مافيا الفن… بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع
أصبحنا اليوم في مجتمع نمطي يستهلك القوالب الجاهزة ،مجتمع غريب عن مجتمعاتنا المحافظة،ظواهر تحدث لم نسمع عنها من قبل لكن روجت لها الدراما ،الدراما العربية التى انحدرت إلى مستوى أقل من الصفر ،حيث صورت المرأة في صورة الشيطان و أفقدت الرجل هيبته و قيمته ،فكل الحياة في نظرهم مختصرة على فكرة الرغبات و النزوات ،حيث جردوا الفتاة من عفتها و الرجل من شخصيته
الدراما العربية ككل أصبحت عار من الدرجة الأولى حيث تطرقت إلي قضايا لا أخلاقية.
حيث جردت المرأة من طابعها الإنساني و الأخلاقي و ألبستها قناع الشيطان ،اليوم يروجون لفكرة المرأة متعددة العلاقات و إلى الخيانة الزوجية و يسممون بها مجتمعاتنا الشرقية بأشياء نرفضها و أخلاقنا و معتقداتنا ترفضها ،فيعطون الحق للحبيب على حساب الزوج و روجوا فكرة ان الخيانة حق للمرأة مثل الرجل متناسين أن خيانة المرأة تولد الكوارث و المصائب، حتى انعكست هذه القذرات على مجتمعاتنا سلبا و أصبحت متفشية مثل الفيروسات حتى أن الشباب لم تعد تهمهم المرأة المحترمة بل يركضون وراء المرأة التى روجت لها الدراما لا لشئ إلا من أجل النزوات لأنهم استهلكوا كل ما تروج له الدراما العربية بدون وعي للعواقب.
ماذا يختلف صانعي هذه الأفكار المدمرة عن المافيات و عن تجار المخدرات ،هؤلاء جريمتهم أقذر هؤلاء سمموا أفكار و عقول شبابنا ،هؤلاء صنعوا جيل فاسد أخلاقيا و فكريا و اجتماعيا ، هذا أصبح إرهاب لكنه بطريقة أقذر حيث دمروا مجتمعنا من العلم و الثقافة و زرعوا بداخله التفاهات و دمروا حياة العديد من الناس و افسدوا عقول الشباب بمشاهد و تصرفات خادشة للحياء ،حيث تجاوزوا كل القواعد الأخلاقية و الإجتماعية و لوثوا الفن الراقي و تاجروا به في أسواق رخيصة جدا فقط من أجل صنع جيل فاسد ،مستهلك منحرف، وضع الفن يشبه كثيرا وضع السلاح الذي يحمله شخص متهور حيث بالسلاح يدمر حياة الناس هكذا هو الفن سلاح في يد أشخاص غير جديرين برفعه و النتيجة نشر أفكار غير أخلاقية
عوضا على نشر الفضيلة و توعية الناس الذي هو الهدف الأساسي لكن الهدف أصبح لدى هؤلاء التجار هو العبث بأفكار الناس و تجريدها من طابعها الإنساني و الأخلاقي.