امتلأ قلب المخزن غلّا وغيضا عقب الزيارة الأخيرة للرئيس تبون، التي قادته إلى روسيا ولقائه التاريخي بالرئيس فلاديمير بوتين.
الرّعبُ الذي خلّفه توقيعُ الجزائر مع روسيا على اتفاق الشراكة الاستراتيجية المعمّقة، دفع القصر العلوي لإخراج كلابه من جحورها حتى تعوي، من ألم المشاهد المفزعة ووجع التصريحات المزلزلة.
أبواقُ المخزن تحاول أن تجعل من قمّة ثنائية أثارت الأقلام لتكتب وحفّزت الميكروفونات على أن تنطق، فجأة ودون سبب واضح “لا حدث”، بينما الحقيقة تقول أنه كان الحدث الأسبوعي الأبرز الذي تناقلته وسائل الإعلام لحظة بلحظة، في العالم بأسره وشهد على حضورٍ جزائري قوي وفاعل، وأجمع المحلّلون على أنه سيغيّر مسار العلاقات، ليس فقط بين الجزائر وروسيا بل أيضا بين روسيا وإفريقيا والعالم العربي بزعامة الجزائر التي أصبحت لها كلمةُ الفصل في قضايا عدّة بالمنطقة.
يحاول أزلام المخزن أن ينتقصوا من هذا الحدث الضخم والكبير كبر الجزائر وعظم رئيسها ويقلّلوا من شأنه، فالجزائر لها علاقات ممتدة وصداقات متعدّدة مع جميع الدول الكبرى في العالم، ما أهلها لأن تحظى بموافقة الرئيس بوتين للقيام بوساطة بين روسيا والغرب في الأزمة الأوكرانية.
أمّا جارة السوء التي لا تعرف من الدبلوماسية سوى التنازل، والبيع بالمجان مع تقديم الأثمان الغالية للصهاينة أعداء الأمة مقابل التخلي عن فلسطين والقدس، لا تحسن سوى تزييف الحقائق وتغليط الشعب المغربي، الذي تأكّد له أنّ الكيان الصهيوني لن يعترف بخديعة “مغربية الصحراء” التي دفعها المخزن ثمنا لحماقاته وجريه وراء سراب التطبيع الزائف.
أحمد عاشور