عاشت ملاعب الجزائر الجديدة في ظرف قصير أجواء مشحونة على مدرجاتها، تسبب فيها طيش أشباه الأنصار، الذين لم يعرفوا قيمة المنشآت التي صنفت في خانة “العالمية” وفي وقت انتظر الجميع بأن يكون المناصرون أول الأشخاص الذين يسعون للحفاظ على هذه المكاسب، التي خصصت لها الدولة الجزائرية الملايير سارع هؤلاء إلى تخريب مدرجات ملعب الشهيد “حملاوي” بقسنطينة، وتكرر الأمر في ملعب 19 ماي بعنابة ونيلسون مانديلا ببراقي، وحتى ميلود هدفي بوهران.
وأثارت جماهير نادي مولودية الجزائرية استنكارا كبيرا بسبب ما قامت به خلال الداربي العاصمي الذي احتضنه ملعب براقي مساء أول أمس، بين “العميد” و”سوسطارة”، في لقاء متأخر عن الجولة الـ 23 من الرابطة المحترفة الأولى، حينما قام بعض الأنصار بـ “كراكاج” ضخم، قبل أن يلقوا الألعاب النارية على أرضية ملعب نيلسون مانديلا، وهو ما تسبّب في إيقاف المباراة بشكل مؤقت.
وتدخل قوات الأمن بعدها لطرد المتسببين في حرق أرضية الملعب من المدرجات، وذلك في تصرف يندى له الجبين، خاصة وأنّ السلطات العليا في البلاد صرفت الملايير على هذه الملاعب ووضعتها تحت تصرف الأندية المحترفة، من أجل المساهمة في تطوير الكرة المحلية لكن ومع ذلك لا تزال الجماهير تتعامل بالذهنيات القديمة والتي كانت فيها أعمال الفوضى والتخريب بالمرافق الرياضية السمة الأبرز بعد كل تعثّر أو خسارة.
ولم يكن ملعب 19 ماي بعنابة الذي احتضن مواجهة المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره التونسي وديا يوم الثلاثاء الماضي أفضل حالا، حيث عانى هو الآخر من عمليات التخريب والتكسير التي تعرضّت لها دورة المياه.
ونشرت مديرية الشباب والرياضة لولاية عنابة، بيان استنكاري عبر صفحتها الرسمية عبر الفايسبوك، الخميس الماضي، أوضحت فيه عملية التخريب التي طالت دورات المياه و سرقة الصنابير و تخريب للأبواب الإلكترونية لملعب 19 ماي.
كما استهجنت مديرية الشباب والرياضة لولاية عنابة، في بيانها، تصرفات بعض من أشباه الأنصار والتي اعتبرتها غير المسؤولة.
كما تأسفت المديرية على هذه التصرفات، رغم إنفاق الدولة أموال باهضة من الخزينة العمومية لصالح الشباب والبعض يدمرون كل ما هو جميل.
ولم يسلم ملعب ميلود هدفي بوهران، من عمليات التخريب هو الآخر على هامش نهائي كأس الجمهورية بين شباب بلوزداد وأولمبي الشلف والذي عاد فيه اللقب “الشلفاوة” بثنائية مقابل هدف وحيد، حيث كانت النقطة السلبية هي إلقاء جماهير الأولمبي للألعاب النارية على مضمار الملعب ما أدى إلى احتراق جزء منه رغم الأموال الطائلة التي صرفت عليه من أجل وضع مضمار لألعاب القوى بمواصفات عالمية.
وأعادت إلى الأذهان الحوادث التي شهدتها الملاعب الجديدة في الأسبوع الماضي، ما تعرَّض له ملعب الشهيد حملاوي في لقاء نصف النهائي بين شباب بلوزداد ونجم مقرة، حينما قامت جماهير الفريقين بتكسير الكراسي.
وأكدت مديرية الشباب والرياضة لولاية قسنطينة آن ذلك، أنه قد تم تكسير ما يقارب الـ1000 كرسي، من طرف أنصار الفريقين، خلال اللقاء المذكور، بالإضافة إلى خسائر في بعض التجهيزات بعد تخريبها، ما يطرح علامات الإستفهام بخصوص ما يقوم به أشباه الأنصار الذين يشوّهون صورة الجزائر، بالرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها الدولة الجزائرية من أجل تطوير البنى التحتية وتأكيد قدرتها على تنظيم كبرى المنافسات العالمية، بداية بكأس أمم إفريقيا القادمة 2025.