منتج وملحن أستوديو نغمة production غربال بن ناصر لدزاير توب : حصة جديدة و إستثنائية للأستوديو ستفتح مجالا واسعا للشباب إبتداءا من جانفي 2019

مروان الشيباني

بقلم بشرى نقادي من وهران 
كانت الأغاني الشعبية جزء أصيل من الثراث و الثقافة الجزائرية ، في الماضي كانت تجسد القيم الإجتماعية و تتقيد إلى حد كبير بالأطر الأخلاقية و كانت كلماتها مزيج بين القصص و الحكايات و الحب الطاهر النقي و قد لمعت أسماء كثيرة في سماء الفن و النجومية ووصل إلى العالمية و الشهرة مثل الفنان القدير بلاوي الهواري رحمه الله و دحمان الحراشي و رابح درياسة و حتى الشاب خالد ملك الأغنية الرايوية و  جوهرة تلمسان  الشاب أنور و المغني حسني شقرون رحمه الله و الكثير منهم ، أعطوا للفن الجزائري حلاوة و نقاء و تحول إلى فن أصيل حيث كان غناءهم يسمعه الصغير و الكبير و يُرحب به في البيوت الجزائرية و في الأعراس و المناسبات و قد كان له   طابع ثقافي محترم .

لكن هذا الفن إنحرف فجأة عن مساره و هبط هبوطا سريعا إلى أسفل درك الفن بعد ان أتى مكانه فن ساقط و هابط و تخلخل إلى عقول الشباب و حتى الأطفال ،فلم تعد الأغاني الشعبية قصة و لا حكاية و تحولت إلى صراخ و كلمات هابطة و سوقية بظهور بعض الشباب إعتقدوا أنهم مغنين و فنانين بمجرد إلتحاقهم بأستوديوهات و تسجيل أغاني ساقطة مقابل دراهم معدودة ، حتى تم إستضافتهم من طرف بعض القنوات الجزائرية. ففي كل مرة ترحل قامة فنية في بلادنا نتحسر على أيام الزمن الجميل و تدمع أعيننا على حال هذا الفن الجديد الذي تعفن و أصبح أداة لتدمير القيم الأخلاقية ، مغنيوا الزمن الجميل كانو يطربون السامعين بصوتهم الشعبي و لحنهم الرنان و كلماتهم القوية المحبوبة و رغم أن ثراثنا الموسيقي العربي و الفولكلوري الذي يتلائم مع المناسبات و العائلات إلا أن بعض الشباب و حتى عائلات الاعراس إختارت بديلا ليس أجود منه كلمات و لا أكذب منه نغمات و قد خربت أغاني الراي الساقطة التي خرجت من مضجعها الليلي لتحل بيوت بعض العائلات الجزائرية و الغريب في الأمر أن مثل هذه الأغاني أصبحت تعرض حتى في الأعراس الجزائرية و قد لفت تجاوبا كبيرا كونها تحمل إيحاءات جنسية نابعة من الملاهي و حتى قد وصل الأمر أن يجلبوا أشباه معنية عرف إسمهم بها و قد حضوا بالكرم و الإحترام و قد زاح من الطريق مطربوا الغناء الشعبي الأصيل .

– إنتقلت كاميرا دزاير توب إلى أحد الأستوديوهات المحترمة و المعروفة بوهران ” أستوديوا نغمة production ” للمنتج و الملحن غربال عبد الناصر الواقع بوهران بالتحديد حي الجمهورية أمام مكتبة الكاتدرال  و بعد جلسة تعارف و تحاور قد فاجأنا بإعداد حصة جديدة للشباب بصدد فتح مجالا واسعا لهم من خلالها . 

