مصر تكشف عيوب “الخضر” وبلماضي مطالب بمراجعة حساباته

حقق المنتخب الوطني الجزائري تعادل مثيرا أمام نظيره المصري أول أمس (1-1)، في لقاء ودي تحضيري بملعب “هزاع بن زايد” بالإمارات العربية المتحدة، وهي المواجهة التي سيستخلص منها الناخب الوطني جمال بلماضي ولاعبيه الكثير من الدروس قبل المواعيد الرسمية وأولها تصفيات كأس العالم 2026، والأهم أيضا هو كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار مطلع العام المقبل. وارتأى الناخب الوطني جمال بلماضي لبرمجة مواجهة من العيار الثقيل أمام منتخب مصر، وهو الصدام الذي له مميزات كثيرة وتفاصيل خاصة جدا، وهو ما رأيناه في مباراة أول أمس، من ندية ومنافسة قوية وبطاقات ملونة واندفاع بدني كبير، ما يؤكد بأنها ليست مجرد ودية بين منتخبين يحضران للاستحقاقات المقبلة، إذ خرج الطاقم الفني لـ”الخضر” بعدة دروس ستكون مفيدة جدا فضلا على الخبرة التي اكتسبتها العناصر الوطنية من احتكاك مماثل بالرغم من النقائص والسلبيات التي ظهرت.

الحكم فقد سيطرته على المواجهة ولم يكن في المستوى

وأجمع متابعو المواجهة بأن حكم المباراة الإماراتي يحيى الملا، لم يكن في مستوى التطلعات وارتكب الكثير من الأخطاء التي غيرت مجرى المباراة ومن الجانبين، وتسبب في الكثير من الأحيان في حالة غضب من اللاعبين، ولعل أبرز لقطة هي حرمان “الخضر” من ركلة جزاء شرعية في الشوط الأول إثر ارتطام كرة أحمد توبة بيد اللاعب المصري داخل منطقة العمليات، ولم يرجع لتقنية “الفار”، كما أن لقطة التقدم لـ”الفراعنة” كانت محل شك بالنظر لتواجد اللاعب الذي وزع كرة هدف حمدي فتحي في وضعية تسلل، وسيجد “الخضر” مشكل التحكيم في منافسة “الكان”.

رطوبة عالية تشبه أجواء إفريقيا

وفي نقطة أخرى، جرت المباراة تحت درجة رطوبة عالية في مدينة الإماراتية، وهو ما ظهر جليا في حالة اللاعبين الجزائريين الذين بدوا متأثرين بالحرارة بالرغم من إجراء المباراة ليلا (19:00 بالتوقيت الإماراتي)، وقد شبه الكثير أن الجو مشابه للأجواء في القارة السمراء وبالتحديد في كوت ديفوار التي ستستضيف الحدث القاري، فضلا على الأرضية التي بدت ثقيلة ولم تكن جيدة كما توقعها الجميع، وهي عوامل سيستفيد منها “الخضر” خاصة العناصر الجديدة التي التحقت مؤخرا.

رفقاء لعروسي اصطدموا بلاعبين ذوو “حيلة كروية”

ومن الجانب الفني، اصطدم المنتخب الوطني بمنافس مصري قوي يعرف الساحة الإفريقية جيدا ويمتلك لاعبين يمتازون بـ”الحيلة الكروية” ويعرفون جيدا كيف يسيرون مجريات اللقاء، وقد أكد ذلك بلماضي حينها تحدث عن تكسير الريتم من طرف رفقاء محمد النني خاصة عندما كانوا متقدمين في النتيجة، فضلا على الاندفاع البدني والاحتكاكات الجسدية القوية.

وسط الميدان والرواق الأيسر..وجب إعادة النظر فيهم

وما يمكن استخلاصه من مواجهة “الفراعنة”، هو النقائص الكثيرة التي ظهرت في تشكيلة “الخضر” من الناحية الفنية والتكتيكية، ولا يختلف اثنان أن المنتخب الوطني لا يزال في طور التغيير وتجريب اللاعبين، لاسيما بعد التبديلات التي قام بها بلماضي مقارنة بمواجهة الرأس الأخضر وقبلها السنغال، وقد كان وسط الميدان والجهة اليسرى من أبرز نقاط ضعف التشكيلة بالرغم من كثرة النجوم، وبدت ثلاثية شايبي وزروقي وفيغولي ثقيلة بعض الشيء في عملية التحضير وحيازة الكرة، وحتى في الواجبات الدفاعية والضغط المعاكس، لم يظهر الثلاثي أي تناغم، قبل أن تتحسن الأوضاع تدريجيا في الشوط الثاني بعد دخول حسام عوار الذي استعاد توازن الوسط بفضل حيازته على الكرة وتحضير اللعب من الخلف والتدرج بالكرة، وهي نقطة كانت مفقودة طيلة الشوط الأول تقريبا. ولم يكن أحمد توبة في يومه على الجهة اليسرى، وهو الذي تغير منصبه من محور الدفاع إلى الرواق الأيسر، إذ يبدو أن ذلك اثر على أدائه، لاسيما من الناحية الدفاعية، وقد استبدل في الشوط الثاني بالوفد الجديد ياسر لعروسي الذي عرف كيف يتحكم بزمام الأمور والحد من خطورة محمد صلاح، وهو ما يؤكد بأن بلماضي لم يستقر على التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها في “الكان”.