سيكتبُ التاريخ أن الرئيس الروسي بوتين قال لضيفه، رئيسُ الجمهورية عبد المجيد تبون: “الرئيسُ الجزائري زعيمٌ يحترم مصالحه الوطنية ومصالحنا جميعاً… نحن نحبُّ الشّعب الجزائري منذ 1954 وإلى 1962، حاربتم من أجل الاستقلال وسقط 5 ر1 مليون شهيد.
الرئيس تبون ردّ خلال استقباله من قبل بوتين كضيف شرف لمندى سان بطرسبورغ الاقتصادي، على سؤال طُرح عليه حول ما إذا كانت الجزائر تتعرّض لضغوطات بسبب علاقاتها مع روسيا، بقوله: “الجزائريون وُلدوا أحراراً وسيبقون أحراراً في قراراتهم ومواقفهم”.
زيارةُ الرئيس تبون إلى روسيا كانت تقييماً حقيقيا لمكانة الجزائر الدّولية ودورها الدبلوماسي الكبير، ونجاحُها يتحدّث عنه الاستقبالُ الفخم الذي حظي به من قبل الرئيس الروسي بوتين في قصرِ الكرملين، وقبولُه توسّطَ الجزائر بين روسيا وأوكرانيا فيما يخصُّ النزاع القائم حاليا بينهما، وهي ثقةٌ أكّد الرئيسُ تبون لبوتين أنها ستكون في محلّها.
نجاحُ زيارة الرئيس تبون إلى روسيا يتحدّثُ عنه أيضا التوقيعُ على إعلان الشراكة الإستراتيجية المعمّقة، وعدّة اتفاقياتٍ ومذكرات تفاهم وبرامج عمل بين الحكومة الجزائرية ونظيرتها الروسية، وطولُ الزيارة التي امتدت إلى ثلاثة أيّام كاملة جعلها حافلةً بالنّشاطات المكثّفة، حيث أجرى الرئيس تبون محادثاتٍ مع رؤساء الوزراء ومجلس الدوما ومجلس الفيدرالية.
الرئيسُ تبون دشّن نصباً تذكارياً للأمير عبد القادر، وهو أول معلَمٍ لقائدٍ عربيٍ مسلم في تاريخ موسكو، وافتتح أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري الروسي، بمشاركة 70 متعاملا جزائريا و 200 رجل أعمال روسي.
رئيس الجمهورية استعرض مع رجال الأعمال الروس أهمّ محاور برنامج الإنعاش الاقتصادي متعدّد الأبعاد الذي أطلقته الجزائر، التي تشهد اليوم نهضةً اقتصادية تسير بوتيرة سريعة جدا، حيث أكّد على وجود ما يقارب 1450 مشروع صناعي قيد الإنجاز حاليا، بالإضافة إلى إمكانيات هائلة للتعاون في مجالات التحويل التكنولوجي والبنوك والسياحة والفلاحة والصناعة الغذائية والعلوم الدقيقة والطاقة والبنى التّحتية والمنتجات الصيدلانية.
أحمد عاشور