يكشف مدرب المنتخب الأولمبي، نورالدين ولد علي، في هذا الحوار الحصري مع يومية “دزاير سبور” عن العديد من الأمور التي تخص المنتخب، حيث عاد لتقييم المشاركة الأخيرة في دورة التضامن الإسلامي بتركيا، كما تحدث عن التحضيرات لكأس إفريقيا القادمة، وعن التكوين في الجزائر، وكذا عن حلم التواجد في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في العاصمة الفرنسية باريس سنة 2024…
بداية، كيف تقيّم مشاركتكم في دورة الألعاب الإسلامية التي أقيمت في تركيا؟
لو أتحدث عن مردود اللاعبين سواء على المستوى الفردي أو كمجموعة، فأنا راض جدا عن هذه الدورة، حيث كانت تنقص أشبالي المشاركة في منافسة من هذا الحجم من أجل كسب مزيدا من الخبرة، كما أننا تمكنا من معاينة عدة لاعبين ممن استدعيناهم وشاهدنا عن قرب ردة فعلهم في مختلف المواقف، لكن ولسوء الحظ فقدنا خدمات اللاعب بوراس في المباراتين الأخيرتين، والذي يعد من بين الركائز في تشكيلتنا.
ما الذي كان ينقص المنتخب الجزائري من أجل التتويج بالميدالية الذهبية؟
ما كان ينقصنا بشكل كبير في مشاركتنا هذه هي المزيد من الجرأة، حيث كنا نقدم أشياء جميلة لكننا كنا في العديد من الأوقات نفتقد للحيلة، وهذه أمور من العادي تسجيلها لأن العديد من لاعبينا جدد، فمن بين السبعة عشر لاعبا الذين استعملناهم هناك خمسة أو ستة يظهرون معنا لأول مرة، لكن على العموم المنافسة كانت مفيدة جدا لنا.
اصطدمتم بالمنتخب السعودي، ألم ترى أن السعوديون أصبحوا يشكلون عقبة لمختلف منتخباتنا في الأونة الأخيرة؟
بصراحة لا أعتبر المنتخب السعودي عقبة بقدر ما كنا نحن عقبة أمام أنفسنا، ضف إلى هذا كون المنافس استفاد من أربعة أيام راحة أمام نحن فاستفدنا من يوم واحد، وهذا ما جعلنا نفتقد لتلك الجاهزية البدنية التي دفعنا ثمنها في العشرين دقيقة من المباراة أمام السعوديين، الذين استغلهم المنافس لتسجيل هدفين.
بعد أيام ستشرعون في خوض تصفيات كأس إفريقيا، كيف تحضرون لهذا التحدي الجديد؟
كما يقال الآن سندخل في صلب الموضوع، حيث سنقوم بحوصلة كل ما عملناه طيلة الفترة الماضية ومشاركاتنا في مختلف المنافسات وكذا المباريات الودية، وهذا من أجل تجهيز فريق تنافسي لشهر أكتوبر، كما أتمنى أن نخوض مباراتين وديتين خلال شهر سبتمبر من أجل تذكر ذلك الإنسجام بين اللاعبين، ونسعى لنكون جاهزين عندما تصل المنافسة الرسمية ونقدم ماهو منتظر منا.
شاهدناك تزور ملاعب الوطن لمعاينة اللاعبين، هل تعتزم إحداث تغييرات على القائمة التي ستعتمد عليها مستقبلا؟
عادة في المنتخب تكون دائما هناك أسماء جديدة، ونحن دائما نعاين الجميع من أجل اختيار الأكثر جاهزية سواء من الجانب البدني والفني، كما أننا سنعتمد على نسبة كبيرة من اللاعبين الذين شاركوا في الألعاب الإسلامية وقبلها في دورة تولون الودية، كما نحن الآن في اتصال مع بعض اللاعبين مزدوجي الجنسية من أجل تغيير جنسيتهم الرياضية والإلتحاق بنا في المستقبل، وأريد أن أضيف شيئا.
تفضل…
كناخب وطني أسعى دائما للبحث عن العصفور النادر كما يقال، وكذا اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة، ولهذا أتجول ما بين ملاعب الوطن من أجل مشاهدة اللاعبين عن قرب ورؤيتهم يلعبون خلال منافسات رسمية، حتى نتمكن من وضع تقرير مفصل على كل لاعب.
هل تعمل أنت وطاقمك بتنسيق مع طاقم المنتخب المحلي بقيادة مجيد بوقرة؟
بالتأكيد، فنحن نعمل سويا على العديد من الجبهات ونحن في اتصال مستمر من أجل تبادل المعلومات عن اللاعبين وعن عدة جوانب أخرى، فبوقرة يحضر بطولة إفريقيا للمحليين ونحن نحضر لكأس إفريقيا كذلك، وكل واحد منا جاهز لمساعدة الآخر لمصلحة الكرة الوطنية، وبالمناسبة أتمنى له حظا موفقا في التحديات التي تنتظره مع منتخب المحليين.
ألا ترى بأن التكوين في الجزائر لا يزال بطيئا ويعاني من نقائص؟
التكوين في الجزائر ليس في أحسن أحواله، وهذا ما ينعكس على مختلف الفئات العمرية للمنتخب الوطني، سواء أقل من 23 سنة أو أقل من 20 سنة…إلخ، اذ أن الناخب وعوض أن يركز على الجانب التكتيكي والتحضير للمباريات ووضع آليات للعب، يجد نفسه يشرح للاعبين أمورا من المفروض أنها من المسلمات، وبالتالي يجب إعادة النظر في التكوين وتطويره من خلال بعث مشروع وطني في هذا المجال.
بصفة عامة، هل أنت راضي على العمل الذي أنجزته إلى حد الآن على رأس المنتخب الأولمبي؟
يمكن القول أنني راضي عن العديد من الجوانب، وبخصوص جوانب أخرى أنا متحفظ ومتخوف بعض الشيء، خاصة فيما يتعلق بجاهزية اللاعبين وحالتهم البدنية، وهذا ما يكون دائما له تأثير مباشر على طريقة لعب المنتخب وتعطله قليلا ومن ثمة النتائج التي نحققها.
هل تعتقد أن الوصول إلى الألعاب الأولمبية بباريس يعتبر هدفا ممكنا؟ أم أن المنتخب ليس جاهزا بعد لمثل هذا التحدي؟
لا أخفي عليك إن قلت لك أن فكرة التواجد والمشاركة في الألعاب الأولمبية بباريس متواجدة في جانب من ذهن كل واحد منا، لكن المشوار لا يزال طويلا من أجل تحقيق هذا الهدف، حيث يجب أن تتوفر العديد من الأمور، بدءا من تطوير أنفسنا والتطوير من طريقة اللعب وكذا تطوير التفكير العام الموجود في الفريق، وأنا متأكد أنه بالعمل والتنسيق والثقة وتوفر الإمكانيات يمكننا التواجد في أولمبياد باريس، خاصة وأننا نملك جيلا من اللاعبين سيقول كلمته على مستوى كرة القدم الإفريقية وهو بحاجة فقط لمواصلة العمل والحصول على الثقة وكذا النضج اللازمين.