مزيان : تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة كان منعرجاً بارزاً في تاريخ الثورة الجزائرية المجيدة

مزيان : تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة كان منعرجاً بارزاً في تاريخ الثورة الجزائرية المجيدة

 

أشار المدير العام للإتصال والإعلام، والتوثيق محمد مزيان إلى أنّ الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، قد حمل في طيّاته أهدافا متعدّدة سمحت للثورة الجزائرية بالانتقال إلى مرحلة جديدة، من خلال استكمال استحداث مؤسسات الدولة الجزائرية الفتية.

 

وقال مزيان، خلال كلمة له بمناسبة إحياء ذكرى تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة: “أن هذا الإعلان، الذي يعد حدثا بارزا في مسيرة الثورة الجزائرية، جاء تجسيدا لقرار اتُّخِذ خلال مؤتمر الصومام، حيث دعا المجلس الوطني للثورة الجزائرية في لوائحه وخلال اجتماعه في شهر أوت 1958، إلى إنشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وهو ما جسّدته لجنة التنسيق والتنفيذ بعد مرور سنة من ذلك”.

 

وواصل المدير العام للإتصال والإعلام والتوثيق قائلا: “إنّ الدافع الرئيسي لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تمثّل في توحيد قيادة الثورة ضمن هذه الهيئة للتحدث باسم الشعب الجزائري في المفاوضات مع الطرف الفرنسي الذي كان يتحجج آنذاك بأنّه لا يوجد أي طرف للتفاوض معه”.

 

 

وأضاف: ” كما منح هذا الإعلان غطاءً قانونيًا للكفاح المسلح على المستوى الدولي وسمح بتسوية مشاكل التنسيق التي كانت قائمة بين مختلف الولايات التاريخية لتمكينها من السّير في الاتجاه نفسه، وسمح بشكل خاص بإبلاغ فرنسا الاستعمارية بضرورة التفاوض مع حكومة مؤقتة معترف بها قانونا”.

 

 

وأردف مزيان: ” إنّ إنشاء الحكومة المؤقتة مثّل أيضا عملاً تأسيسيًا لجهاز القيادة وفقا لمعايير الدولة، مع إدارتها ومهامها السيادية، وقواعدها التسييرية وميزانيتها في خدمة أهداف الثورة”.

 

كما أكد أن : ” الحكومة المؤقتة فرضت نفسها كممثل شرعي للشعب الجزائري، خلال مفاوضات إيفيان التي توّجت بالتوقيع على وقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962، الذي أفضى إلى استقلال الجزائر”.

وتابع بالقول: “إذا كان أول نشاط دبلوماسي قامت به الحكومة المؤقتة غداة تأسيسها، هو التنديد على مستوى الأمم المتحدة، عقب إعلان السلطات الاستعمارية عن الاستفتاء حول الدستور الجديد، فقد تلا هذا المسعى الأول عدّة أنشطة دبلوماسية، وجّهت في مجملها للتنديد بالمستعمر الفرنسي، والتعريف بالقضية الجزائرية”.

 

وقال: ” وبفضل تأسيس الحكومة المؤقتة، تمكنت الجمهورية الجزائرية من المشاركة في العديد من التظاهرات، سيما على الصعيدين الإفريقي والعربي”.

 

 

كما أشاد بجهود الدبلوماسية الجزائرية، قائلا: ” وباعتبارها أحد أهم مكاسب ثورتنا المجيدة، وانطلاقا من رصيدها الثوري القوي، وسمعتها الدولية الساطعة، فقد واصلت الدبلوماسية الجزائرية بعد الاستقلال بنفس الروح الثورية على تعزيز تواجد الجزائر في محيطها الجيوسياسي، ووضع تجربتها الثرية في مقاومة الاستعمار، تحت تصرف حرکات التحرر في العالم لاسيما في القارة الإفريقية، وقيادة المدّ التحرري من الهيمنة الاستعمارية”.

 

إضافة إلى “إيصال صوت الدول النامية المطالب بعلاقات دولية أكثر عدلا وإنصافا، مرتكزة في ذلك على مجموعة من المبادئ، والثوابت التي بقيت راسخة منذ أيام الثورة تدعو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها ودعم القضايا العادلة وأولوية الحلول السلمية، ورفض التدخلات العسكرية الأجنبية”.

واختتم محمد مزيان كلمته: ” نستطيع القول بأن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، جاءت تتويجا لتطور كفاح الشعب الجزائري، ووحدته واصراره على الانعتاق من الاستعمار، كما جاءت أيضا تكريسا لأربع سنوات من الحرب”.