ما حذرنا منه بلماضي وقعنا فيه / بقلم أيوب بن مومن

لم يكن أحد ينتظر هذه النهاية المأسوية للمنتخب الوطني الجزائري خلال تصفيات كأس العالم , فبعد الإخفاق في بطولة إفريقيا للأمم رمى الناخب الوطني بكل ثقله من أجل الحصول على تأشيرة يقود فيها منتخب بلاده إلى مونديال قطر .

مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي عرف من أين تؤكل الكتف خلال مباراة الذهاب في ملعب جابوما , إذ أنه إستطاع قيادة الخضر لتحقيق أول إنتصار على الكاميرون تاريخيا كما ألحق أول هزيمة بالأسود الغير مروضة داخل بلدها منذ سنة 1988 بعدما طبق خطة تكتيكية جديدة و لعب ب 5 مدافعين و 4 لاعبين في وسط ميدان و سليماني في الهجوم.

بلماضي رفض تكرار خطأ كأس إفريقيا و إختار غينيا الإستوائية لإقامة تربص تحضيري للمباراة و ليس الجزائر أو الدوحة مثلما حدث سابقا ليصطدم اللاعبون أنذاك بمناخ مغاير في الكاميرون كان المنافس الأول لهم في الكان .

هذا  الانتصار الثمين في ملعب جابوما ذهابا , جعل المنتخب الوطني الجزائري يضع قدما في كورنيش الدوحة كيف لا و مباراة الإياب ستلعب في ملعب لم ينهزم فيه المنتخب تاريخيا , كيف لا و مباراة الإياب ستلعب على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة .

و لكن في مباراة الإياب و بعد نسيان إخفاق الكان و بينما الجميع يحضر نفسه للإحتفال ببلوغ المونديال إصطدم المنتخب الوطني بمنافس يلعب ب 12 لاعب و ليس 11 مثل بقية المنافسين .

نجم المنتخب الكاميرون فانسون أبوبكر كان إحتياطيا في اللقاء لكن خلفه نجم أخطر منه هو حكم المباراة ”غاساما” الذي قام بما عجز عنه أبوبكر ذهابا و إيابا .

غاساما لبس قميصا باللون الأحمر لكن الجميع كان يراه أخضرا طوال ال120 دقيقة , فمنذ لقطة هدف تشوبوموتينغ بعد خطأ على ماندي إلى العبث بالوقت بدل الضائع و إنهاء المباراة مباشرة كلها دلائل تثبت نوايا الحكم دون الخوض في تفاصيل ضربات الترجيح الغير محتسبة و كذلك هدف سليماني الذي شاهده الحكم لمسة يد لكنه لم يشاهد منتخب الكاميرون و هو يلعب كرة اليد في منطقة جزاءه , كذلك تقنية الVAR والتي  كانت مثل الهاتف المغلق الذي فتحه الحكم للحظة أجرى فيه مكالمة لإلغاء هدف سليماني ثم قام بإغلاقه حتى صفر النهاية .

كل هذه السيناريوهات كانت في ذهن مدرب الخضر جمال بلماضي و  الذي حذر كثيرا من التحكيم الإفريقي في أكثر من مناسبة . و لكن ما حذرنا منه بلماضي وقعنا فيه بالفعل يوم امس .

نعم يوم أمس قد يكون نهاية جيل جميل قدم الكثير لكرة القدم الجزائرية لكن نتمنى أيضا أن يكون ميلاد جيل جديد يتعلم من أخطاء الماضي و يحرص على مستقبل جميل يشرق به كرة القدم الجزائرية .

 

بقلم : أيوب بن مومن/ دزاير توب .