مصطفى مازة لـ “دزايـــــر توب”: “تولي صادي منصبا في الكاف انتصار كبير للدبلوماسية الرياضية الجزائرية”
ثمن مصطفى مازة اللاعب الدولي السابق، العمل الكبير الذي يقوم به الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، بالنظر للنتائج الجيدة التي يحققها وخاصة في تصفيات نهائيات كأس إفريقيا 2025، حينما ضمن “الخضر” تأهلهم قبل جولتين ودون معاناة، متحدثا أيضا عن مباراة غينيا الاستوائية وأسباب الأداء المتواضع للتشكيلة، كما دافع بقوة على اللاعب رامز زروقي، وعبر عن ارتياحه للعودة المرتقبة للتمثيل الجزائري في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد ترشح رئيس “الفاف” وليد صادي لعضوية المكتب التنفيذي للهيئة القارية، في حين يتوقع أن تشهد البطولة الوطنية لهذا الموسم تنافسا شديدا بالنظر لتقارب المستوى بين الفرق.
في البداية، كيف ترى مردود المنتخب في مواجهة غينيا الاستوائية؟
كل لقاء لديه خصوصيته وظروفه، مباراة غينيا الاستوائية جرت تحت درجة حرارة ورطوبة عاليتين، ليس من الممكن على أي لاعب أن يقدم كل ما لديه أو مردود في المستوى تحت ظروف مشابهة، وهنا نعود لنفس الطرح، هناك منتخبات تلعب في توقيت أفضل بأدغال إفريقيا، في الخامسة والسابعة مساء، عكس منتخبنا الوطني، خضنا لقاء طوغو على الثانية زوالا وأيضا ضد ليبيريا لعبنا في توقيت غير مناسب، ولقاء الخميس كذلك، ما يؤكد أن اللقاء جرى في أوضاع غير سهلة تماما، لهذا نستطيع القول أن النتيجة إيجابية خاصة وأننا كنا متأهلين سلفا وحتى المنافس ضمن الأربعاء تواجده في “الكان”.
وماذا عن مستوى اللاعبين من الناحية الفردية؟
زروقي كان أفضل لاعب وحقا أسكت المشككين والمنتقدين سواء مع المنتخب أو مع ناديه، قام بدور رائع على مستوى الاسترجاع وحتى دفاعيا وهجوميا، لا أفهم لماذا يتلقى كل هذا الكم من الانتقادات، عندما تشاهد إحصائياته في كل مباراة تتأكد الدور الذي يقوم به، حتى لو يرى البعض بأنه لم يقدم أي شيء، لكن ما يقوم به على صعيد الاسترجاع مهم جدا ولهذا نحتاجه كثيرا في التشكيلة من الناحية التكتيكية، إنه لاعب يحظى بثقة كل المدربين، ومن غير المنطقي أنهم يشركون لاعبا لا يقدم الإضافة أو لا يقوم بدور فعال، زروقي لديه تكوين أكاديمي في إحدى أعرق مدارس كرة القدم وهو أياكس الهولندي، لا يجب التشكيك أبدا في قدراته.
ما تعليقك على النتائج التي حققها المنتخب في تصفيات الكان بشكل عام؟
بقي لقاء واحد، وأعتقد أن بيتكوفيتش يرغب في الاستقرار على نفس المنظومة، عدم تلقي الأهداف مهم جدا، لو رأينا الإحصائيات منذ توليه العارضة الفنية إلى غاية اليوم، أرى أن الخط الخلفي في تحسن مستمر، تلقينا هدف واحد فقط في خمس لقاءات ضمن تصفيات كأس إفريقيا، مقارنة بعدد الأهداف المسجلة، تعرف تماما بأن هناك عمل كبير يقوم به الطاقم الفني، ولديه نظرة مستقبلية ومشروع على المدى المتوسط والبعيد، تدعم الفريق بالشاب إبراهيم مازة وكذلك أمين شياخة، ولا يزال هناك الكثير من اللاعبين المزمع انضمامهم، وهذه هي الإستراتيجية التي تعتمد عليها الاتحادية الجزائرية ورئيسها وليد صادي، المدرب أثبت أنه يعمل بكل جدية ويريد النجاح رفقة جميع الطاقم الفني، وحتى اللاعبين تشعر بأنهم يأتون بكل فرح يتوقون للمنتخب كثيرا وفي أجواء رائعة، مهما قيل هنا وهناك. وأريد إضافة شيء أيضا…
تفضل..
عندما نرى ما حدث في قضية فارس شايبي، الانتقادات وجهت له بسبب عدم استدعاء في التربصات الماضية، اللاعب كان لديه مشكلة انضباطية ورفض قرارات المدرب وتكلم في غرف تغيير الملابس، المدرب يريد التحكم في المجموعة ولا يتسامح أبدا مع الانضباط ويرفض أي أنواع التسيب، بيتكوفيتش يعتمد على المجموعة وليس الفرديات، ولو كان كذلك لقام باستدعاء يوسف بلايلي وتعامل مع محرز وكأنه فوق الجميع، لكن لا، هو يستهدف بناء مجموعة متلاحمة ومتجانسة ولا يعترف بالفرديات مهما كانت نجومية اللاعب، لأنه يعرف جيدا أن ذلك لن يكون في صالح المنتخب، ولو فرضنا نجاح الفرديات في لقاء فلا يمكن أن يستمر ذلك في جميع المباريات.
