انضمام 23 دولة إليها ستضع بعين الاعتبار كل العوامل المتعلقة بتلك الدول من استقرار اقتصادي واجتماعي وكذلك سياسي، ما يعني أنّ المخزن سيتلقّى صفعة مدويّة أخرى وسيواجه فشلا ذريعا وفضيحة شنعاء أمام الشعب المغربي، الذي لطالما كذب عليه وأوهمه بأنّ المغرب دولة قوية ورائدة وتمتلك ثقلا كبيرا وتلعب دورا مؤثّرا إقليميا ودوليا بينما الواقع يثبت خلاف ذلك تماما.

رابط دائم : https://dzair.cc/sjrn نسخ