متى يصلح حال الجزائر؟..بقلم/د.عليلي عبد السلام

مروان الشيباني

متى يصلح حال الجزائر؟

سألني أحد الأصدقاء متى يصلح حال الجزائر؟ فأجبته عندما يعلم أهلها أن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة الشجاعة.

فواقع الفساد والإفساد الذى تراكم فى الجزائر عبر العقود الماضية لا يمكن القضاء عليه ببساطة أو فى فترة زمنية قصيرة، والعاقل من تسلح بالعزم وحاول صابراً أن يغير، وعليه ألا يحقرن من الإصلاح شيئاً، وأن يواصل ما استطاع، ليس من المهم أن يكون بطيئاً، الأهم أن يكون مرتكزاً ومستمراً. والمؤمن بالإصلاح الذى يتعامل بغير هذا المنطق سيتراجع عن سعيه سريعاً عندما تدهمه إحباطات الواقع المستعصى على التغيير، ولو أنه تأمل تجربة نبي الله «شعيب» وهو يردد: «إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ»، لفهم أنه ليس من المطلوب منه أن يصلح الكون، لأن المحسوب عليه هو المحاولة والاجتهاد قدر الاستطاعة فى التغيير والإصلاح. لا يصلح الكون إلا خالق الكون. فى المقابل من ذلك يظن الساعون فى طريق الفساد فى الجزائر أن بإمكانهم إفساد وتسميم كل شىء فيها. لم يتعلم هؤلاء من سقوط نظام «العصابة» الذى منهَجَ وقنّن الفساد فى كل نواحى حياتنا، ولم تصبهم الخيبة وهم يرون «العصابة» ينزاحون عن السلطة بعدما تربعوا عليها، أغلب هؤلاء لم يزل يحلم بالمزيد. فهذه البلاد فى نظرهم غنيمة لا بد أن يبتلعوا كل ما فيها. ولو فكّر هؤلاء فى أن الفضاء مهما اتسع ضيق إذا ضاقة النّفَس، وأن العمر لحظة، لعلموا أنه ليس بإمكان بشر تخريب هذا الكون الذى أراد الله له الإعمار. لا يُفنى الكون إلا خالق الكون … لن يصلح حال الجزائر إلا إذا علم مصلحوها ومفسدوها أن الشعب الذي شاء الله أن يعيش فى هذه البلاد أكبر من الجميع وأقدر على الجميع!
د.عليلي عبد السلام

شارك المقال على :