يعتبر نادي أمل بودواو للجودو، إحدى الفرق الفتية على مستوى ولاية بومرداس، ومع ذلك تمكّن من ترك بصمته في ظرف قصير على المستويين الجهوي والوطني بفضل النتائج المشرفة التي حققها في المواسم الماضية.
ويرفع الرئيس مالجي نبيل الذي كان وراء تأسيس الفريق قبل 4 أعوام من الآن، طموحاته عاليا في سماء رياضة الجودو، فرغم قلّة الإمكانيات والمشاكل التي تعيق وصوله إلى أهدافه المسطرة ، إلا أنّه يراهن على تكوين جيل من المستوى العالي بإمكانه إهداء الجزائر ميدالية ذهبية في البطولة العالمية أو الألعاب الأولمبية.
الرئيس مالجي نبيل فتح قلبه لجريدة “دزاير سبور” للحديث عن المشروع الرياضي والأهداف المسطرة على المديين القريب والبعيد، بالإضافة إلى المشاكل العديدة التي تحول دون بلوغ الهدف المنشود، كما كشف عن العديد من الخبايا التي تخص تأسيس الفريق.
“هكذا تمّ تأسيس فريق أمل بودواو”
وتطرّق في بداية حديثه لتأسيس الفريق قبل 4 سنوات من الآن مشيرا إلى أنّ شغف أبنائه وولعهم برياضة الجودو كان وراء هذا الأمر وأوضح:” نحن من عائلة رياضية في اختصاص الجودو، وأنا من أسّس الفريق رفقة زوجتي التي كانت هي الأخرى رياضية سابقة، ونحن نعمل دائما من أجل الأفضل”، مضيفا بأنّ الفريق يضم حوالي 300 رياضي تحت إشراف مدربين من المستوى العالي وواصل: “الفريق يضم نخبة من المدربين على المستوى الوطني على غرار غوالم توفيق، لزهاري عاشور ونعون فارس وفاتح بن صير استاذ جامعي، والمدير التقني غزال زينب بالإضافة إلى أمين المال نعون صلاح الدين”.
وأردف محدثنا “أنا بطل الجزائر، المدير التقني هي زوجتي بطلة الجزائر 10 مرات، بطلة إفريقيا وأفضل رياضية على المستوى الإفريقي، بطلة العرب كما شاركت في البطولة العالمية واحتلت فيها المركز الخامس” مؤكّدا بأنّه يطمح لمنح خبرته وخبرة الرياضيين السابقين في الفريق للجيل الصاعد على أمل تشريف الفريق محليا وتشريف الجزائر في المنافسات القارية.
وواصل كلامه “فريقنا هو الوحيد الذي يملك في صفوفه مدربة بطل إفريقيا، وبطل العرب مرتين، كما أنها شاركت في بطولة العالم واحتلت المرتبة الخامسة”
من جانب آخر، اعتبر رئيس فريق أمل بودواو بأنّ صغر القاعة التي تحتضن تحضيرات النادي يحول دون ضم المزيد من الرياضيين معربا عن آماله في استقبال ألف رياضي إن توفرت الظروف لذلك، قائلا :”قمنا بتقسيم الوقت بين الرياضيين المتواجدين في الفريق مع أنه باستطاعتنا الإشراف على 1000 رياضي لو توفرت لنا الظروف المناسبة لذلك”
“لهذا السبب لم ترق مشاركنا في البطولة الولائية إلى مستوى التطلعات”
وفي سياق منفصل، تحدث مالجي نبيل عن مشاركة الفريق الأخيرة في البطولة الولائية للجودو بولاية بومرداس يوم الجمعة الماضي والتي كانت نتائجها متواضعة نوعا ما، مشيرا في ذات الصدد : “مشاركتنا في البطولة الولائية لم تكن وفق ما كنا نأمل فيه، لعدّة عوامل أبرزها أنّ الفريق لم يمض على تأسيسه سوى 4 سنوات فقط، والرياضيين ليست لديهم الخبرة الكافية، كما أنّنا واجهنا في صنف الأواسط رياضيين أكبر سنا وأكثر خبرة مقارنة بنادي أمل بودواو”.
كما نوّه المسؤول الأول في فريق الأمل بالنتائج التي حققها الأخير في العام الماضي، “العام الماضي حققنا ميدالية ذهبية في بطولة الجزائر، إلى جانب برونزية في صنف الأكابر، وهي الميدالية الذهبية الوحيدة في ولاية بومرداس على المستوى الوطني”.
“لا يزال الموسم في بدايته ونطمح لتحسين النتائج”
من جانب آخر شدّد رئيس أمل بودواو على أنّ الموسم لا يزال في بدايته وسيعمل على تدارك النقائص وتصحيح بعض الأخطاء التي وقف عليها خلال مشاركة الفريق في البطولة الولائية ببومرداس، وقال بهذا الخصوص “لا يزال الموسم في بدايته، ونطمح لتحسين نتائج الفريق، مع توالي المنافسات على المستويين الولائي والوطني، نحن نعمل بجد ونتعب من أجل رياضيينا” وتابع “بصفتي رياضي سابق في الجيدو، أعمل كل ما في وسعي من أجلهم وأحضر التدريبات بشكل يومي، كما أن الفريق يضم مدربين من المستوى العالي والنخبة”.
