عندما يتعلق الأمر بحرية الصحافة والتعبير فإن المنظمات الحقوقية الدولية لا ترى سوى الجزائر، والدول التي لها قضايا عادلة تقف معها وتدعمها، مثل الجزائر، هي لا ترى ما يحدث في الكيان الصهيوني من اعتداءات يومية موثقة.
أين منظمات هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية وغيرها ممن تعد تقارير طويلة تنتقد “حرية التعبير والصحافة” المكفولة في الجزائر، من ذلك الفيديو الذي انتشر مؤخرا، حيث يظهر شرطيا صهيونيا مسلحا يعتدي على مراسل قناة عربية (العربي الجديد)، أحمد دراوشة، أثناء تأديته لمهامه وقيامه بعمله الصحفي، كي ينقل بحياد وموضوعية ما تقوم به وحدات الجيش الصهيوني من جرائم ضد الإنسانية في حق الفلسطينيين بشكل يومي.
الشرطيّ الصهيوني المسلح صرخ في وجه مراسل القناة التلفزيونية العربية وتوعده وهدده إن هو حاول أن ينقل جرائم جيش الاحتلال الصهيوني للمشاهدين.
يبدو أن المنظمات الدولية غير الحكومية الحقوقية تغض طرفها عن مثل هذه الخروقات والانتهاكات اليومية، التي تحدث في الكيان الصهيوني، وهذا الاستخدام المزدوج للمعايير الحقوقية لا يضع مسؤولية هذه المنظمات في المساواة بين الجميع على المحك فحسب، بل إنه يظهر جانبا لا إنسانيا في تعاملها مع الجنسيات المختلفة، لطالما ادعت أنها تلتزم به في صياغتها لتقاريرها المشبوهة.
وإلى جرائم جيش الاحتلال الصهيوني تضاف جرائم المنظمات “الحقوقية” الدولية في السكوت عن انتهاكات كيان مدلل من قبل الولايات المتحدة، والإمعان في التمييز بين ساحات نقل الحقيقة، التي يبدو أنّ لها معايير متعددة تحكم استخدامها من قبل هذه المنظمات، حسب لون البشرة والجغرافيا وأصل الإنسان وعرقه وجنسيته.