قصة إقالة ناهد زوراطي…و السر الأعظم..بقلم/سارة بانة

مروان الشيباني

 هناك قضية مهمة لا يستوعبها سوى الذكي و العميق …و التي هي القيمة الحقيقية للأفراد. ببساطة عندما تريد أن تعرف قيمة شخص معين ما عليك سوى أن تسحب منه الأدوات و المناصب و وزن القضية التي تتحكم فيها الظروف و التي يمكن أيضا أن يتحصل عليها أي كان لنتأكد إذا ما كانت قيمة هذا الشخص هي قيمة تساوي قيمة أي شخص آخر .

أستند إلى أمثلة مشابهة لأمثلة صديق محمد أبو رضوان حين تحدث عن القيمة الحقيقية للحزب الممثل للقضية الفلسطينية و غيره، أسحب مثلا شعار الوطنية أو الانتماء السياسي للكثيرين أو الدفاع عن قضية دينية متفق عليها، و الذي هو بحد ذاته قيمة ذات وزن، و أعيد قياس قيمتهم الحقيقية، ستجد أن الكثير منهم عبارة عن لا شيء بدون اتكالهم على صدى هذه القضايا اسحب في الحالة الثانية عضوية البعض أو تكليفات المهام المقدمة من مؤسسات إعلامية، ثم لاحظهم كيف يتلاشون حتى الانتهاء لتفهم قيمتهم الحقيقية اسحب في الحالة الثالثة مناصب المسؤولية و قس قيمة متوليها ، ثم و إن لم تجد لهم أثرا آخر بعدها تيقن أنهم من البدء هم لا شيء .

أما في حالة أصحاب القيم الحقيقية فلا شيء يجعلهم ينتهون بمجرد تجريدهم من مناصب أو مهامات أو قضايا ذات صدى، ببساطة قيمتهم الحقيقية نابعة من داخلهم، هم الذين يحملون مجدا تشكل من مخزونهم؛ من صدى انجازاتهم، من ترسبات فكرهم و خطهم الذي هو عصارة تجاربهم الخاصة، من نظرتهم للحياة التي بصمتهم …هم القيمة بحد ذاتهم و لا شيء من الخارج يحدد وجودهم ففي التاريخ أعلن الأمير عبد القادر الاستسلام لأنه نظر للمعادلة و أثرها الرجعي دون أن يربط وجوده بها، فكان صاحب قرار رغم أن ذلك القرار في الحالة العامة التي عاشها و معطيات القصة صعب الاتخاذ من قبل آخر استمد قيمته من القضية ، و بالأحرى ارتبط “الأنا”عنده بها.،لكنه ظل وزنا ثقيلا على صفحات التاريخ، لأن ذاته هي القيمة ببساطة و ليس ارتباطه بأي قضية .

الأحداث اليومية تعيد الرهان في كل مرة. القدر يسحب و يمنح المناصب و الأسماء للكثير، ثم وحدهم الذين يحملون قيمهم داخلهم لا يوقف مسارهم شيء، و تستمر قصتهم …ناهد زوراطي البطلة التي وصلت إلى حيث لا يصل الكثيرون، الأخبار عن توليها منصب و إقالتها، دخولها برنامج و خروجها منه، بقاءها في مجال أو خروجها منه، ماهي سوى تفاصيل من رواية امرأة قوية، السر الأعظم فيها هو “هي”.

شارك المقال على :