مصير الدهون المحترقة عند ممارسة الرياضة
دائماً ما نسمع عن حرق الدهون لإنقاص الوزن، ولكن هل حقاً تحترق الدهون؟ وعندما نفقد وزناً، أين تذهب الدهون المحترقة؟
نتناول الطعام لتغذية أجسامنا، فعندما يمر الطعام عبر الجهاز الهضمي، فإن الجسم يمتص العناصر الغذائية ويستخدمها لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لتشغيل الروتين اليومي، ثم يتخلص من المخلفات الباقية من خلال المثانة أو الأمعاء، وعندما تتخطى تناول إحدى وجباتك، أو تبذل مجهوداً أو طاقة أكثر من الذي أمدك به طعامك، فهنا يأتي دور الدهون، لقدرتها على توفير الطاقة عندما تكون في أشد الحاجة إليها.
تبدأ الحرب على السِّمنة بين أنظمة غذائية قاسية أو أعشاب حارقة للدهون أو رياضة مرهقة وساونا، وقد يكون كل ما سبق، المهم أن نشعر بتلك الدهون تطير بعيدًا عن أجسادنا.
يصوِّر لنا خيالنا الخصب مشاهد تخلُّص أجسامنا من الدهون، فهناك من يراها تذوب وتخرج مع العرق أو في البول، أو كشحنات حرارية تتسرب في الهواء، لكن كل ذلك يخالف الحقيقة.
صممت أجسادنا لتخزين الطاقة الزائدة في الخلايا الدهنية بجميع أنحاء الجسم في شكل دهون ثلاثية، كما يتم تخزين كميات أقل من الطاقة في الكبد والعضلات على هيئة جليكوجين، ويحتوي جسم الإنسان على نوعين من الخلايا الدهنية: خلايا دهنية بنية وأخرى بيضاء، وتلك الأخيرة أكثر شيوعاً، كما تتطور الخلايا الدهنية عند البشر بشكل أساسي في أثناء الطفولة والبلوغ، بعد ذلك يبقى عدد الخلايا الدهنية في الجسم مستقراً نسبياً.
هذه الخلايا تشكل الأنسجة الدهنية، ويمكن أن ترسل هرمونات في الجسم، للمساعدة في تنظيم كل شيء من التمثيل الغذائي إلى وزن الجسم.
والخلايا الدهنية هي مكان تخزين الدهون، وتكون كل خلية من نواة وغشاء، ولكن الجزء الأكبر يتكون من قطرات من الدهون الثلاثية المخزنة، ويتكون جزيء الدهون الثلاثية من جزيء واحد من الجلسرين وثلاثة جزيئات من الأحماض الدهنية، ونظراً إلى أن لدينا عدداً محدداً من هذه الخلايا، فإن زيادة الوزن لا تتضمن عادةً خلق المزيد، وبدلاً من ذلك، تتوسع الخلايا الفردية لاستيعاب الأحماض الدهنية، ثم تتقلص عندما يكون الجسم في لحظة احتياج، وتنطلق حينها الأحماض الدهنية في مجرى الدم.
هناك عديد من الطرق التي يستخدم فيها الجسم الطاقة، وليس فقط في أثناء ممارسة الرياضة، وتشمل تلك الطرق، ففي أثناء الراحة، يحتاج القلب الطاقة اللازمة لضخ الدم، وتحتاج الرئتان الطاقة من أجل التنفس، ويحتاج العقل الطاقة من أجل التفكير.
أما أثناء النشاط تحتاج العضلات طاقة سواء كنت تقوم من على مقعدك أو أنك تمارس التمارين الرياضية، وفي أثناء الأكل يحتاج الجهاز الهضمي الطاقة لتحطيم الطعام وتخزينه.
عند ممارسة الرياضة، تحصل عضلاتك أولاً على الطاقة اللازمة من خلال الجليكوجين المخزن فيها، وبعد نحو 30 إلى 60 دقيقة من التمارين الرياضية، يبدأ جسمك في حرق الدهون بشكل أساسي. إذا كنت تمارس الرياضة بشكل معتدل، فهذا يستغرق نحو ساعة.
زيادة كتلة العضلات قد تساعدك على حرق مزيد من السعرات الحرارية، ورفع معدل الأيض الأساسية، وتزيد التمارين الرياضية من معدل التنفس، لذلك يغادر المزيد من ثاني أكسيد الكربون جسمك عند التمرين، أما عندما تمارس الرياضة، يحرق الجسم الدهون بطريقتين، البدء في استخدام احتياطي الدهون بالخلايا الدهنية، وعدم تخزين مزيد من الدهون.
وعندما تمارس التمرينات الرياضية بشكل صارم، فإن عقلك يرشد الخلايا الدهنية إلى إطلاق جزيئات الأحماض الدهنية في مجرى الدم، لتزويدك بالطاقة التي تحتاجها لممارسة الرياضة، تلتقط عضلاتك ورئتاك وقلبك هذه الأحماض الدهنية وتفككها، وتستخدم الطاقة المخزّنة في روابطها للقيام بالأنشطة البدنية.
جزيئات الدهون هي مجرد مركبات عضوية، أي إنها مصنوعة من ذرات الكربون. في وجود الأكسجين، تتأكسد لإنتاج ثاني أكسيد الكربونوالماء، بعض الماء الناتج عندما يستهلك الجسم الدهون بالطريقة المعتادة، يخرج من خلال البول والعرق.
لكن دراسة نُشرت عام 2014 في المجلة الطبية البريطانية، وجدت أن معظم المنتجات الثانوية للدهون، وضمن ذلك كل ذلك ثاني أكسيد الكربون، يترك الجسم من خلال الجهاز التنفسي.
فنحن نتنفس المنتجات الثانوية لمعظم الدهون التي نحرقها، حيث يختلط ثاني أكسيد الكربون الناتج عن تلك العملية مع ثاني أكسيد الكربون الناتج عن رئتيك في أثناء معالجة الأكسجين، وفي الوقت نفسه، فكما يحرر انهيار الدهون الطاقة من أجل الوظائف البيولوجية والنشاط البدني، فإنه يولد حرارة تبقي درجات حرارة الجسم طبيعية.
هل تفكر الآن في تسريع معدل تنفسك كي تسرع من حرق الدهون؟ للأسف لن يجدي هذا نفعاً، وقد تصاب بخيبة أمل، فكي تحترق الدهون يتعين عليها أولاً المرور بعملية التمثيل الغذائي، كي تتحلل وتتفكك روابطها التي تمدك بالطاقة، لذا من الأفضل أن تحاول زيادة معدل تمثيلك الغذائي، مع زيادة تحريك عضلاتك، وحينها ستتمكن من حرق الدهون.
هل سئمتِ من محاولة تطبيق الحِميات الغذائية التي تعدكِ بإنقاص الوزن؟ وهل أصبحَت التمرينات الرياضية والحمية الغذائية عبئاً على روتينكِ اليومي؟يجب على الفردإدخال تعديلات بسيطة على مدار اليوم تساعد في زيادة معدل الحرق.