مسافة الألف ميل قد تنتهي عند الجولان المحتل … بقلم الصحفي كمال علاق

وصلت قوات المعارضة السورية قلب العاصمة دمشق، ودخلت عرين الأسد الذي كان غائبا هذه المرة ولآخر مرة فقد فرّ بجلده إلى موسكو حيث منحه حليف الأمس بوتين اللجوء إلى بلاده.

 

ما هي إلا ساعات، قبل أن يتمّ تداول خبر مغادرة الرئيس بشار الأسد للبلاد على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية، وأظهرت بيانات موقع “فلايت رادار” مسار تحليقها الذي وُصِف بـ “الغريب”، حيث قامت بالتفاف خطير جداً قبل أن تختفي تماماً.

 

ويبدو جلياً أن السلطة الحاكمة الجديدة في سوريا، ممثلة فيما يسمى “المعارضة السورية”، أمام تحديات كبيرة جداً، لاسيما التهديد الجوي في ظل القصف الصهيوني غَداة سقوط اتفاقية 1974 بين سوريا والكيان الصهيوني بسقوط النظام ممثلاً في الرئيس المتنحي عن الحكم بشار الأسد.

 

كما تحرك جيش الاحتلال الصهيوني سريعاً وباشر في الاستيلاء على مساحات هامة من الأراضي السورية، بعد أن خرج رئيس أركان جيش الاحتلال في تصريح صحفي قال فيه أن جيش الاحتلال سيبدأ من هذه الليلة القتال في الجبهة الرابعة وهي سوريا، بل وذهب بعيداً، بإصدار تحذيرا لسكان 5 بلدات سورية حدودية بعدم التحرك والخروج من منازلهم حتى إشعار آخر.

 

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني سيطرت على مساحة تزيد عن 14 كيلومتراً في العمق السوري، إذا ما علمنا أن الجولان يبعد حوالي 60 كيلومتراً عن غرب دمشق، ما يعني أن جيش الاحتلال يبعد 36 كيلومترا فقط عن العاصمة دمشق.

 

وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، عن مصدر في جيش الاحتلال الصهيوني قوله، أن الأخير سيطر خلال الساعات الأولى على منطقة “جبل الشيخ السوري” دون مقاومة، بعد انسحاب الجيش السوري من نقاط تموقعه.

 

ويحدث هذا والأجواء السورية لا تزال مكشوفة في ظل غياب الدفاعات الجوية التي كانت تعترض طائرات الاحتلال سابقاً، وتُجبِرها على المغادرة.

 

وفي هذا السياق، باشرت طائرات الاحتلال الصهيوني منذ الساعات الأولى من اليوم قصف بنى تحتية إستراتيجية في العمق السوري شملت قواعد جوية ومطارات ومخازن أسلحة تابعة للجيش السوري، بغية القضاء على مخزون السلاح بسوريا وضمان مواصلة العمليات العسكرية دون مقاومة كما حدث في جبل الشيخ.