“القاعة أكبر مشكل يواجهنا”
وعرّج رئيس نادي بودواو للجودو على المشاكل التي تعترض طريق الفريق وتحول دون بلوغ الأهداف المسطرة، مبرزا بأنّ قاعة التدريبات هي أكبر مشكل بالنسبة إليهم “قاعة التدريبات هي أكبر مشكل بالنسبة لنا، القاعة التي نتدرب فيها قمنا بكرائها، وحتى الأرضية اشتريتها من مالي الخاص”، وأردف “أنا أحب رياضة الجيدو وأبنائي بدؤوا في ممارسة هذه الرياضة لذلك قررت الإشراف عليهم لأجد نفسي أقوم بتأسيس فريق يضم حوالي 300 رياضي الآن، لكن الأمر الذي يعيقنا هو أن القاعة صغيرة نوعا ما ولا تكفي هذا العدد الكبير وهو ما جعلنا نقسم الوقت حتى نتيح للجميع التدرب في ظروف حسنة، لو كانت القاعة كبيرة لكان الآن عندنا 1000رياضي”.
وفي ردّه على سؤال بخصوص غياب المرافقة من قبل مديرية الشباب والرياضة لولاية بومرداس قال:”في الحقيقة أنّ مدير الشباب والرياضة طالب بمنح فريق حصة في القاعة الرياضية، لكن ذلك لا يساعد الفريق على اعتبار أنّنا نحتاج وقتا خاصا بنا” مشيرا في ذات الصدد “مثلا فلو كانت عندنا منافسة أو بطولة تجرى صباحا، علينا برمجة التدريبات في الصباح، من المستحيل إجراء التحضيرات في قاعة كل الرياضيات، وإذا لم نحضّر الرياضيين في أوقات المنافسات لا نستطيع تحقيق النتائج المرجوة”.
“دفعت من أموالي الخاصة لتسيير الفريق”
وكشف رئيس أمل بودوار في تصريحاته ل “دزاير سبور” أنّ تجميد نشاط المجلس الشعبي البلدي حتّم عليه تسيير الفريق من ماله الخاص لتغطية مصاريف التأمين وتنقلات الفريق منذ الموسم الفارط وأوضح “لا نمتلك الإمكانيات، لأن المجلس الشعبي مجمّد منذ فترة، وأنا أصرف على الفريق من أموالي الخاصة، دفعت حقوق التأمين وأيضا مصاريف التنقل والمشاركة في المنافسات من مالي الخاص” وواصل “كما أن العام الماضي دفعت كل شيء من أموالي، لم أتعب من العمل والتدريبات بقدر ما أتعبتني هذه الأمور”.
“نجاح أبنائى هو نجاح بالنسبة لي”
ورغم ذلك أكّد ذات المتحدث بأن نجاح أبنائه وبقية الرياضيين المنضوين تحت لواء الفريق ينسيه في كل المشاكل والعوائق، مضيفا بأن عشقه لرياضة الجودو ينسيه في منصبه لدرجة أنّه يتواجد يوميا بالقاعة ببدلة الجودو”أنا رئيس الفريق لكن مع هذا كل وقتي باللباس الرياضي الخاص بالجيدو، من المستحيل أن أكون رئيسا لفريق لو أنني لم أمارس الجيدو، عندي أبنائي رياضيين حينما ينجحون ويتوجّون في ذلك الوقت أحس أنني تلقيت أجرتي”.
“هدفي هو تتويج ببطولة العالم أو الأولمبياد”
ورفع مالجي نبيل سقف طموحاته عاليا من خلال التأكيد على أنّ هدفه الرئيسي هو التتويج بالبطولة العالمية أو الألعاب الأولمبية لأنّ – حسب رأيه – التتويج بلقب بطل الجزائر أو اللقب الإفريقي أمر عادي وغير مفاجئ بالنسبة له: “أهدافي وطموحاتي كبيرة جدا، لا أخفي عليكم أنني كنت بطلا للجزائر وزوجتي أيضا كانت بطلة للجزائر، وبالتالي هدفنا أكبر من ذلك” وتابع “كما أن المنافسة الإفريقية مقارنة بالبطولة الجزائرية ضعيفة نوعا ما، ومن يستطيع التتويج في الجزائر سيتوج في إفريقيا دون عناء، لأنّ الكستوى هنا عال جدا، كل آمالي أن يتوج أحد رياضيينا تكوين بطول للعالم أو بطل أولمبي”. واستكمل حديثه “صحيح أننا نعمل من أجل البطولة الوطنية وحتى القارية، لكن التتويج لن يكون مفاجأة بالنسبة لي، أمنيتي أن أرى أحدا من أبناء بطلا للعالم أو بطلا في الأولمبياد”.
“أطمح لامتلاك 1000رياضي”
وفي ختام تصريحاته أبرز رئيس أمل بودواو أنه يطمح لضم حوالي 1000 رياضي إلى الفريق مستقبلا على أمل استكشاف أكبر عدد ممكن من المواهب القادرة على الهاب بعيدا في مختلف المنافسات المحلية والدولية: “أطمح لأن أمتلك 1000 رياضي، حتى نستفيد من 20 موهبة على الأقل، وهو ما سيشعل المنافسة مع بقية الرياضيين الآخرين الذين سيعملون على منافستهم وبذلك سيكبر الفريق أكثر”.