واصل سكان عدد من الدواوير بجماعتي ثلاث نيعقوب وإغيل بإقليم الحوز بالمغرب، ظهر أمس الجمعة، سيرهم على الأقدام في اتجاه ولاية جهة مراكش آسفي.
مصادر أكدت لدزاير توب أن ضحايا الزلزال جاؤوا سيرا على الأقدام بأعداد كبيرة جدا، للتعبير عن غضبهم بصوت عالٍ وواضح من ممارسات سلطات المخزن، حيث راحوا يرددون شعارات تندد بالأوضاع التي يعيشونها جراء تداعيات كارثة الزلزال في ظل عدم تلقيهم للدعم الذي من المفترض أنّه “مخصص للمنكوبين”.
وتسبّب اشتداد البرد والجوع المستعر في مقتل أكثر من 500 شخص بهذه المنطقة الجبلية، كما دمّرت الثلوج والأمطار الخيام المؤقتة التي تمّ توفيرها بعد أيام قليلة من وقوع الزلزال.
وأشارت ذات المصادر، إلى أن سلطات المخزن اعتقلت حوالي 10 من هؤلاء المتظاهرين، الذين كشفوا عن عدد القتلى حيث قامت باقتيادهم إلى جهات مجهولة.
واستنكر أحد المنكوبين فقد ابنته وزوجته بسبب البرد، المدعو البدري، تجاهل حكومة المخزن لمعاناة متضرري زلزال الحوز بقوله: “لم نتلقّ أدنى مساعدة من حكومة المخزن ونعيش في ظروف غير إنسانية في عصور ما قبل التاريخ بالقرى المنكوبة بمنطقة الحوز، إننا نسجل كل يوم عددا من الوفيات من بينهم أطفال بسبب البرد والجوع، ونحن على يقين من أن الملك يريد قتلنا لأنه يعتبرنا حيوانات وعبيد.”
وكان المحتجون قد انطلقوا صباح يوم أول أمس الخميس في مسيرة احتجاجية نحو عمالة إقليم الحوز التي وصلوها ليلا، غير أن السلطات لم تفتح معهم أي حوار ما دفع بهم إلى مواصلة مسيرتهم صوب ولاية جهة مراكش آسفي.
وسبق لفاعلين حقوقيين أن حذروا من تدهور أوضاع الأسر بالجماعات المتضررة من الزلزال بفعل الاضطرابات الجوية وتدني درجات الحرارة وتساقط الثلوج، حيث أدت الرياح التي شهدتها هذه المناطق إلى اقتلاع مجموعة من الخيام والمساكن المتنقلة التي تم نصبها لايواء المنكوبين بشكل مؤقت، وفقما صرحت به السلطات المغربية.
من جانب آخر، قدّمت بعض السفارات الغربية في المغرب تقارير دامغة عن نظام الملك، وتحدثت عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في مناطق الكوارث لافتة إلى حالات وفاة بسبب البرد والجوع وسط المنكوبين.
ومن المرتقب أن تميط منظمات حقوقية مغربية اللثام عن كيف تمكن المخزن من شراء رئاسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بأموال إماراتية، وبعد فضيحة “ماروك غيت” التي هزت الاتحاد الأوروبي فإن فضيحة أخرى تشبه زلزالاً حقيقياً ستهزُّ بيت الأمم المتحدة.