– غربال عبد الناصر منتج و ملحن كنت قاطنا بفرنسا و لما أتيت أسست هذا الاستوديو و سميته بنغمة production بدأت بالعمل مع مغنيين و فنانين و صنعت أفلاما و كليبات ،لكن قد تلقيت صعوبات كثيرة لأن كل من هب و دب يأتي إلي و يريد تسجيل أغنية و عرضها في الملاهي الليلة لكن قد رفضت هذا الأمر لأنه ليس من تربيتي و أخلاقي وشيمي حتى بعض الشباب أود التحفظ عن إسمواتهم عرضوا على نقودا كثيرة و عرضوا عليا فتيات أيضا بغية التسلية لكنني قد رفضت رفضا قاطعا ، و هناك بعض المنتجين يتبنون كوارثهم و يسلكون نهج التجارة على حساب الرسالة الفنية النبيلة  و كنت قد خمنت في فكرة لإزاحة هذا الفن الساقط الذي أصبح عنوانا للسفالة و الحقارة ، الشيء المهم هو أن لازال هناك شباب يتمتعون بحناجر ذهبية و يمتلكون موهبة الغناء و يريدون أن يطمحوا للوصول إلى قمة الغناء و من هذا المنطلق جاءت الفكرة على إعداد حصة جديدة و إسثثنائية و قد أسميتها artistic cover التي من خلالها سنساعدهم و نعطي لهم فرصة كي يعود على الأقل زمن الغناء النقي المحترم ، من خلالها ستكتشف مواهب شابة و تعطي لكل واحد منهم الوصول إلى الشهرة و العالمية و ربما ينتسب بعدها إلى عدة برامج دولية للغناء لم لا.

– كيف بدأتهم بالخطوات الأولى هذه الحصة ؟

– المرحلة الأولى عقدنا أنا و مخرج الحصة فتحي كراشاي و مدير التصوير  علي بن زرفة على  تسجيل أصوات هؤلاء الشباب في الاستوديوا هناك 15 مشترك قمنا بالعمل معه و كلهم ذو مستوى جامعي سجلنا أصواتهم و أغانيهم و أخذنا صور لهم و في الحلقة  الأولى التي ستعرض إبتداءا من جانفي 2019 سنستضيف مغنيا مشهورا يأتي و يرى تسجيل هؤلاء المغنين و يعطي رأيه .

 – هل الحصة ستعرض على القنوات التلفزيونية أو ستنشر في مواقع التواصل الإجتماعي ؟ 

– في الحقيقة لن تعرض على أية قناة تلفزيونة سنعرضها فقط على موقع اليوتوب بإسم Eyes.TV لأن الآن الكثير من الناس أصبحوا لا يشاهدون التلفزيون لكنهم يظلون 24 ساعة في المواقع لذا قررنا أن نعرضها على اليوتوب ليكون بإستطاعة كل واحد مشاهدة الحصة التي ستعرض كل خميس على هذا الموقع  https://youtu.be/AS1uYNhCol

– و بخصوص مصاريف التسجيل في الاستديوا لدي علم بأن مصاريف التسجيل باهضة الثمن فكيف إستطاع هؤلاء الشباب التسجيل ؟ 

– بالنسبة للمشتركين 15 الذين هم معنا الآن لم نأخذ منهم نقودا و إعتبرناها كهدية منا بهدف تشجيعهم و دعمهم بالرغم أننا سنخسر إن لم يكن هناك مقابل مادي لكن نحن هنا من أجلهم فقط و من أجل رسم مستقبلهم و نجاحهم . – و قد أكد كلامه مخرج الحصة فتحي كراشاي و مدير التصوير على بن زرفة قائلان ” لقد عملنا بجد و لازلنا نعمل و الفضل كله يرجع للمنتج المحترف و نحن مؤمنين بأننا سننجح في هذا المشوار الفني و سينجح أيضا هؤلاء الشباب و الهدف هو صقل هذه المواهب و بلورتها فسعادتنا و نجاحنا عندما يرتقي الشباب إلى الشهرة و العالمية و يصيرون فخرا للمجتمعنا و ربما تنزاح عنا تلك الأغاني الساقطة والمنحطة .

شارك المقال على :