يتساءل كثير من المتابعين – ومن حقهم ذلك- عن مدى حقيقة أن تكون “دزاير توب” أول قناة إلكترونية في الجزائر، وما إذا كان ذلك من قبيل استخدام شعار مختلف عن المألوف، تماهيا مع فكرة “خالف تعرف” ولو كان ذلك بالادعاء والزعم. في هذا المقال سنستعرض تاريخ هذا الشعار؛ من أين بدأ وكيف أصبح وماذا أنجز، لعلّنا نقنع القارئ بإجابة على هذا التساؤل، لا نحاول من خلالها سوى نقل الحقيقة كاملة كما هي.
إنّ شعار “أول قناة إلكترونية في الجزائر” الذي ترفعه مؤسسة “دزاير توب” الإعلامية ليس ادّعاءً أو زعماً، ولا هو محاولة لركوب الموجة وتحقيق الترند أو الحصول على ما لا نستحق من الثناء والمدح، كما أننا لم نعثر على هذا الشعار بطريقة العصف الذهني واختيار أحسن شعار بعد مسابقة مفتوحة للمبدعين في صياغة الشعارات، بل إنّها الحقيقة كما هي بالدليل والبرهان، نعم “دزاير توب” هي أول قناة إلكترونية في البلاد.
البداية كانت في 2018، حين تمّ إنشاء مؤسسة “دزاير توب” الإعلامية بروح تواقة إلى استخدام الوسائط الإعلامية الجديدة والانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي، فكان اختيار كلمة « TUBE » ذا مدلول يقصد المغزى منه جيّدا، فهو لم يكن اعتباطيا؛ فرضته ضرورة انتقاء إسم جذاب لمؤسسة إعلامية وليدة تشق طريقها بعزم وهمة نحو قمة المجد، بل كان يدلّ على الاعتماد بشكل أساس على الفيديو كوسيلة لصناعة المحتوى الصحفي والتواصل مع الجمهور الجزائري في فترة اتسمت بالتوسع الكبير في استخدام الهواتف الذكية، ولعلّ اللوغو الذي استُخدم مع تلك البداية والذي كان يحمل الشعار وتوجد به صورة شاشة بداخلها كلمة « TUBE »، كان يعبّر بصدق وبطريقة مبتكرة عن شعار “دزاير توب أول قناة إلكترونية في الجزائر”.
ومنذ ذلك الحين الذي صارت فيه “دزاير توب ” أول قناة إلكترونية في الجزائر وهي تصارع من أجل الاستمرار في ساحة إعلامية لم تكن وقتها تعترف سوى بالقنوات الفضائية، في ظلّ المنظومة السياسية القديمة التي حملت الكثير من المساوئ تجاه القطاع ومن بينها تأخرها في فتح فضاء رقمي والوقوف على تنظيمه وتأطيره، ورغم ذلك لم تخجل “دزاير توب” التي كانت تنشط بسجل تجاري “بوات كوم” في أن تضع ميكروفونها وسط تلك القنوات التي كانت هي الأخرى في بدايتها، لأنّ طاقمها الشجاع كان يحدوه عزم كبير، وقد كان مسلّحا بإرادة فولاذية لخوض هذه التجربة الجديدة المحفوفة بمخاطر لا تنتهي، فكان التحدّي الذي رفعه مع شعاره الواعد والطموح صمام الأمان ضدّ أي فشل قد يكون محتملا.
وكان النجاح المبدئي والكبير الذي حققته “دزاير توب” يتمثل في اقتحامها لباب موصد في طريق يؤدي إلى المجهول، ما أتاح الفرصة لقنوات إلكترونية أن تتشجع وتسير فيه بدون خوف من الإخفاق أو أي عقدة نقص، فكان أن صنعت “دزاير توب” النواة الأولى لمجال القنوات الإلكترونية وبذرت بسواعد طاقمها العامل أولى بذور إعلام الديجيتال، الذي أصبح ضمن أبجديات مهنة الإعلام من يومها.
لم يكن همّ “دزاير توب” وهي ترى المزيد من القنوات الإلكترونية تظهر في الساحة الجديدة أن تجعل من شعار “أول قناة إلكترونية” مدعاة للفخر أو الأنانية أو التعالي على شقيقاتها في هذا العائلة الجديدة، على العكس من ذلك تماما، فإيمانها العميق بأن الجزائر تسع الجميع وبمبدأ المنافسة الشريفة وسعيها الحثيث لخلق قيمة مضافة يتطور الوطن من خلالها، كان دائما محفزا لها على تشجيع إنشاء قنوات إلكترونية جديدة، ولا يؤثر عليها سلبا أن تصبح بالآلاف طالما أنها تخوض تجربتها الخاصة بشغف وقلب سليم من أيّ حقد أو حسد.
ومنذ سنة 2018 تاريخ إشهارها لشعار “أول قناة إلكترونية في الجزائر” كانت “دزاير توب” ولا تزال، في انسجام كبير مع هذا اللوغو الخاص بها والمليء بالتحدي، فجاءت النتائج متناغمة مع مجهود حثيث للتربع على قمة الإعلام الرقمي، ومن يومها و”دزاير توب” تحقق أعلى المشاهدات بين المتابعين، وهذا هو الجواب على كلّ من يطرح السؤال المشروع: “لماذا دزاير توب هي أول قناة إلكترونية في الجزائر مثلما تدعي؟”؛ لأن التاريخ يؤكد على ذلك والواقع يتحدث عنه بكل بساطة، هذا هو جوابنا.
لقد سارت قناة “دزاير توب” الإلكترونية على درب الموقع الذي انطلق في سنة 2014، في سبقه للعديد من المواقع الإلكترونية في الساحة، ليس فقط من حيث تاريخ التأسيس بل من حيث نشاطه وتطوره، حيث أصبح ينشر بثلاث لغات؛ العربية والإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى تخصيصه لحيز كبير منه للمجال الرياضي وانفتاحه على شريحة الشباب، الذين يسهر على خدمتهم طاقم صحفي شاب مكون من 40 عامل يحصلون على تكوين مستمر في مجال الإعلام، كما أنّ المؤسسة الإعلامية تصدر جريدة رياضية ورقية يتم تحميلها بآلاف النسخ يوميا على موقع “دزاير توب”، الذي مثلت نسخته الإنجليزية إضافة نوعية تقدم خدمة كبيرة للجزائر نظرا لكونها نافذة إعلامية مفتوحة على السفراء والدبلوماسيين الأجانب لدى الجزائر، تزودهم بكل ما يحتاجونه من أخبار عن بلادنا الحبيبة.
واليوم بعد أن أصبحت “دزاير توب” مجمعا إعلاميا صغيرا من حيث حجمه، عملاق بما يحمله طاقمه العامل من طموح لا حدود ولا سقف له، تسعى إدارته جاهدة من أجل تقديم الأفضل للمتابعين وبذل كل ما بوسعها لتشريف الوطن ورفع رايته في فضاء إعلام جماهيري يخدم مصالح الدولة الجزائرية ويُشبع تطلعات شعبها، وفق الرؤية التي وضعها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
بقلم معمر قاني