مديرة منظمة اليونيسكو تحوّلها إلى أداة في يد المخزن والكيان الصهيوني لتجسيد مشاريعهما التوسعية في القارة الإفريقية

مديرة منظمة اليونيسكو تحوّلها إلى أداة في يد المخزن والكيان الصهيوني لتجسيد مشاريعهما التوسعية في القارة الإفريقية

في سابقة لم تحدث من قبل، أقدمت منظة اليونيسكو على التوقيع على اتفاقية تعاون، هي الأولى من نوعها، نهاية شهر نوفمبر الماضي في الرباط، يلتزم من خلالها الجانبان بتقديم “خبراتهما” لصالح القارة الإفريقية، عبر سلسلة من أنشطة “بناء القدرات” في مجال الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي.

وتمّ إمضاء الاتفاقية من قبل كل من المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، ووزير الشباب والثقافة والاتصال المغربي، مهدي بن سعيد.

وتوضح هذه الاتفاقية ذات الأغراض المشبوهة والخلفيات المضللة وغير البريئة، إقدام المغرب على استخدام نفوذه في اليونيسكو، والذي تتيحه له مديرته العامّة، أودري أزولاي، ابنةُ مستشارِ الملك محمد السادس، أندريه أزولاي، اليهوديُّ ذو النّزعة الصهيونية المتآمرة ضدّ القضيّة الفلسطينية.

وهذه الاتفاقية تكون مديرةُ اليونيسكو قد سمحت لحكومةِ المخزن بالحصول على امتيازات غير شرعية، عبر اتفاقيةٍ وهمية ومضلّلة مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال المغربية، لم يسبق وأن تمَّ الإمضاءُ على مثلها.

ومن حيث الظاهر يُلزم الاتفاقُ الطرفين بتقديم “خبراتهما” لصالحِ دول القارة الإفريقية، عبر سلسلةٍ من أنشطة “بناء القدرات”، في مجال الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي.

وفي هذا السياق، أشارت أزولاي، على هامش مراسم التوقيع، إلى “أهمية شراكة” اليونيسكو مع المغرب في “تقديم المساعدة” لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، من حيث تدريبِ الخبراء في التُّراث وتسجيلِ المواقع الجديدة في 12 دولة أفريقية، ليس لها موقعٌ مدرج في قائمة التراث العالمي.

ومن خلال الأهداف التي أعلنت عنها المديرة العامة لليونيسكو، يمكن اكتشاف إلى أي مدى يمكن لهذا الاتفاق أن يكون مشبوها في حقيقته ومغرضا في أبعاده، حيث أن الهدف منه لا يعدو تمكينَ المخزن وحليفه الكيانُ الصهيوني من الحصولِ على ضوءٍ أخضر لاستخدامِ القوّةِ النّاعمةِ المتستّرة خلفَ مواضيعَ ثقافيّةٍ، الغرضُ منها الترويجُ للتّصوراتِ الصّهيونية والمخزنية داخل القارةِ الإفريقيّة، بما يسهّلُ عليهما احتواءَ دولِ الاتّحاد الإفريقي والتّغلغلِ داخلها واكتسابَ مجالٍ حيويٍّ يتيحُ لهما المناورة بأسلوب أكفأ ضمانا لمصالحها في قارة لطالما فرضت عليها حصارا وأجبرتها على البقاء معزولة عنها طيلة عقود.

ويحاول المغرب وحليفه الكيان الصهيوني، منذ اتفاقهما على تطبيع علاقاتهما، العمل جاهدين من أجل فرضِ هيمنتهما على إفريقيا باستمالةِ المزيد من الدّول الإفريقية، والتي يسعى المغرب عبر اتفاقيته مع اليونيسكو إلى جعلها تستفيد من مزايا هذه المنظمة التي تديرها شخصية صهيونية-مخزنية، عن طريقِ المغرب الذي يطمحُ لإقناع تلك الدول بطرحه حول القضيّةِ الصحراوية، وكذلك بتصوّرِ الكيان الصهيونيِّ بخصوص القضيّة الفلسطينية، ومن ثمّ تجسيدُ مشاريع مَخْزَنَةِ وصَهْيَنَةِ إفريقيا.

أحمد عاشور