مندوب المخزن في الأمم المتحدة يغطّي على تورّط بلاده في الصحراء الغربية بإقحام الجزائر في نزاع لا ناقة ولا جمل لها فيه
ألقى ممثلُ المغرب لدى الأمم المتّحدة، عمر هلال، بلومه الخائب مجدّدا على الجزائر واتّهمها بكونها طرفا في النّزاع الصّحراوي، مسترسلا في طرح أسئلة غبية تدلّ على جهله بالتاريخ والجغرافيا وانتهاء رصيد المخزن من الحجج الكاذبة.
نعم.. الجزائر ليست طرفا في النزاع الصحراوي لأنها لا تطالب بأراضي في الصحراء الغربية، والمخزن ورّط المغرب في مسألةٍ لا تخصّه حينما احتل الأراضي الصحراوية وضمّها غصباً لأراضيه.
الجزائر كانت دوماً جزءاً من الحلّ في القضية الصحراوية، وسعت لمساعدة الصحرواويين وإخراج المغرب من ورطته، إنّها قضيّة تشبه كثيرا في مأساتها ما مرّ به الشعب الجزائري من محن إبان احتلال الاستعمار الفرنسي لبلاده.
اتهامات عمر هلال للجزائر ومقاراناته السخيفة بيّنت مدى أوهام نظام المخزن، وضلوعه في مؤامراتٍ خسيسة ضدّها، فحديثُه عن وجود “شعب قبائلي” يطالب بالاستقلال، يؤكّد علاقة المخزن الوثيقة بمنظمة الماك الإرهابية ودعمه لها.
لقد كافحت منطقة القبائل الاستعمار مع مناطق الوطن الأخرى وطالبت باستقلال الجزائر عن فرنسا، فلا وجه للمقارنة أصلاً، وهي اليوم جزءٌ لا يتجزّأ من الدّولة الجزائرية الواحدة والموحدة.
كان الأجدر ب ممثل المخزن أن يتحدث عن جمهورية الرّيف التي استقلت في سنة 1921 عن الاستعمار الإسباني، قبل استقلال المملكة المغربية عن فرنسا في 1956، لكنّ المخزن لا يزال يبسط سيطرته الاستعمارية عليها ويرفض منح شعبها الاستقلال الذي يطالب به، ويمارس أبشع أنواع البطش وصنوف التنكيل ضدّ أحرار الريف.
ممثّل المخزن المتذبذب تحدّث عن “وحدة الأراضي المغربية”، زاعما أنّ المغرب لن يتنازل عن شبرٍ منها ثمّ تحدّث بوقاحة وحمق عن تمسكّه بأطروحة الحكم الذاتي، ومتى كان الحكم الذاتي سبيلا لتحقيق الوحدة؟
لو كانت الصحراء مغربية حقّاً لما تنازل المخزن عن حكمها ورضي بأن يحكمها الصحراويون في إطار حكم ذاتي، لكنّ المخزن يدرك أنّ موقفه خاسر فلم يجد من سبيل سوى التمسّك بالأوهام واتهام الجزائر بما لا شأن لها به.