الرئيسية / الرياضة

نجوم “الخضر” والعنصرية المقيتة في الملاعب الأوروبية

حجم الخط : +-

يشكّل تفشّي ظاهرة العنصرية ضدّ لاعبي كرة القدم من الأصول العربية أو البشرة السمراء تهديدا مباشرا للدوريات الأوروبية، لاسيما مع تخاذل هيئة الكرة الدولية في مواجهة الظاهرة المستفحلة.

وشهدت الملاعب الأوروبية والعربية خلال المواسم الماضية وحتى حاليا حوادث عنصرية متزايدة، خاصة في إيطاليا، شملت تقليد أصوات “القردة”، تعيير بلون البشرة وحتى ألفاظ عرقية في المدرجات كممارسة عنصرية ضد اللاعبين من أصول أفريقية

ولم يسلم من هذه الممارسات حتى العرب وبالأخص اللاعبين الجزائريين وسنحاول في هذا الملف تسليط الضوء على بعض نجوم “الخضر” السّابقين والحاليين الذين تذوقوا مرارة العنصرية المقيتة في مختلف الملاعب الاوروبية وأيضا العربية.

زياني عانى من أمور غير رياضية في مارسيليا و ألمانيا

البداية مع اللاعب الدولي السابق كريم زياني الذي عاني من هاته الظاهرة السلبية في الملاعب ،حيث، تعرض هذا الاخير للعديد من المواقف أو الممارسات العنصرية في حقه خلال مسيرته الكروية ، وهو ما أكد والده رابح في تصريحات إعلامية سابقة وقال أن العنصرية في فرنسا موجودة منذ زمن بعيد وأن ابنه عانى من بعض المعاملة غير الرياضية عندما كان يلعب في نادي مرسيليا الفرنسي وحتى في ألمانيا

وحتى اللاعب السابق للمنتخب الوطني العمري الشادلي أكد في تصريحات سابقة أن الفرنسيون يعاملون اللاعب العربي بطريقة عنصرية وهي الأسباب التي جعلت عدة لاعبين ممتازين يختفون عن الأنظار ويضيعون مشوارا ذهبيا والذين غادروا البطولة الفرنسية استطاعوا أن يعودوا بقوة مثلما هو الحال بالنسبة لزميلي بلحاج وعنتر يحي وحتى زياني أيضا عانى من مشاكل العنصرية في بداية مشواره مع نادي مارسيليا.

“إرحل ، العربي القذر” بهذه العبارات هاجم أنصار سوشو “رياض بودبوز”

الدولي الجزائري رياض بودبوز هو الأخر لم يفلت من التمييز العنصري خلال فترة تواجده فرنسا ، حيث، تعرض لعبارات عنصرية في ناديه السابق سوشو الذي تألق بشكل لافت لكن ذلك لم يشفع له وراح أنصار هذا النادي بتوجيه رسالة تفوح بالعنصرية .

وكتب بودبوز على صفحته على موقع “تويتر” في تلك الفترة: “أتفهم جيدا استياء وغضب بعض المناصرين لأدائي خلال المباراة ضد مونبيلييه ولكني لا أقبل أن يقال عني إرحل أو العربي القذر”، وكان أنصار سوشو علقوا لافتة كتب عليها “رياض إرحل”، في إشارة إلى رغبة اللاعب الجزائري في الانتقال إلى نادي مرسيليا.

“غي رو” يفضح المدربين والإعلام الفرنسي بممارساتهم ضد اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية

وشهد شاهد من أهلها عبارة تؤكد الممارسات العنصرية التي تعرض لها اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية، إذ أحدث المدرب الفرنسي «غي رو» في وقت سابق ، ضجة كبيرة حول العنصرية ضد اللاعبين الجزائريين في فرنسا، عندما اتهم مدرب المنتخب الفرنسي ديدي ديشان والاتحاد الفرنسي لكرة القدم وحتى الإعلام الفرنسي بالعنصرية ضد اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية، وأكد أن نجم مانشيستر سيتي سمير ناصري ضحية أصوله الجزائرية واسمه الجزائري، حيث قال «غي رو» الذي أشرف على نادي أجاكسيو لفترة طويلة في تصريحات لجريدة «لوباريزيان» الفرنسية، أن ناصري لا يستدعى إلى المنتخب الفرنسي ولن يشارك في مونديال البرازيل مع الديوك بسبب أصله الجزائري واسمه «سمير»، وأضاف أنه لو كان ناصري اسمه «نيديلاك» ويلعب في نادٍ فرنسي متواضع كـ«غانغون» لاستدعي دون مشكل، حيث صرح «غي رو» قائلا: «المشكل الحقيقي لناصري أنه يدفع ثمن أصوله وأنا أدافع عنه لأنه يقدم أداء كبيرا مع مانشيستر، لو كان اسمه نيديلاك ويلعب حتى في غانغون لاستدعي للمنتخب، أعتقد أن بالنسبة للبعض سهل أن يكرهوه لأن اسمه سمير».

