قطاع الشبــاب والرياضة عرف ثـــــورة كبيرة في السنوات الأخيرة….الجزائر تعزز مكانتها على الخريطة الرياضية الإفريقية والدولية

قطاع الشبــاب والرياضة عرف ثـــــورة كبيرة في السنوات الأخيرة….الجزائر تعزز مكانتها على الخريطة الرياضية الإفريقية والدولية

شهد قطاع الشباب والرياضة في الجزائر نهضة كبيرة خلال السنوات الأربع الماضية، وفضلا عن تطور البنى التحتية بتشييد ملاعب بمواصفات عالمية، نجحت الجزائر في تنظيم بطولات قارية وإقليمية، جعلت منها عاصمة للرياضة في إفريقيا والوطن العربي على حد سواء، كما برزت شريحة الشباب بشكل لافت ضمن مخططات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي قطع على نفسه عهدا بإحداث ثورة في الشباب والرياضة كغيرها من بقية القطاعات الأخرى.

“الشباب والرياضة” من أبرز أولويات رئيس الجمهورية في الأربع سنوات الماضية

عرف قطاع الشباب والرياضة انتعاشا ملحوظا منذ تولي عبد المجيد تبون رئاسة الجمهورية في ديسمبر 2019، من خلال المشاريع والبنية التحتية التي شهدت تطورا ملحوظا لا يمكن إغفاله، بالنظر للأهمية القصوى التي أولاها الرئيس لهذا القطاع بالنظر للثروة الإستراتيجية التي تمتلكها الجزائر وهي الشباب، فقد ارتأت السلطات العليا بقيادة الرئيس تبون على استغلال ذلك والاستثمار فيه والتركيز على تطويره من جميع النواحي سواء التنظيمي أو فيما يتعلق بالمرافق والبنى التحتية، عن طريق إعادة بعث المشاريع الرياضية والإسراع في إنجازها بعد فترة من التوقف والتجمد والعرقلة، غير أن الإستراتيجية التي تبنتها الحكومة الجزائرية منذ ديسمبر 2019، أتت أكلها وظهرت ثمارها جليا بعودة الجزائر لتصدر المشهد قاريا وعربيا وإقليميا، بتنظيم مختلف التظاهرات في ملاعب ومرافق أقل ما يقال عنها أنها بمواصفات عالمية، تؤكد حرص الفاعلين في الدولة الجزائرية على منح صورة مشرفة للوطن والتأكيد على أن الشباب هو عصب الأمة الذي يجب الاعتناء به وعلى جميع الأصعدة، فكريا ورياضيا، عطفا على تصدر هذه الشريحة لأكثر من مشهد داخليا وخارجيا، بينما يضع الرئيس تبون القادم والمستشرف في طريق تثبيت الإنجازات ومضاعفة الجهود للبقاء على نفس النهج.

رغم تغيّر وزراء الشباب والرياضة إلا أن الهدف واحد..

وشهدت الأربع سنوات الماضية تداول ثلاث وزراء على قطاع الشباب والرياضة، فأول حكومة نصبها الرئيس تبون في جانفي 2020، حملت اسم سيد علي خالدي في قطاع الشباب والرياضة وهو المسؤول الشاب الذي تولى شؤون الوزارة إلى غاية جويلية 2021، قبل أن يخلفه عبد الرزاق سبقاق الذي بقي لفترة تقارب العام ونصف، ثم خلفه بعد تغيير حكومي البطل الأولمبي السابق عبد الرحمن حماد في مارس 2023 والوزير الحالي، وهو الذي يعرف جيدا هذا القطاع باعتباره شابا ورياضيا سابقا وشغل عدة مناصب شبابية ورياضية، وبالرغم من تغير الوزراء على رأس القطاع، إلا أن الإستراتيجية والهدف لم يتغير ولم تتوقف الطموحات والمشاريع “الإصلاحية” والنوعية في هذا المجال، بل كان هناك تنسيق وتكامل بين المسؤولين المتعاقبين للبقاء على خط تطوير الرياضة والاهتمام بالشباب، ضمن المخططات البارزة للرئيس تبون، سواء من حيث المشاريع والبنية التحتية والمرافق بالتنسيق مع وزارة السكن والعمران والمدينة، أو فيما يتعلق بتمكين الشباب الاهتمام بقطاعهم للأقصى درجة.

