كارثة خنشلــة وأخواتهــا.. تهتفُ لن نمــُـوت مـــرّتيــــن
لقد تغيّــر كل شيء من حـولنــا… تغيّـــر المنظـــور الذي نطـــلُ من خلالـــه على الوطن والعالم… تغيّـرت السلوكيات، العلاقات، الإهتمامات الأولويات، والممارسات…! الخوف الشديد من استمرار هذا التغيّـر السلبــــي وانتشاره مع دخـــان غابــات الأشجار الشامخة بشكل
لا رجعة فيه…! هذا التغيير له علاقـة بقدسيّة ثورة التحــرر ومعركة الوعــي الجماهيري…! عبر وسائل التحريض وأساليب الإنتقـــام البشعة…! بصراحة التغيير الإيجابـي المنشُــود فـي الحقيقة ليس سهلاً…! لأنه لا يُرضي إعداء الشعب والوطن…! لكنه يحتاج فقط إلى حكمة وشجاعة الرجــال الأشاوس لقبولــه وبناء أسسه المتينة.. والتعايش معه دون الوقوع في الرفض أو الحنين المُفرط لحكايات الماضي.. وأساطير البطولات الوهمية…‼️
فــي زحمة الحرائــق المُتراكمة التي طالت أدغـال غابات وكنوز شموخ الأوراس “خنشلة وأخواتها المحروقة “هذا الأسبـوع… وربما لا تزال القائمة المستهدفة تشمل المرافق، المؤسسات، البنية التحتية، الأرشيف وغيرها من مُكتسبات الوطن والمواطنين بهدف إسقاط وتدمير كل
ما هو جميل في الجمهورية المستقلة.. فـي وقت بلغ فيه إجمالـي السكان (45) مليون نسمة هذا الشهر… المُصاحب لإرتفاع عدد البطالين.. المحرومين.. المهمشين.. والضحايا المفجوعين من إرهاب الحرائق وتهديدات الفيروس القاتل… هؤلاء الذين يحملون جراحهم ومعاناتهم… ويصرخون أمام ضمير السُلطة لحماية ممتلكاتهم وتوفير الأمن والأمان… مُرددين بصوت عالٍ نداءات.. لن نمــُــوت مرّتين…‼️
لقد أعطى شباب المناطق المُلتهبة “رجـــالاً وحرائــر وأطفــــال”
دروس في التضحية والمقاومة لمواجهة الشدائد بالنفس والنفيس..
ما أشبه أشاوس الأمس الخالـد.. بأبطــال اليوم…!
أيها الشعب الأبـي.. لا تؤجل حياتك.. ولا تُدمــر بــلادك.. فمن يؤجل حياتــه يُفسد سعـــادة العمر كله بــلا فــائدة…!
أيها الشباب الواعـي.. من يخرب وطنه لا يستحق الحياة.. لذلك عليك أن تحمــيه وتفديه وتُعمّره وأنت لا تــــزال شابـــاً…!
يبقى الأمل فـي أركـان السُلطة النّزيهة.. لفــــكّ طلاسم الحرائق الغابية المُفتعلة.. والجرائم الإنسانية والإدارية المتكررة…! لأن كافة الوطنيين الجزائريين المخلصين يتساءلون.. متى سينتهي الإستجواب..؟ لإعــــــدام المُتسببين فـي تعاسة الشعب.. والوطن…‼️
فخور جدًا بوعيكم وتضحياتكم وتفاعلكم ياصُنّاع المجْد والسيَادة..!
بقلم البروفيسور عبـــاس جمــال