ويبقى الأكيد أن «الفاف» و«الخضر» أكبر مستفيد من مشاكل اللاعبين الجزائريين الأصل في فرنسا، على اعتبار ما حدث مع ناصري وبن زيمة قبله سيجعلهم يفضلون الانضمام إلى «الخضر» عوض المنتخب الفرنسي.

***

تهديدات بالقتل تطال “وناس” في إيطاليا أو ما يطلق عليها “جنة كرة القدم”

دخل الدولي الجزائري آدم وناس لاعب كروتوني عنق الزجاجة في الملاعب الإيطالية، بتذوقه مرارة العنصرية من قبل الجماهير، حاله حال الكثير من اللاعبين الذين لعبوا في الدوري الإيطالي، أو ما يطلق عليه “جنة كرة القدم”.

تعرض وناس، لتهديدات بالقتل وعبارات عنصرية مقيتة، نشرها على حسابه الرسمي في “إنستغرام”، بعد لقاء فريقه كروتوني الذي لعب له على معارا أمام نادي تورينو الموسم الماضي، ما أعاد الجدل الدائم في إيطاليا إلى الواجهة بخصوص الحضور المتكرر للعنصرية في كرة القدم هناك.

هذا التألق تسبب في تعرض وناس لتهديدات بالقتل وعبارات عنصرية مقيتة، ونشر الدّولي الجزائري أمثلة مما وصله على حسابه الرسمي في “إنستغرام”، ما أثار موجة تعاطف واسعة مع خريجي أكاديمية بوردو الفرنسي، سواء من الجزائريين أو الإيطاليين.

وتضمنت رسائل الحقد والتهديد التي وصلت لاعب كروتوني المعار من نابولي، عبارات قاسية، منها واحدة قال فيها أحد العنصريين الحاقدين: “عد إلى إفريقيا”، وقال آخر: “يا أيها الزنجي”، قبل أن يذهب آخر إلى حد بعيد عندما كتب: “الموت للجزائري القذر”.

وناس نشر ما وصله على حسابه في “إنستغرام” علنا لفضح ممارسات بعض الإيطاليين، وعلق على ذلك قائلا: “هل هذا طبيعي”؟ قبل أن تدافع عنه صحيفة “لاغازيتا ديلو سبور” الشهيرة، التي ردت على تساؤله بـ”لا”، وحيّت فيه كشفه لهؤلاء العنصريين ودعت السلطات الأمنية الإيطالية لفتح تحقيق والقبض على المتورطين ما دام أن حساباتهم في “إنستغرام” معروفة.

ولم يكن وناس اللاعب الأول الذي يتعرض للعنصرية في الملاعب الإيطالية، حيث تذوق عدد كبير من اللاعبين من نفس الكأس، وكان أبرزهم في الأعوام الأخيرة كلاً من البلجيكي روميلو لوكاكو والإيطاليين مويس كين وماريو بالوتيلي.

ويعد وناس اللاعب الجزائري الثاني الذي يتعرض للعنصرية الموسم الماضي، بعد ما حدث لبن طالب مع نادي شالكه الألماني، عندما أرجع الدولي الألماني السابق، كريستيان فروند، مشاكله الانضباطية إلى خلفيته الاجتماعية، حيث قال: “أصوله ونشأته في بيئة فقيرة ساهمت في بناء شخصيته الحالية”.

“بن طالب” ضحية تصريحات عنصرية من نجم منتخب ألمانيا السابق

ما تعرض اللاعب الجزائري نبيل بن طالب الموسم الماضي في يندى له الجبين ، إذ وجّه اللاعب الدولي الألماني السابق ستيفان فروند تصريحات عنصرية تجاه بن طالب، قائلا إن ما يصدر من لاعب نادي “شالك 04” الألماني من تصرفات لا احترافية، نابعة من أصوله الجزائرية.

وأكد ستيفان فروند أن ازدواجية أصول نبيل بن طالب الفرانكو جزائرية ساهمت في بناء شخصيته العنيفة، وعدم انضباطه في الفريق، بعد نشأته في بيئة فقيرة، شكلت شخصيته الحالية.