بيتكوفيتش تعرض أيضا للانتقادات بسبب عدم تغييره التشكيلة والاعتماد على نفس اللاعبين تقريبا، كيف ترى ذلك؟
المدرب يتعامل بجدية مع جميع اللقاءات وهو قالها بصريح العبارة أنه ليس هناك في المنتخب مباراة غير مهمة حتى لو كانت ودية، الضغط لا يفارق التشكيلة، لكنه يعرف كيف يسير الوضعية، خاصة في ظل تحسن النتائج وكذلك مردود الفريق فرديا وجماعيا وهذا هو العمل الذي يقوم به، من خلال المحافظة على الاستقرار ولا أحد ينكر التحسن منذ مارس الماضي ولا يزال يعمل على التجديد وتصحيح الأخطاء وتدعيم التشكيلة وكذلك النهج التكتيكي، فلقاء غينيا الاستوائية شهد اعتماد خطة 3/4/3 وهي ثاني مرة يعتمدها بعد لقاء طوغو، من أجل تقوية الخط الدفاعي، مع توظيف زروقي كمسترجع، وقد يستقر على هذا النمط التكتيكي.
في مباراة ليبيريا، هل سيقوم بتغييرات كثيرة في رأيك؟
بالنسبة لمباراة ليبيريا، أعتقد أنه لن يقوم بإحداث تغييرات كثيرة وسيحافظ على نفس التركيبة، ربما لاعب أو اثنين، بالنظر لعدم توفر الوقت الكافي للاسترجاع واقتراب موعدة المواجهتين، لكن في العموم سيبقي نفس التشكيلة تقريبا.
صادي أصبح أمام طريق مفتوح لمنصب في المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، كيف ترى ذلك؟
عودة الجزائر للمكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي، بعد غياب دام لتسع سنوات تقريبا، وهذا لم يكن في صالحنا على الإطلاق، لقد أثر كثيرا على الكرة الجزائرية، سواء الأندية أو المنتخب الوطني بمختلف فئاته العمرية، ومن كل النواحي، تعيين الحكام، لا أحبذ الكلام عن الكولسة، لكن هذا واقع معاش للأسف في القارة الإفريقية، لكن حينما نرى تعيينات الحكام وكيف يؤثر ذلك، عندما يتم تعيين لك حكم مرتشي في مباراة، ماذا عساك أن تفعل، نقولها بكل صراحة الكولسة موجودة في إفريقيا ولا يمكن التغاضي عنها، وليد صادي عمل كثيرا على إعادة الجزائر للتمثيل القاري، والأهم أيضا الدبلوماسية الرياضية للدولة الجزائرية، عندما ترى العمل القاعدي للرئيس صادي وخرجاته وكذا ملتقياته مع عدة شخصيات، وهذا هو تظافر الجهود والدعم الذي لقاه من الدولة الجزائرية، وأضيف شيئا..
تفضل..
انسحاب ممثل تونس حسن جنيح جاء في وقت مهم جدا، وخطة محكمة، لقد سحب ملف ترشحه قبل ساعات قليلة من انقضاء المهلة (12 نوفمبر) من أجل عدم قدرة أي شخص لتعويضه أو الترشح لهذا المنصب، لقد وضع لجنة الترشيحات في الكاف أمام الأمر الواقع، ليكون صادي المرشح الوحيد، وهذا عمل رائع من الدبلوماسية الرياضية الجزائرية، ويؤكد عودة الجزائر على المستوى القاري ومكانتها الطبيعية، ونتمنى أن يوقف صادي في مهمته ويخدك كرة القدم الجزائرية، خاصة وأن هذا وعد كان قد قطعه خلال حملته الانتخابية وشدد على ضرورة عودة الجزائر للتمثيل الإفريقي، وقد جسد ذلك في ظرف عام فقط، وهو يكمل العهدة، لقد استطاع تغيير عدة أشياء في ظرف وجيز، ونحن مع أي شخص يخدم مصلحة كرة القدم الجزائرية أو في أي مجال آخر، هذا ليس منصب وليد صادي، وإنها منصب باسم الجزائر، ونتمنى له كل التوفيق والنجاح.
كيف ترى بطولة هذا الموسم؟
لا زلنا في الجولة التاسعة فقط، لا يمكن أن أقول بأن مولودية الجزائر تراجعت من حيث النتائج والأداء، لكن هناك فرق مقارنة بالموسم الماضي، فرق كبير، حينما حقق الفريق بداية قوية جدا، وسجل أكثر من 20 هدف في الجولات الأولى الموسم الماضي، كان هناك عدة أندية في أزمات على غرار شباب بلوزداد الذي غير مدربه البلجيكي بعد جولات قليلة، وحتى شبيبة القبائل التي حققت بداية متعثرة، لكن الموسم الحالي، أعتقد أن هناك تنافس كبير بين الفرق، على غرار اتحاد الجزائر رغم البداية البطيئة وحتى شبيبة القبائل بالرغم من تذبذب النتائج، لكن أظن أن الشبيبة تقدم موسم مقبول عكس كل ما يقال عن الفريق، لو نظرنا بما قدمته الموسم الماضي وكذا التغييرات الكثيرة التي طرأت على النادي، وكذلك شباب قسنطينة ومولودية وهران، وهذه حلاوة البطولة، لذلك أعتقد أن تكون هناك تنافسية كبيرة هذا الموسم، ونتمنى أن نرى مستويات فنية راقية.