منشآت عالمية غيّـــــــرت صورة الجزائر داخليا وخارجيا

ومن أبرز الإنجازات والمكاسب التي تفتخر بها الجزائر في السنوات الماضية، هي النهضة التي شهدتها البلاد على مستوى البنى التحتية من خلال إنجاز وتشييد منشآت ومرافق بمعايير عالمية، جعلت من الجزائر قبلة للرياضة العربية، الإفريقية والإقليمية، ففي وقت تسّلم الرئيس تبون مقاليد الحكم في البلاد كانت الجزائر تعاني كثيرا بملاعب مهترئة وأخرى أكل عليها الدهر وشرب، حيث كان ملعبي 5 جويلية ومصطفى تشاكر تقريبا هما الملعبان الوحيدان اللذان يستجيبان لمعايير الاتحاديين الإفريقي والدولي لكرة القدم، في وقت كانت مشاريع إنجاز الملاعب الجديدة “معطّلة”، وهو ما جعل رئيس الجمهورية يتدخّل ويصدر أوامره بضرورة الإسراع في الانتهاء من الأشغال المتوقفة، على غرار ملعب ميلود هدفي بوهران الذي يعّد أول “جوهرة” يدخل حيّز الخدمة، صيف عام 2022، باحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، والتي كانت في مستوى التطلعات، إلى جانب ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي بالعاصمة الذي احتضن مباريات كأس أمم إفريقيا للمحليين 2023، وكان تحفة بكل المقاييس باعتراف المسؤولين الأفارقة الذين وقفوا على تطور البنية التحتية في الجزائر، هذا بالإضافة لعملية التهيئة والترميم التي شهدها كل من ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة و19 ماي بعنابة، اللذان تمّ عصرنتهما لمواكبة متطلبات “الفيفا”، فضلا عن ملعبي تيزي وزو والدويرة (الشهيد علي لابوانت) اللذان تمّ الانتهاء منهما بنسبة كبيرة جدا في انتظار تسليمهما عن قريب،و إلى جانب كل المنشآت المذكورة،تعمل السلطات العليا في البلاد ممثلة في وزارة السكن والعمران والمدينة على إنشاء مرافق رياضية أخرى بالجنوب وبالضبط بكل من بشار وورقلة وذلك ضمن مخططات الحكومة لإحداث ثورة نوعية على مستوى المنشآت تعود بالفائدة على الرياضة بصفة عامة.

الجزائر تكسب رهان تنظيــــــــــــــم البطــــــولات القارية والإقليمية

وكانت المرحلة الثانية للدولة الجزائرية، هي احتضان المنافسات والبطولات الخارجية وذلك مواكبة للتطور الكبير في مجال البنى التحتية والمنشآت الرياضية، حيث راهنت على رفع مستوى التنظيم وتأكيد على ريادة الجزائر على المستوى الإفريقي والعربي، وذلك من خلال احتضان منافسة ألعاب البحر المتوسط بوهران في جويلية 2022، والتي تعتبر الأولى بالنسبة للجزائر منذ 32 سنة على اعتبار أنّ آخر بطولة من المستوى العالي تم تنظيمها في بلادنا كانت كأس أمم إفريقيا سنة 1990، وبما أنّ الألعاب المتوسطية كانت اختبارا بالنسبة للجزائر، فقد تمكنت خلالها من خطف الأضواء وحظيت بإشادة واسعة من قبل الرياضيين المشاركين ومختلف البعثات الرسميات، سواء خلال حفلي الافتتاح والاختتام، اللذان كانا بطريقة عالمية جعلت الجميع يعبر عن انبهاره بما عاشوه بالجزائر خلال الفترة الممتدة من 26 جوان إلى 5 جويلية 2022، لتكسب بذلك الجزائر رهان التنظيم من خلال بطولات قارية وإقليمية أخرى، على نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين جرت مطلع العام الحالي، وشهدت بلوغ أشبال بوقرة للمباراة النهائية قبل أن يسقطوا على يد المنتخب السنغالي، حيث كان “الشان” النسخة الأفضل على مرّ التاريخ باعتراف “الكاف” وحتى “الفيفا”، الذين انبهروا بالبنية التحتية في الجزائر، وهو النجاح الذي تواصل ببطولة كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، وأيضا في البطولة العربية بالجزائر في الفترة الممتدة من 05 إلى 15 جويلية الماضي، ما سمح للجزائر بتعزيز مكانتها على خريطة الرياضة الدولية.

شريحة الشبـــــــــاب في قلب اهتمامات الرئيس تبون

ووضع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون شريحة الشباب في قلب اهتماماته، إيمانا منه بأنّ الشباب هو الفئة الوحيدة وفي كل المجتمعات، التي تستطيع أن تواكب التطورات التكنولوجية السريعة التي تطرأ على حياتنا اليومية، ما جعله يشدّد على ضرورة إيلاء أهمية كبيرة للشباب الجزائري في مشروعه الرياضي، الاجتماعي والاقتصادي، والذي ينبع من إرادة صلبة وقناعة ثابتة أن الشباب هم شريان التغيير الإيجابي في المجتمع اليوم، وعزز مخططاته نحو الشباب الجزائري، بتعديلات دستورية، أهمها إنشاء المجلس الأعلى للشباب أواخر جوان 2022، والمرصد الوطني للمجتمع المدني وإلحاقه بالهيئات والمؤسسات الرئاسية الكبرى.

