لا يستحقون الثقة… بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع

لم نلم الناس على غدرهم، على خيانتهم، على قلة معروفهم؟

دائما ما نعيد نفس الحروف والسطور وسرد نفس الجروح والطعنات أيضا، لم نتعلم من أخطائنا، لماذا نعيد في كل مرة نفس الخطأ وهو منح الثقة؟

هل تعلمون ما سبب مشاكلنا؟ وسبب ما نحن فيه الآن من لوم وتحسر ووجع، كل هذه المشاعر المؤلمة أسبابها مختصرة في كلمة وهي الثقة، كلمة واحدة مختصرة من أربع حروف لكنها دمرت حياة الملايين، هذه الثقة العمياء التي يعتبرها البعض سذاجة.

ألم يحن الأوان كي نستيقظ من وهم الثقة العمياء في عالم الناس، في عالم أصبح لا إنسانيا، في عالم البقاء فيه للأقوى، في عالم لا يحترم الضعيف لماذا نقدم الأسلحة التي تدمرنا بأيدينا؟

لماذا نسمح للوجع أن يقتلنا فقط بسبب وثوقنا بالناس؟

لا يوجد أحد أفضل من الآخر كي يعذب غيره فقط بسبب ثقته فيه، وإذا كانت هذه الثقة هي سلاح المدمر لماذا نثق من الأساس؟

لا يجب أن نقدم للآخرين نقاط ضعفنا وزمام أمورنا ثم نلوم فيما بعد، فلن ينفع حينها الندم ولا الشكوى لأنها لن تخفف هذا الشعور بالألم والقهر وسيظل هذا الألم متلازما لحياة الشخص الواثق جدا في الآخرين وستظل جراحه تنزف إلى ما لا نهاية.

فماذا نخسر عندما نفكر قبل أن نثق لأن الثقة جوهرة لا يستحقها أي  كان والمواقف هي من  تصنع هذه الثقة وليس كثرة الكلام والوعود الزائفة والخدع والأكاذيب، لذلك فلنتعلم أن الثقة لا يستحقها أي كان ويبقى هذا سؤالنا الباطني هل يستحق ثقتي؟

هل مواقف هذا الشخص كافية كي أثق به؟

يجب أن نفكر في حقيقة كل شيء قبل أن نقدم الثقة العمياء في طبق من ذهب.

المواقف هي من ستحفزنا لكي نعطي ثقة لشخص دون الآخر وليست كثرة الخطابات الزائفة الخالية من المصداقية وحتى الثقة يجب أن تقدم بشكل نسبي وتدريجي وليس مطلقا كي لا نقع في شباك الخداع والأوهام التى لا صلة لها بالواقع.