أعلنت قناة الأطفال الجزائرية فور كيدز “4kids”، عن إطلاق برنامجها الجديد المستند إلى لعبة “لو غارو”، وهي لعبة جماعية تعتمد على التحليل النفسي، والتفكير الاستراتيجي وأيضا سلوكيات سلبية كالكذب، والخداع، والاحتيال.
وفي هذه اللعبة، يتم توزيع اللاعبين على أدوار سرية، حيث يمثل بعضهم القتلة أو المستئذبين، في حين يلعب الآخرون دور القرية أو المواطنين الأبرياء والهدف من القتلة هو التخلص في كل ليلة من الأبرياء دون أن يتم كشفهم، بينما يسعى اللاعبون الأبرياء إلى اكتشاف القاتل أو المستئذب والتصويت لإخراجه من اللعبة.
وتتضمن اللعبة عنصر التلاعب بالكلمات، حيث يحاول كل طرف إقناع الآخرين ببراءته وتوجيه الشك نحو لاعبين آخرين، كما يعتبر الكذب والتحايل أساسيان في هذه اللعبة، إذ على القتلة إخفاء هويتهم بينما يحاول الأبرياء تحليل السلوك واكتشاف الحقيقة من خلال كلامهم.
وباعتبار أن فكرة هذه اللعبة غربية وموجهة للبالغين كونها تتضمن سلوكيات سلبية تشجع على العنف والكذب والخداع، فإن قيام القناة ببث هذا البرنامج الغريب أمر محير خصوصا وأنه لا يناسب فئات الطفولة الثلاث ما بين 3 سنوات إلى 12 سنة حسب تصنيف اللعبة الورقية في الأصل، وذلك باعتبار أن جمهور القناة يشمل جميع فئات الطفولة.
وفي هذا المقام سنسرد بعض السلوكيات السلبية التي قد تنجم جراء تلقي الطفل لمحتوى هذا البرنامج الغريب عن ثقافة المجتمع:
1. تعزيز السلوكيات العدائية: يمكن أن تؤدي طبيعة اللعبة، التي تتضمن الخداع والغش، إلى تعزيز السلوكيات العدائية لدى الأطفال؛ حيث يمكن أن يفهم الأطفال أن الغش أو استخدام الخداع هو وسيلة مقبولة لتحقيق الأهداف.
2. تشويه العلاقات الاجتماعية: التركيز على التفكير الاستراتيجي والتلاعب بالآخرين قد يؤدي إلى مشكلات في العلاقات الاجتماعية، اذ قد يصبح الأطفال أقل قدرة على الثقة ببعضهم البعض، فحسب خبراء التربية وعلم النفس فإن التفاعل مع ألعاب تتضمن الخداع قد يكون له آثار سلبية على تطوير العلاقات الاجتماعية والثقة، لذلك فمن المهم أن يتعلم الأطفال كيفية التفاعل بشكل إيجابي، وليس من خلال الخداع أو المنافسة الضارة.
3_تعزيز العنف الرمزي: على الرغم من عدم وجود عنف جسدي حقيقي، إلا أن مفهوم “القتل” الرمزي أو فكرة التخلص من الأشخاص يمكن أن يعزز فكرة العنف بين الأطفال، إذ قد يعتاد الأطفال على فكرة الإقصاء والعنف كوسيلة لحل النزاعات، مما ينعكس سلبًا على سلوكياتهم في الحياة اليومية.
4_ الضغط النفسي: يتطلب اللعب دور المستذئب التظاهر والكذب، مما قد يسبب ضغطًا نفسيًا على من يتقمص دوره و من المحتمل أن يشعر الأطفال بالقلق من عدم قدرتهم على إخفاء هويتهم أو عدم رضا الآخرين عن أدائهم في حال ممارسة اللعبة على أرض الواقع وتقليد فكرة البرنامج.
ومع اقتراب موعد عرض البرنامج الذي يصلح لفئة البالغين لا الأطفال، فنحن نتساءل عن كيفية تعامل القناة ومعدو البرنامج مع هذه التحديات المحتملة، خصوصا وأن القناة تحظى بشعبية كبيرة.
ويبقى السؤال: هل ستنجح القناة في تقديم محتوى يحقق التوازن بين الترفيه والتعليم، أم أن الآثار السلبية باستنستاخ أفكار لبرامج غربية وعنيفة ستفوق الفوائد خصوصا في ظل عدم فرض الرقابة على محتوى البرامج الموجهة للأطفال من قبل السلطات المعنية؟
للإشارة، فقد تطرقنا إلى هذا الموضوع، وقمنا بتحرير هذا المقال من باب الانتقاد، كما أن حق الرد مفتوح وشكرا