لامية العرب… سلسلة ثرية أبهرت المشاهد العربي
تعززت الساحة الإعلامية والثقافية العربية والعالمية ببرنامج ثقافي خرج إلى الوجود مطلع هذه السنة على القناة الثقافية، وهي محطة فضائية سعودية ثقافية تبث باللغة العربية، التي تتبع لمجموعة “MBC”.
وانطلقت القناة، في بث برامجها من المملكة العربية السعودية، في 23 سبتمبر الماضي، تزامناً مع اليوم الوطني السعودي، وهي قناة نابضة بالحياة جاءت لتعريف العالم بجمال وغنى الموروث الثقافي السعودي، العربي والعالمي.
ويتعلق الأمر هذه المرة ببرنامج “لامية العرب” الذي نال حصة الأسد من نسبة المشاهدة لدى المتابعين، لمقدمه الدكتور والصحفي والباحث الانتروبولوجي عبد اليحيى، الذي ذاع صيته من خلال إعداده وتقديمه لبرنامج “على خطى العرب الشهير والمتألق”.
ومن المعروف أن لامية العرب هي قصيدة تنسب لشاعر الجاهلية الشنفرى، دون سواها من لاميات شعر الجاهلية، التي تناولها مشاهير الأدب واللغة بالشرح والتحليل، ومنهم الزمخشري والمفضل الضبي والمبرد وغيرهم، كما أعجب بها المستشرقون، فترجمت إلى الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية واليونانية، ولعل من أسباب ولع الأدباء والمستشرقين بها جزالة ألفاظها، وتعبيرها الصادق عن حياة الإنسان العربي في الجزيرة العربية، وأخلاقه الراقية زمن الجاهلية، وعن حياة الصعاليك على وجه الخصوص.
وهو ما تناوله بتحليل واقعي وبإثراء مقدم البرنامج الدكتور عيد اليحيى في الحلقة الأولى من هذه السلسلة الثقافية، والذي جاء تحت عنوان ظاهرة الصعلكة، إذ تناولها بأسلوب عصري أعاد بعث قيمتها من رميم وبصورة مبدعة تأخذ بخيال المشاهد إلى ثراء اللغة العربية وإرث المملكة السعودية المتنوع، وتجعله يتشبع بالمعرفة ويفتخر بالإنتماء إلى الأمة العربية، ويقف على جوانب من تاريخها المشرق وتدفع به إلى مزيد من الاهتمام والتثبت بقيم حضارتنا العربية والإسلامية في ظل زخم عصر التكنولوجيا والعولمة.
كما ثمن المسلسل في عدده الأول قيمة بيئة هؤلاء الشعراء في مجتمعاتنا العربية أنذاك من خلال أخلاق وقيم ومعايير ولدت من رحم مخيال معاناة شعراء البادية وما تميزت به حياة الصعلكة تحديدا، حيث بقي أثرهم ذو بعد إيجابي مغروسا ومحفورا بشموخ رغم تغيير الألفاظ لمعناها الأصلي في بعض اللهجات.
في انتظار ما سوف تأتي به الحلقات القادمة من هذه السلسلة الثقافية الواعدة، يبقى المشاهد العربي يتلهف شوقا للإطلالة القادمة لمقدمه الدكتور عيد اليحيي، الذي عرف بأسلوبه المستمد من شهامة إبن القبيلة العربية، والذي يعرف كيفية جعل المشاهد يسافر بخياله معرفيا إلى تفاصيل تعزز رصيده الثقافي والأدبي.
علي مكاوي