لاعب مولودية البيض سيديري محند يـدّق ناقوس الخطر ويؤكّد لـ “دزاير توب”: “لم نتلق أجورنا منذ 10 أشهر.. ومحــبو الفريق دعمونا ماديا للانتقال إلى العاصمة”

دقّ لاعب مولودية البيض سيديري محند، ناقوس الخطر بخصوص الوضعية الصعبة التي يتواجد فيها الفريق في بداية الموسم الجاري وذلك في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالنادي، مؤكّدا أنه وزملائه لم يتقاضوا أجورهم منذ 10 أشهر كاملة، وبالرغم من ذلك، يقدمون كل ما في وسعهم ويمنحون كل ما لديهم من أجل تحقيق البقاء ضمن حظيرة الكبار.

واستهل سيديري محند الذي حلّ ضيفا على برنامج “دزاير سبور” على قناة “دزاير توب” الإلكترونية، حديثه عن الفوز الأخير الذي حققه الفريق أمام نادي شباب بلوزداد يوم السبت الماضي، بثلاثية مقابل هدفين، لحساب الجولة الرابعة من الرابطة المحترفة الأولى، مؤكّدا أنّ عزيمة اللاعبين هي من صنعت الفارق، وقال: “حضرنا لمواجهة شباب بلوزداد مثل بقية المواجهات، وحتى اللقاءات التي انهزمنا فيها كنا نحضّر بنفس الطريقة”، مشيرا أنّ مشكل التحضيرات الصيفية هو ما أثّر على المولودية في بداية الموسم الجاري بعد تعرضه لـ 3 هزائم في 3 مباريات متتالية: “المشكل في مولودية البيض هو أنّنا لم نخض تحضيرات مثل باقي الفرق، وكنا نواجه مشكلا كبيرا في إعداد الفريق الذي تغيّر بنسبة كبيرة”، وواصل “أجرينا التحضيرات بين البيض والعاصمة، واجهنا صعوبات كبيرة في خوض اللقاءات الودية في ظل غياب المنافسين الذين كانوا جلهم في الخارج وحتى فرق القسم الثاني، لعبنا مباراتين فقط إلى جانب لقاء تطبيقي”، وأردف سيديري “مع وفاق سطيف واتحاد بسكرة وحتى اتحاد العاصمة، خسرنا بصعوبة ورغم ذلك كانت لدينا طريقة لعب، والحمدلله وفقنا الله من أجل تحقيق أول فوز أمام شباب بلوزداد ونأمل في أن تكون بدايتها القوية”. وواصل حديثه قائلا بخصوص مواجهة بلوزداد: “كنا مؤمنين بأنفسنا، لكن أي شخص لم يكن يتوقع هذه النتيجة خاصة بعد مرور ثلاث جولات دون تسجيل أي هدف، والمدرب كان له الفضل الكبير، فبعد دخولنا إلى غرف تغيير الملابس بين الشوطين، والنتيجة متعادلة بـ 2-2، منحنا التعليمات لتسجيل الهدف الثالث وهو ما كان بعد 10 دقائق فقط من بداية الشوط الثاني”

“مولودية البيض تعاني ماليا في صمت ”

وفي ذات الصدد، أكّد ضيف “دزاير توب” بأنّ فريق مولودية البيض يعاني من أزمة مالية خانقة تهدد بقاءه في الرابطة المحترفة الأولى قائلا “فريق مولودية منذ الموسم الماضي، وهو يعاني ماديا، أي منذ النكسة التي أدت لوفاة الحارس ومساعد المدرب وهو يعاني، لكن هذا الموسم وصل إلى الأزمة المالية أصبحت كبيرة جدا في ظل غياب الدعم، والرئيس وجد نفسه وحيدا وينفق من أمواله الخاصة، والفريق لن يستطيع المواصلة بدون تدعيمات”، وأكمل حديثه “حينما تجد أن لاعبا لم يتقاض أجره منذ 10 أشهر، ولا زال يقدم ما عليه تدرك أنّ الثقة كبيرة بين اللاعبين والإدارة، هذا الموسم لم يتقاض أي لاعب أي سنتيم، والمرة الماضي اضطررنا لوضع الأقمصة على الأرض لأنّ “الموس لحق للعظم”، لم نجد مكانا للمبيت في العاصمة، وحتى محبي الفريق هم الذين قدموا بعض الدعم للفريق من أجل القدوم إلى العاصمة وخوض مواجهتي الاتحاد وشباب بلوزداد”.

