يعتبر الإنتاج المحلي حلقة حيوية تساعد في تطوير المؤسسات واقتصاد البلاد، وإنطلاقاً من هذا الأساس قام الإخوة بلجوهر بإنشاء مؤسسة مصغرة مختصة في صناعة قطع الغيار الفلاحية بجودة عالمية، مما سمح بخلق مناصب شغل وتشجيع الإنتاج المحلي.
وقال مسؤول الورشة، حكيم بلجوهر، أن الانطلاقة كانت خلال سنة 1997، بوسائل جد بسيطة، والفكرة الأولية كانت ترتكز على تصليح العتاد الفلاحي بحكم الخبرة المكتسبة من والدهم – رحمه الله – هذا الأخير الذي كان يحترف تصليح العتاد الفلاحي وأشغال التلحيم.
وعن ولوج عالم التصنيع، قال المتحدث ذاته لبرنامج “وثبة” الذي ينتجه التلفزيون العمومي، أن ندرة بعض قطع الغيار دفع بنا إلى تصنيعها.
كما أكد بلجوهر، أن العتاد المستعمل في عملية التصنيع هو صنع محلي وقاموا بتصنيعه داخل الورشة، وصولاّ إلى تصنيع القطع غير المتوفرة، ومن ثم دخول مرحلة التصنيع المتواصل وبكميات كبيرة كهدف رئيسي، بدل الاكتفاء بتصنيع قطع منفصلة.
وكشف ذات المتحدث، أن الورشة توفر حالياً 08 مناصب شغل دائمة، كما تصل أحيانا إلى 20 منصباً تماشياً وطلبات السوق.
كما قال مسؤول الورشة، أن الطلبة الجامعيون يجرون دورات تكوينية تطبيقية، مشيراً إلى أنهم يتطلعون إلى إنشاء ورشة خاصة لذات الغرض بهدف توسيع الطاقة الإستعابية لعدد المتربصين، والوصول إلى مرحلة التصنيع الحقيقي والمتواصل.
وأضاف المتحدث ذاته، أنهم اكتسبوا الخبرة في هذا المجال من والدهم، وعملوا على تطويرها، ويريدون تعميمها على كافة المهتمين بقطاع الصناعة، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو إنشاء مصنع متكامل للإنتاج المتواصل، وأنهم استقطبوا أشخاصا ذوو كفاءات عالية قصد إنشاء مركز تكوين ومدرسة في هذا الاختصاص، بحكم أنهم الأوائل في هذا المجال في الجزائر.
وواصل بلجوهر، بالحديث قائلاً أن الطلبيات فاقت قدراتهم على توفيرها كاملةً بسبب نقص الإمكانيات واستعمال آليات تقليدية، قبل أن يكشف عن السر في نجاحهم، والذي هو حسب مسؤول الورشة “الإتقان والتفاني في العمل”، مؤكداً أن ما يتم تصنيعه داخل ورشة بلجوهر يفوق نظيراتها الأجنبية من حيث الجودة نظراً لاستعمال مواد أولية معالجة.
من جهته، قال الدكتور في الهندسة الميكانيكية، جمال مرزوق، الذي تعرف على الورشة منذ أزيد من سنتين، أنه أجرى عدة لقاءات ونقاشات مع مسؤول الورشة، تركزت في مجملها على التصنيع، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن الورشة قد تطورت بشكل لافت في هذا المجال.
كما أوضح مرزوق، أنه يعمل على تقديم استشارات وتوجيهات في عملية التصنيع، لافتاً إلى أنه يتطلع لأن يكون هناك تواصل مباشر بين هذه الورشة والجامعة، وهو الهدف الذي يصبو إليه القائمون على الورشة.
كما كان لميكروفون التلفزيون العمومي، لقاءات مع عمال الورشة، على غرار حمزة بلجوهر الذي يشغل منصب خراط بالورشة، هذا الأخير الذي يتكفل بصناعة القوالب ولوحقها، والملكف باقتناء المواد الأولية، إضافة إلى حسان بلجوهر، والذي يأخذ على عاتقه مهمة تصميم القطع، التصميم الأولي، وتسيير المخزون التابع للورشة.