وقال فروند: “أعرف بن طالب شخصياً، فهو لاعب وسط ميدان يملك موهبة مذهلة، إنّه لاعب فرنسي وجزائري الأصل، لديه شخصيته، فلما تريد توظيفه ( يقصد ضمه للفريق)، يجب عليك أن تعلم أن هناك قدراً معيناً من العدوانية وعدم الانضباط عندما لا يلعب في التشكيلة الأساسية”، وأضاف فروند بشكلٍ أوضح: “بن طالب ليس منضبطاً بسبب أصوله، وأنّ نشأته في بيئة فقيرة لعبت دوراً في تكوين شخصيته”.

وخلّفت الحادثة موجة غضب عارمة في الوسط الكروي الألماني والجزائري، ليلقى بن طالب على إثرها تضامنا كبيرا في شبكات التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى وفي وسائل الإعلام بالدرجة الثانية، حيث أكد الجميع أن كرة القدم تجمع ولا تُفرق، ولا تعترف بالعرق واللون والدين.

وتلقى بن طالب دعما كبيرا من الجزائريين ضد التصريحات العنصرية التي كان ضحية لها، وعبر المدرب جمال بلماضي عن مساندته المطلقة للاعبه، ونشرت الصفحة الرسمية لـلاتحاد الجزائري لكرة القدم على الفايسبوك تسجيلا لبلماضي قال فيه: “كل الدعم لنبيل بن طالب، لقد قاموا بمعالجة موضوع إبعاد بن طالب عن تشكيلة فريقه بالإهانة، حقا إنهم يخبئون كرها وراء البذلة التي يرتدونها في البلاطوهات”.

***

سوداني لم يسلم من الممارسات العنصرية في كرواتيا

إبن مدينة الشلف ، هلال العربي سوداني اللاّعب الحالي لنادي ضمك السّعودي هو الآخر لم يسلم من أفعال التّمييز العرقي فالعبارات التي صدرت من المحضر البدني لنادي سيباليا هيربوغي براداشيتش في موسم 2018 كانت خطيرة وغير مسؤولة ، حيث، كشف موقع “توتال إينفو” الكرواتي آنذلك أن براداشيتش شتم والدة سوداني ولم يكتف بذلك بل عاير هلال بلون بشرته حين قال: “هل أمك سوداء” وهي عبارات عنصرية واضحة ولا علاقة لها بالشتائم التي تعرف عن محيط كرة القدم في العالم والجزائر.

***

مبولحي”.. لقبوه بالوحش في اليونان وشتمت والدته في السعودية “تجارب قاسية لـ

عن العنصرية التي قابلت مبولحي خلال مسيرته الكروية خاصة أنه أسود البشرة وعربي أيضا ، فتحدث هذا الاخير عن التجارب المريرة التي مر بها مع النوادي التي لعب لها ، فرد الحارس الجزائري: “أجل، لدي بعض التجارب القاسية جدا بالنسبة للعنصرية، مررت ببلدان أين يقوم الناس بأمور تشعرك بأنك غير مرحب بك، يقولون لماذا جئت إلى هنا؟ حينها ترغب في ترك المكان والرحيل بعيدا” مضيفا: “الصدمة الحقيقية أصابتني في اليونان، الناس في الشوارع ينادونك يا أسود يا قذر، الأولاد الصغار يركضون خلفك ويقولون ما هذا الشيء؟ يوجد وحش يسير في الشارع، في تلك اللحظات شعرت بسوء شديد، تساءلت ما الذي يجري، لكن كل تلك التجارب زادت من خبرتي، معنوياتي حاليا محصنة لا يخترقها أي شيء”.

الإستفزازات لاحقت الجزائريين حتى في بلاد الحرمين الشريفين

وتعرض الجزائريون أيضا، لمشاكل واستفزازات كثيرة في الدوري السعودي لكرة القدم، حيث كان الحارس الجزائري رايس وهاب مبولحي و ماليك عسلة، أحد ضحايا تعرضه لشتائم وسب لوالدته في أحد مباريات بالبطولة السعودية الموسم المنقضي.

وتحدث ماليك عسلة بنبرة حزينة تعرضه لشتائم وسب لوالدته من قبل بعض لاعبي أبها وهو الامر الذي حز في نفسه واثار غضبة

وقال عسلة الذي سبق له تقمص الون نصر حسين داي شبيبة القبائل وشباب بلوزداد: “أحد لاعبي المنافس كان يتفوه بكلام وشتائم ضدي والأكثر من ذلك هددني وكأنني جئت

أشحت في بلده وأنا شخص أعيش بكرامتي في الجزائر، وأتيت هنا بفضل إمكاناتي وليس بصدقة من أحد.

مقالات ذات صلة

بالفيديو…ملخص ما قدمه أدم وناس ضد النصر

03 ديسمبر 2024

بلخير يواصل التألق في الملاعب البلجيكية

03 ديسمبر 2024

حجام ضمن التشكيل المثالي للدوري السويسري

03 ديسمبر 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.