كلمة وزير الاتصال كاملة بمناسبة انعقاد الدورة ال 21 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس

كحلوش محمد

شارك اليوم وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر في أشغال الدورة الـ 21 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس.

وفيما يلي كلمة الوزير بلحيمر كاملة:

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،

معالي ………. ممثل الحكومة التونسية

سعادة الاستاذ عبد المحسن العواش، رئيس اتحاد الاذاعات العربية

سعادة المهندس عبد الرحيم سليمان، المدير العام لاتحاد الاذاعات العربية

أصحـاب المعالـي،

أصحـاب السعـادة،

السيـدات والسـادة

الســلام عليكـم ورحمــة الله تعالــى وبركـاتـه

نجتمع اليوم، في جو احتفالي بهيج، يعكس أجواء التضامن العربي ويعزز أواصر الأخوة والتلاحم بين الشعوب العربية وفي كنف جامعة الدول العربية، وفي حضور قامات الفن والابداع.

و لا يسعني إلا أن أعبر لكم عن الاعتزاز الذي يغمرني وأنا بينكم، على ارض تونس الخضراء المضيافة، وفي رحاب اتحاد اذاعات الدول العربية التي نسعى جاهدين إلى تعزيز موقعها ضمن المنظمات الفاعلة، والتي تحرص على تطوير هذه التظاهرة من دورة إلى أخرى، حتى تضطلع بمهمتها النبيلة المتمثلة أساسا في الرقي بالمشهد الإعلامي العربي وتطويره.

والشكر موصول لكل القائمين على تنظيم هذا المهرجان، في اتحاد الاذاعات العربية، خصوصا مؤسستي الاذاعة والتلفزيون التونسيتين، اللتين وُفقتا  في الإعداد والتنسيق لانعقاد فعاليات هذا المهرجان المبارك، الذي يتناول أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الإعلام العربي. ويبحث تحديات الإعلام العمومي في ظل انفجار عديد القنوات الخاصة والوسائط الجديدة، أزمة الصحافة المكتوبة، والتدريب وإعادة تأهيل الموارد البشرية.

ولا يفوتني الترحيب بمشاركة جمهورية الصين الشعبية الصديقة في الدورة الخامسة على التوالي، متمنيا تواصل مشاركتها معنا وتوسيع مجال المشاركة لكل الدول الصديقة والشقيقة.

وادعو الجميع الى الوقوف وقفة ترحم على روح فقيد الفن الجزائري الراحل رابح درياسة، فنان من الرعيل الأول وعمود من أعمدة الأغنية الجزائرية الأصيلة خلف مسارا فنيا ثريا جدا وأرخ لتاريخ الجزائر وفنها من خلال أغانيه التي عملت أيضا على لم شمل الجزائريين على الاتحاد والتضامن وحب الوطن.

أصحـاب المعالـي

أصحـاب السعـادة،

السيـدات والسـادة،

تتزامن الدورة الحادية والعشرون للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون هذا العام مع الذكرى 40 لميلاد هذه التظاهرة الإعلامية العربية العريقة وهي تُقام هذا العام تحت شعار “التواصل والتجديد”.  التواصل والاستمرارية والتطلع لمستقبل أفضل بالتجديد والتطوير بما يسهم ولا شك في تطوير الاعلام العربي والارتقاء بمستوي مضامينه

كما يتزامن مع انعقاد الدورة الأولى من “مؤتمر الإعلام العربي”، الذي يجمع أبرز الفاعلين في القطاع الإعلامي بكل مكوناته المكتوبة والسمعية والتلفزيونية والالكترونية، ويتدارس أبرز القضايا والتحديات التي يعيشها ويواجهها الإعلام العربي بكل أطيافه ووسائطه.

هذا المهرجان، بما يحتوي عليه من فقرات متعدّدة ومتنوّعة، يمثّل فضاء للتلاقي والتعارف وتلاقح التجارب بين المبدعين على اختلاف اختصاصاتهم، كما يمثّل مناسبة مهمّة للتنافس بين البرامج المرشّحة في المسابقات، وفرصة لتطوير المعارف، والاطلاع على آخر الابتكارات في المجال التكنولوجي

أصحـاب المعالـي،

أصحـاب السعـادة،

السيـدات والسـادة،

 

إننا نشهد يوميا تدفقاً إعلامياً رهيباً على مجتمعاتنا، يحوي رسائل متنوعة الأشكال ومرتكزة على دعائم تكنولوجية متجددة.