وأشار سيديري إلى أنّ المدرب فؤاد بوعلي يجد صعوبة كبيرة في التدريبات بسبب معنويات اللاعبين المنحطة بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المادية “حتى المدرب الذي مهمته هي التدريب، أصبح بمثابة طبيب نفسي، يحاول رفع معنويات اللاعبين، وإعادة الحماس لهم،رغم أن اللاعبين يتنفسون بالأموال، ومع ذلك تجد نفسك 10 أشهر بدون اجر”، معبرا عن آماله في مواصلة النتائج الإيجابية وتحقيق فوز جديد في المواجهة القادمة التي تنتظر الفريق أمام نجم مقرة يوم الجمعة المقبل لحساب الجولة الخامسة من البطولة الوطنية.

“أطمح لتشريف عقدي مع البيض ومساعدة الفريق على تحقيق البقاء”

وعن أهدافه مع الفريق خلال الموسم الجاري، قال اللاعب السابق لنادي اتحاد الحراش: “سأعمل على تشريف عقدي مع نادي مولودية البيض، وتقديم كل ما لدي من أجل تحقيق الهدف الرئيسي وهو الإبقاء على الفريق في المحترف الأول”.

“لهذا السبب فضلت العودة إلى الجزائـــر على اللعب في السعودية”

وعرّج ذات المتحدث، للحديث عن تجربته القصيرة في السعودية، من بوابة ناج “وج” الناشط في الدرجة الثانية (تعادل الدرجة الثالثة)، مشيرا أنّه فضّل العودة إلى الجزائر من أجل إعادة بعث مشواره مجددا قائلا: “كل لاعب وطموحاته، هناك أمور يجب تجاوزها والتضحية بها، فمثلا اللعب في الدرجة الثانية من الدوري السعودي معناه أنك تقضي على مشوارك، ولإعادة إحيائه مجددا في الدوري الجزائري يكون الأمر صعبا جدا”، مضيفا “وبالتالي فأمامك خياران، إما أن تنتقل إلى السعودية من أجل تحسين وضعيتك المادية وينسى اسمك في الدوري الجزائري أو التضحية والعمل على فرض نفسك هنا في البطولة المحترفة أحسن”.

“كنـــــت قريبا من نادي مولودية الجزائر ولكــــــن … ”

وعلى صعيد منفصل، كشف نجم مولودية البيض سيديري محند، أنّه كان قريبا جدا من الانتقال إلى نادي مولودية الجزائر في وقت سابق، لكن المفاوضات لم تسر وفق ما هو مخطط له، وأوضح: “أول من اتصل بي هو ابراهمي شاوش حينما كنت في اتحاد الحراش، كنت قريبا جدا من التوقيع لنادي مولودية الجزائر، لكن حدثت بعض الأمور التي حالت دون التحاقي بالمولودية، وأنا الآن مع مولودية البيض سأعمل على تطوير نفسي وتقديم أفضل ما لدي”

وفي ختام تصريحاته، وجّه سيديري محند، نصيحة للاعبين الصاعدين من أجل تسيير مشوارهم الرياضي، داعيا إياهم لتطوير أنفسهم جيّدا مع الفرق الصغيرة وعدم حرق المراحل، مشيرا “شاهدنا الكثير من اللاعبين الذين مروا في القسم المحترف الأول، حرقوا المراحل بعدما لعبوا في فرق كبيرة وعاشوا ضغطا كبيرا”، وواصل “لا تنسى أنّ البطولة الوطنية فيها ضغط كبير، حتى ولو كانوا يمتلكون الإمكانيات لكن الضغط العالي في الفرق الكبيرة يؤثر عليهم ويمنعهم من تقديم كل ما لديهم”، ليختتم “بالنسبة لي أفضل شيء للاعبين الصاعدين هو الانتقال إلى الفريق الصغيرة التي تمنحهم فرصة البروز، وبعدما بإمكانهم اللعب في الفرق الكبيرة والاعتياد على الضغط”.