لاعب ترجي مستغانم توفيق عدادي كان آخر ضحاياها…ظاهــرة شتـــم اللاعبين والمدربين تتفاقم في الملاعب الجزائرية

تتواصل في الملاعب الجزائرية الظاهرة المشينة التي تتعلق بشتم اللاعبين والعنف اللفظي التي يتعرض له الفاعلين في كرة القدم، وكان آخر الضحايا توفيق عدادي لاعب نادي ترجي مستغانم، الذي أعلن مغادرته وطالب من إدارة الفريق أوراق تسريحه في ظل الضغط الرهيب الذي يعيشه رفقة زملائه من قبل الجماهير. وفي حادثة مؤسفة ومؤسفة، تكررت هذه المرة بملعب الشهيد بومزراق بالشلف، حينما تعرض اللاعب توفيق عدادي للشتم بوالدته من طرف بعض جماهير ناديه ترجي مستغانم الغير رياضية التي صبت جام غضبها بعد هزيمة النادي في الجولة 12 بثنائية نظيفة أمام جمعية الشلف، وقد عبر متوسط الميدان عن استيائه العميق من هذه الحادثة، ذهب إلى حد المطالبة بأوراق تسريحه، أين منح الإدارة مهلة أسبوع واحد لتسهيل مهمة مغادرته، مؤكدا بأنه لن يطالب باي تعويضات مالية فقط للتخلص من الضغط الذي يعيشه وتعرضه للعنف اللفظي على غرار رفقاه.

وقال عدادي في تصريحات مساء السبت بعد المباراة: “نعلم أن وضعية الفريق تأزمت كثيرا، خاصة بسبب الضغط السلبي المفروض على اللاعبين، وشخصيا لم يسبق لي أن عشت هذا الضغط مع أي فريق لعبت له خلال 16 سنة في الدرجة الأولى”، وأضاف: “أنا هنا اليوم لأتكلم عن نفسي، ولا أمثل أي أحد، أؤكد أنني لن ألعب مجددا لفريق ترجي مستغانم، لأنني فقدت رغبة اللعب في هذه الظروف، فلا يعقل أن تشتم والدتي في الملعب دون سبب”، وتابع: “أطلب من إدارة النادي أن تمنحني وثائق تسريحي في ظرف أسبوع، وأنا متنازل عن كامل مستحقاتي، ولن أطالب بأية تعويضات، وفي حال حدث عكس ذلك، سأواصل التدرب مع الفريق مع تلقي كامل رواتبي”، وختم: “الانتقادات جعلت الشك يدب في نفوس اللاعبين، وسأقول لهؤلاء الذين شتموني، لديكم أسبوع للضغط على الإدارة، وإقناعها بمنحي وثائق تسريحي”.

وانتشرت ظاهرة السب والشتم بصورة رهيبة في الملاعب الجزائرية خلال الموسم الجاري على وجه الخصوص، في سلوك مشين ولا يمت إلى الدين والأخلاق والتربية بأية صلة، ليكون اللاعبين والمدربين والمسؤولين في الملاعب عرضة لهذه التصرفات التي أصبحت تؤدي إلى استقالة المدربين على غرار ما حدث مع المدرب السابق لترجي مستغانم شريف حجار الذي أعلن بعد مباراة فريقه أمام أولمبيك أقبو، مغادرة الفريق عقب شتمه من طرف بعض الأنصار، وبدوره، كان مدافع اتحاد بسكرة، عادل لخضاري، قد أعلن قراره باعتزال الميادين، بعد شتم والدته بملعب العالية، بمناسبة مباراة فريقه أمام جمعية أولمبي الشلف، قبل أن يتراجع عن قراره ويعود بعد إلحاح زملائه وإدارة الفريق.

ويعتبر حراس المرمى الأكثر عرضة لهذه التصرفات الغير أخلاقية، حيث تشتم أمهاتهم في مختلف الملاعب والمباريات، في كل مرة يقومون فيها بإرجاع الكرة إلى الميدان.

ورغم الدعوات والحملات المتكررة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من نشطاء، إلا أن الظاهرة لم تشهد أي تراجع خلال الموسم الحالي وفي مختلف الملاعب والأقسام، ما يستدعي دق ناقوس الخطر لوضع حد لهذا السلوك الذي يستبيح الأخلاق العامة وديننا الإسلامي الحنيف، والذي يستدعي الردع عبر تطبيق القوانين الجزائرية التي تعاقب على السب.