 

إن واقع الاعلام الرقمي العربي يدفعنا الي ضرورة اتخاذ خطوات جادة،  من اجل خلق البدائل العربية. ففي زمن التطور الهائل لثورة التكنولوجيا الرقمية ، وفي ظل التحديات الإعلامية الراهنة و التطور المذهل لشبكات الاتصال و التواصل الاجتماعي التي تزاحم الإعلام التقليدي بما توفره من أدوات بسيطة وفورية وقليلة التكلفة في نقل المعلومة والاستحواذ على اهتمام الجمهور، يتعين على وسائل الإعلام التقليدية العربية التي  تعيش أزمة وجود غير مسبوقة رفع التحدي من خلال تجديد تعاملها مع الإعلام .

 

ومن هنا يظهر أن خيار التجديد يفرض نفسه على وسائل الإعلام العربي حتى تضمن المؤسسات الإعلامية استمراريتها ، ومما لا شك فيه ان بعض وسائل الاعلام العربية قد نجحت بشكل ملحوظ في خوض غمار المنافسة عبر مختلف وسائطها الإعلامية، ولكن يبقي هذا التقدم ناقصا وعاجزا امام تحديات الفضاء الإلكتروني الذي يحتاج الاستثمار فيه الى إمكانيات ضخمة وبرامج استراتيجية على النطاق الإقليمي.

 

إن الإعلام مدعو، بالنظر إلى المهام النبيلة المنوطة به، إلى تعزيز التواصل العربي في كنف الحرية والحوار، وخوض غمار تجديد الخطاب الاعلامي في الزمن الرقمي، اولا لضمان الاستمرار ية خاصة مع استحواذ وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمام ومتابعة الجمهور، وثانيا لمواكبة العصر الرقمي والاستفادة من خصائصه ومزاياه، حيث أنّ تطوير المحتوى وتحقيق المصداقية والجودة يبقيان سلاح الإعلام للحفاظ على مكانته ومواجهة تحديات الرقمنة.

 

وبالفعل، تتجلى نتائج هذا التأثير في سلوكات المتلقى العربي وردود أفعاله إزاء قضاياه القومية وتلك المطروحة، بشكل أشمل، على العالم كله، خاصة لما يتعلق الأمر بالتصدي لمروجي الكراهية والإجرام والإرهاب.

 

لدينا كمين مقاومة وتنمية يتمثل في :

 

تقاسمنا اللغة الرابعة الأكثر استعمالاً في الانترنت (بعد الإنجليزية والصينية والاسبانية)

وأيضاً في الاستثمار منذ أربعون سنة في تكثيف وتعزيز حركية التبادل والتقارب في إطار منظمة مؤسسات السمعي البصري العربية

وأخيراً في التمسك بروح وآليات الحوار ضمن الجامعة العربية

المرجعية اللغوية وأُطر التعاون السياسي والمهني بشكل قاعدة أصلية لرفع تحديات القرن الواحد والعشرون.

 

أصحـاب المعالـي،

 

أصحـاب السعـادة،

 

السيـدات والسـادة،

 

إن التطور السريع الذي تشهده مجتمعاتنا يملي علينا التحلي بيقظة آنية واستجابة ملائمة، شكلا ومضمونا، لمتطلبات هذا التطور من الناحية الإعلامية.

 

كما يحتم علينا اعتماد مقاربات وآليات مجدية لقياس جدوى سياساتنا الوطنية والقومية وتجديد أساسيات الحوار ومخاطبة الآخر بما يحقق الفائدة للجميع.

 

والمؤكد أن هذا المسعى ينبغي أن يندرج ضمن مسعى أكثر شمولية يأخذ بعين الاعتبار ترابط الاتصال بالتنمية بمفهومها الواسع وبمختلف أوجه الحياة.

 

وفي الأخير لا يفوتني أن أهنئ الجميع في أسرة الاعلام العربي، على تدشين الفندق الجديد الذي أقامه الاتحاد بالقرب من مقره في العاصمة التونسية، ليكون حلقة جديدة من حلقات تطور الاتحاد ولبنة اخرى في تعزيز الاعلام العربي المشترك.

 

ختاما، أود أن أجدد تشكراتي لكل القائمين على  تنظيم هذا المهرجان، وعلى رأسهم الأخوة في الاتحاد وكذا السلطات التونسية، مقدرا كل التقدير مستوى التعاون الوثيق الذي يطبع علاقة الاتحاد بمؤسسات قطاع الاعلام الاتصال والناشطين في مجالات الاذاعة والتلفزيون عبر كافة الاقطار العربية وكذا المتعاملين والمتعاونين من مختلف أقطار العالم.

 

شكرا لكم،

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

شارك المقال على :