وسبق لرئيس الجمهورية وأن أكد أنّ الملاعب والمرافق الرياضية الضخمة التي تم إنجازها مؤخرا هي أساس في خدمة الشباب الجزائري، من خلال الاهتمام بالمواهب الرياضية ومنحها فرصة إبراز إمكاناتها وممارسة مختلف الأنشطة الرياضية التي تتماشى مع طموحاتها، وهو العامل الذي يعد مكسبا لشريحة واسعة في المجتمع الجزائري بعد سنوات من المتاعب وقلة الإمكانات والتهميش.

إعادة بعث نشاط الرياضيـــة المدرسية والجامعية

ومن بين المكاسب لقطاع الشباب والرياضة في الجزائر منذ تولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مقاليد الحكم في البلاد، هو إعادة بعث نشاط الرياضة المدرسية التي جعل منها أحد أبرز مخططاته، لتعزيز دور الرياضة خاصة في المرحلة الابتدائية التي تشكل منبعا هائلا لتجديد النخبة الرياضية الوطنية، ومناسبة إضافية لتسهيل الاحتكاك واللقاء بين الشباب.

ولم تقتصر تعليمات الرئيس تبون على الرياضة المدرسية فحسب بل شدّد أيضا على ضرورة إعادة بعث الرياضة الجامعية مجددا، ضمن مخطط لجعلها عنصرا أساسيا في مجال خلق نخبة رياضية جامعية، سيما وأنّ هذه الأخيرة من شأنها إعطاء إشعاع جديد للجزائر وجعل الرياضة عنصرا معتبرا في رفاهية الطلبة إلى جانب النجاح الأكاديمي.

أبعاد جديدة تم منحها لرياضيي النخبة والمستوى العالي

وفي سياق آخر،كان رياضيو النخبة والمستوى العالي أبرز المستفيدين منذ قدوم الرئيس عبد المجيد تبون، الذي عمل على وضعهم في أحسن الظروف من خلال توفير لهم جميع الإمكانيات اللازمة وتشجيعهم على التألق في المنافسات الخارجية، حيث قررت الحكومة، وضع تصنيفات جديدة لفائدة رياضيي النخبة، مع رفع المنح الخاصة بهم، في سبيل دفع الرياضيين الجزائريين، نحو تقديم الأفضل ورفع الراية الوطنية عاليا، في المحافل الدولية. كل هذا بالإضافة إلى الاستقبال الكبير الذي يحظى به أبطال الجزائر في كل مناسبة، فضلا عن الإشادة التي يتلقونها من رئيس الجمهورية عبر حسابه الرسمي على موقع “إكس” (تويتر سابقا)، حيث لا يتوانى الرئيس تبون في تهنئة كل الجزائريين المتوجين في جميع الاختصاصات، وتشجيعهم على بذل مجهودات أكبر لتشريف الجزائر.

مولودية الجزائر تستفيد من ملعب عالمي

هذا وضمن اهتمامات الرئيس عبد المجيد تبون بقطاع الشباب والرياضة استفاد نادي مولودية الجزائر من ملعب عالمي تمّ تشييده بالدويرة، وذلك وفقت لما أعلنت عنه الجريدة الرسمية، حيث تمّ تسميته بملعب الشهيد عمار علي المدعو “علي لابوانت”، في خطوة لقيت استحسانا كبيرا من قبل أسرة النادي العاصمي، الذي أشادت كثيرا بالرئيس تبون، خاصة الفريق قضى 102 سنة من الوجود بدون ملعب خاص به قبل أن يقرر رئيس الجمهورية منحهم الملعب الجديد بالدويرة الذي سيتم تسليمه خلال الأشهر القليلة المقبلة بعدما تمّ الانتهاء من الأشغال به بنسبة كبيرة جدا. والواضح من كل هذا، أن السلطات العليا في البلاد على قناعة بدور الرياضة في بعث أجواء مميزة وسط الشبان وكذلك إعطاء صورة ايجابية للجزائر في مختلف التظاهرات والمناسبات، لذلك عملت على توفير الهياكل الضرورية من مراكز تحضير رياضيي النخبة ومنشآت رياضية، ما من شأنه أن يؤتي ثماره في الاستحقاقات الرياضية القارية والعالمية المقبلة.