أشادت نساء من مختلف الدول العربية في اليوم العالمي للمرأة، بكفاح المرأة الصحراوية من اجل تحرير وطنها، وأعربن عن تضامنهن المطلق معها، مطالبات بضرورة حمايتها من الانتهاكات الجسيمة التي تركب بحقها و تمكينها وشعبها من حقها في تقرير المصير، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية.
وأعربت الناشطة الحقوقية العراقية جنان محمد عباس التميمي، في تصريح ل(واج)، عن تضامن المرأة العربية المطلق مع المرأة الصحراوية في ما تعانيه بسبب اللجوء، بعد احتلال اراضيها، و ايضا في المدن الصحراوية المحتلة، أين تتعرض للقمع.
وقالت في هذا السياق: “من حق المرأة الصحراوية كغيرها من نساء العالم أن تنعم بالحياة الحرة و العيش الكريم، بما يضمن كل متطلباتها و احتياجاتها الأساسية من صحة و تعليم و امن و استقرار و راحة بال”، مشددة أيضا على حقها وحق شعبها في تقرير المصير و بناء دولتهم المستقلة بعيدا عن حياة اللجوء.
وناشدت الدكتورة جنات التميمي كل نساء العالم من اجل ان “يقفن وقفة تضامن مع المرأة الصحراوية في معركتها من اجل استرجاع حقوقها المسلوبة و العودة الى أراضيها”، مضيفة : “نهنئ المرأة الصحراوية في عيدها العالمي و نشد على ايديها في نضالها المشروع من اجل انتزاع حريتها”.
وتابعت تقول : “نقول بصوت واحد، نحن مع النساء الصحراويات البطلات والمناضلات الصامدات و نتنمى لهن النصر القريب، و أن تزول هذه الغمة لتعود جميع الحقوق المسلوبة إلى أصحابها”.
من جهتها، جددت رئيسة المجلس الأعلى لمنظمات المجتمع المدني، الذي يضم 58 دولة، انتصار سليم القليب، تضامنها الكامل مع الشعب الصحراوي و المرأة الصحراوية التي تكافح من اجل حقها في تقرير المصير و بناء دولتها المستقلة.
وذكرت رئيسة المجلس ان “اليوم العالمي للمرأة بالنسبة لها ليس يوما للاحتفال والفرح بل لمناهضة الاحتلال و النضال من اجل تحصيل كل حقوق النساء المضطهدات، بمن فيهن النساء الصحراويات، اللواتي يطالبن بحقوقهن المشروعة”، و اطلقت بالمناسبة مبادرة “الحركة النضالية من اجل التضامن مع النساء الاسيرات”.
ونددت في سياق متصل بالانتهاكات الصارخة لحقوق المرأة الصحراوية على يد قوات الاحتلال المغربي، حيث يتم مصادرة حقوقها المشروعة التي تكفلها مختلف القوانين، و على رأسها حق تقرير المصير.
واستدلت في حديثها عن نضال المرأة الصحراوية، التي اصبحت مثالا يحتذى به في العالم، بالحقوقية سلطانة سيد ابراهيم خيا، التي تعاني من الاقامة الجبرية في بيتها منذ اكثر من عام، و تتعرض لكل اصناف التعذيب من اعتداءات جسدية واغتصاب.
وعبرت في هذا الاطار عن فخرها بما تقدمه المرأة الصحراوية من تضحيات جسام في سبيل تحرير وطنها، من “لجوء و جوع و تعذيب و اسر، حتى اصبحت رمزا للنضال”، قائلة: “اسماؤكن ايتها البطلات ستبقى محفورة في التاريخ النضالي لحركات التحرر في العالم”.
وأكدت أن كل شعوب العالم و الشعوب العربية على وجه الخصوص، تتضامن مع النساء الصحراويات ومع المناضلة سلطانة خيا، التي أصبحت “رمزا لنضال شعبها التواق للحرية”، كما دعت الى نصرتها و الوقوف الى جانبها لأنها “صاحبة حق”.
من جانبها، أشادت الناشطة السياسية الاردنية، هيفاء مساعدة بدور المرأة الصحراوية وتحمل مسؤوليتها كاملة غير منقوصة في بناء الجمهورية الصحراوية الى جانب أخيها الرجل.
وقالت في هذا الصدد : “التاريخ حافل عبر مر العصور بأمجاد المرأة في بناء الحضارة الانسانية لكن ما شاهدناه خلال زيارتنا الى مخيمات اللاجئين الصحراويين ببوجدور يفوق ما سمعنا عنه من امجاد المرأة عبر التاريخ”.
وأضافت : “المرأة في الصحراء الغربية تقوم بدور مزدوج من خلال القيام بمهامها كربة اسرة داخل البيت و خارجه، بسبب غياب الازواج لفترات طويلة، لانشغالهم بالدفاع عن وطنهم ضد الاحتلال”.
وأبرزت هيفاء مساعدة دور المرأة الصحراوية في بناء مؤسسات الجمهورية الصحراوية من خلال المشاركة في ادارة مفاصل الدولة، مشيرة إلى أن “المرأة الصحراوية تتحمل مسؤولية مضاعفة نجحت فيها بكل جدارة و استحقاق”.
وقدمت ذات المتحدثة، شهادة حية عن المجتمع الصحراوي خلال زيارتها لمخيمات اللاجئين الصحراويين نهاية شهر فبراير الماضي للمشاركة في الندوة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي، قائلة : “وجدت مجتمعا متوازنا متماسكا حقق نجاحا كبيرا في التعليم بفضل الإرادة، رغم ضعف الامكانيات”.
وأشادت في سياق ذي صلة ب”الأخلاق العالية الموجودة في المجتمع الصحراوي و الاحترام الذي يسود بين الجميع”، مبرزة ان الجريمة تكاد تكون شبه منعدمة، بفضل قوة المجتمع الذي صنعته المرأة الصحراوية، معتبرة اياها “القاعدة الاساسية للنصر القادم”.
وأشارت في حديثها عن بطولة المرأة الصحراوية و تضحيتها في سبيل تحرير بلدها، الى الناشطة الحقوقية سلطانة خيا التي تقاوم قمع الاحتلال المغربي في سبيل تحقيق الاستقلال التام لشعبها المتمسك بحقه في تقرير المصير.